يُقاسُ المَرءُ بِالمَرءِ | إِذا ما هُوَ ماشاهُ |
وَ لِلقَلبِ عَلى القَلبِ | دَليلٌ حينَ يَلقاهُ |
وَ لِلشَكلِ عَلى الشَكلِ | مَقايِيسٌ وَ أَشباهُ |
وَ في العَينِ غِناً لِلعَي | نِ أَن تَنطِقَ أَفواهُ |
وَ لا تَصحَب أَخا الجَهلِ | وَ إِيّاكَ وَ إِيّاهُ |
فَكَم مِن جاهِلٍ أَردى | حَليماً حينَ آخاهُ |
وَ ذو العُرِّ إِذا ما اِحتَك | كَ ذا الصِحَّةِ أَعداهُ |
قصائد العصر العباسي
مجموعة من أروع قصائد العصر العباسي شعراء العصر العباسي وقصائدهم الرائعة هنا.
من أحب الدنيا تحير فيها
مَن أَحَبَّ الدُنيا تَحَيَّرَ فيها | وَاِكتَسى عَقلُهُ اِلتِباساً وَتيها |
رُبَّما أَتعَبَت بَنيها عَلى ذا | كَ فَكَعها وَخَلِّها لِبَنيها |
قَنِّعِ النَفسَ بِالكِفافِ وَإِلّا | طَلَبَت مِنكَ فَوقَ ما يَكفيها |
إِنَّما أَنتَ طولَ عُمرِكَ ما عُمِّر | تَ في الساعَةِ الَّتي أَنتَ فيها |
وَدَعِ اللَيلَ وَ النَهارَ جَميعاً | يَنقُلانِ الدُنيا إِلى ساكِنيها |
لَيسَ فيما مَضى وَلا في الَّذي لَم | يَأتِ مِن لَذَّةٍ لِمُسْتَحِليها |
أنافعي عند ليلى فرط حبيها
أَنافِعي عِندَ لَيلى فَرطُ حُبّيها | وَلَوعَةٌ لِيَ أُبديها وَأُخفيها |
أَم لا تُقارِبُ لَيلى مَن يُقارِبُها | وَلا تُداني بِوَصلٍ مَن يُدانيها |
بَيضاءُ أَوقَدَ خَدَّيها الصِبا وَسَقى | أَجفانَها مِن مُدامِ الراحِ ساقيها |
في حُمرَةِ الوَردِ شَكلٌ مِن تَلَهُّبِها | وَلِلقَضيبِ نَصيبٌ مِن تَثَنّيها |
قَد أَيقَنَت أَنَّني لَم أُرضِ كاشِحَها | فيها وَلَم أَستَمِع مِن قَولِ واشيها |
وَيَومَ جَدَّ بِنا عَنها الرَحيلُ عَلى | صَبابَةٍ وَحَدا الأَظعانَ حاديها |
قامَت تُوَدِّعُني عَجلى وَقَد بَدَرَت | سَوابِقٌ مِن تُؤامِ الدَمعِ تُجريها |
وَاِستَنكَرَت ظَعَني عَنها فَقُلتُ لَها | إِلى الخَليفَةِ أَمضى العيسَ مُمضيها |
إِلى إِمامٍ لَهُ ما كانَ مِن شَرَفٍ | يُعَدُّ في سالِفِ الدُنيا وَباقيها |
خَليفَةَ اللَهِ ما لِلمَجدِ مُنصَرَفٌ | إِلّا إِلى أَنعُمٍ أَصبَحتَ توليها |
فَلا فَضيلَةَ إِلّا أَنتَ لابِسُها | وَلا رَعِيَّةَ إِلّا أَنتَ راعيها |
مُلكٌ كَمُلكِ سُلَيمانَ الَّذي خَضَعَت | لَهُ البَرِيَّةُ قاصيها وَدانيها |
وَزُلفَةٌ لَكَ عِندَ اللَهِ تُظهِرُها | لَنا بِبُرهانِ ما تَأتي وَتُبديها |
لَمّا تَعَبَّدَ مَحلُ الأَرضِ وَاِحتَبَسَت | عَنّا السَحائِبُ حَتّى ما نُرَجّيها |
وَقُمتَ مُستَسقِياً لِلمُسلِمينَ جَرَت | غُرُّ الغَمامِ وَحَلَّت مِن عَزاليها |
فَلا غَمامَةَ إِلّا اِنَهَلَّ وابِلُها | وَلا قَرارَةَ إِلّا سالَ واديها |
وَطاعَةُ الوَحشِ إِذ جاءَتكَ مِن خَرِقٍ | أَحوى وَأُدمانَةٍ كُحلٍ مَآقيها |
كَالكاعِبِ الرودِ يَخفى في تَرائِبِها | رَدعُ العَبيرِ وَيَبدو في تَراقيها |
أَلفانِ جاءَت عَلى قَدرٍ مُسارِعَةٍ | إِلى قَبولِ الَّذي حاوَلتَهُ فيها |
إِن سِرتَ سارَت وَإِن وَقَّفتَها وَقَفَت | صوراً إِلَيكَ بِأَلحاظٍ تُواليها |
يَرِعنَ مِنكَ إِلى وَجهٍ يَرَينَ لَهُ | جَلالَةً يُكثِرُ التَسبيحَ رائيها |
حَتّى قَطَعتَ بِها القاطولَ وَاِفتَرَقَت | بِالحَيرِ في عَرصَةٍ فيحٍ نَواحيها |
فَنَهرُ نَيزَكَ وِردٌ مِن مَوارِدِها | وَساحَةُ التَلِّ مُغنىً مِن مَغانيها |
لَولا الَّذي عَرَفَتهُ فيكَ يَومَإِذٍ | لَما أَطاعَكَ وَسطَ البيدِ عاصيها |
فَضلانِ حُزتَهُما ضونَ المُلوكِ وَلَم | تُظهِر بِنَيلِهِما كِبراً وَلا تيها |
و متعب العيس مرتاحا إلى بلد
و متعبُ العيسَ مرتاحاً إلى بلدِ | و الموتُ يطلُبُه من ذَلِكَ البلدِ |
و ضاحك و المنايا فوقَ هامته | لو كانَ يعلمُ غيباً ماتَ من كمدِ |
من كانَ لَمْ يُؤْتَ عِلْماً في بقاءِ غدٍ | ماذا تفكرهُ في رزقِ بعد غدِ |
شيد بفضلك مشرف البنيان
شَيِّد بِفَضلِكَ مُشرِفَ البُنيانِ | لَم يَبقَ إِلّا خاتِمُ الإِحسانِ |
رُدَّ الصَنيعَةَ في ابنِ شُكرٍ طَبعُهُ | نَشرُ الَّذي توليهِ كُلَّ أَوانِ |
أَمّا لِساني في الحِسابِ فَواحِدٌ | وَيَقومُ فيكَ مَقامَ أَلفِ لِسانِ |
لاتُبعِدَنّي مِنكَ نِسبَةُ مَن هُمُ | خُلَفاءُ قَومِكَ مِن بَني شَيبانِ |
نَسَبي لَعَمري في رَبيعَةَ غُرَّةٌ | فيها وَلي قَلبٌ هَواهُ يَماني |
ذَهَبَت يَمانٌ بِالمَفاخِرِ كُلِّها | بِكَ دونَ أَهلِ الفَخرِ بِالنُعمانِ |
مَرَجَ الإِلَهُ بِسَيبِ كَفِّكَ لِلنَدى | بَحرَينِ بِالمَعروفِ يَلتَقِيانِ |
هَذا يَفيضُ بِفِضَّةٍ وَبِعَسجَدٍ | وَيَفيضُ ذاكَ بِفاخِرِ المَرجانِ |
وَاللَهُ أَكسَبَكَ المَحامِدَ مُكمِلاً | لَكَ كُلَّ إِنسانِيَّةِ الإِنسانِ |
رَفَعَ السَماءَ وَمَجدَ فَخرِكَ قَبلَ أَن | يَبدا بِوَضعِ الأَرضِ وَالميزانِ |
فارَقتُ مُذ زَمَنٍ أَبي فَجَعَلتَ لي | مِن بَعدِ ذاكَ أَباً يَقومُ بِشاني |
أَتَصونُ لي شِعراً وَأُخلِقُ قَدرَهُ | في الناسِ ماأُمّي إِذاً بِحَصانِ |
مَهما أَهَنتَ الدُرَّ ما أَكرَمتَهُ | فَاِقطَع نَوالَكَ فَهوَ قَطعُ بَناني |
ماحِصنُ هَذا الحِصنُ لي بِمُعَوِّلِ | أَلجا إِلَيهِ وَأَنتَ حِصنُ أَماني |
إِنّي أَتَيتُ مُوَدِّعاً وَأَقولُ لَو | لَم آتِ فَضلَكَ طالِباً لَأَتاني |
وَإِذا انتَجَعتُكَ بِالرُجوعِ فَغَيرُهُ | أَولى وَأَبعَدُ مِن جَوى الحَدَثانِ |
فَاشدُد أَبا العَبّاسِ كَفَّكَ بِالعُلا | إِنَّ العُلا مِن أَشرَفِ التيجانِ |
أغفى ذراعيه وأنحى على
أَغفى ذِراعَيهِ وَأَنحى عَلى | لِحيَتِهِ بِالنَتفِ يُحفيها |
يَمدَحُهُ القَومُ وَيَهجوهُم | ما شَكَرَ النِعمَةَ هاجيها |
وَجَدتُ أَشعارَكَ في هَجوِهِم | تَقطَرُ مِن سَلحٍ قَوافيها |
قائِلُها أَنتَ وَقَد أَفرَطَت | في نَتنِها أَم أَنتَ خاريها |