فَدَتكَ يَدي مِن عاتِبٍ وَ لِسانِيا | وَقَولِيَ في حُكمِ العُلا وَ فَعالِيا |
فَإِنَّ يَزيدَ وَالمُهَلَّبَ حَبَّبا | إِلَيكَ لمَعالي إِذ أَحَبّا المَعالِيا |
وَلَم يورِثاكَ القَولَ لا فِعلَ بَعدَهُ | وَما خَيرُ حَليِ السَيفِ إِن كانَ نابِيا |
تَرى الناسَ فَوضى في السَماحِ وَلَن تَرى | فَتى القَومِ إِلّا الواهِبَ المُتَغاضِيا |
وَإِنّي صَديقٌ غَيرَ أَن لَستُ واجِداً | لِفَضلِكَ فَضلاً أَو يَعُمَّ الأَعادِيا |
وَلا مَجدَ إِلّا حينَ تُحسِنُ عائِداً | وَكُلُّ فَتىً في الناسِ يُحسِنُ بادِيا |
وَما لَكَ عُذرٌ في تَأَخُّرِ حاجَتي | لَدَيكَ وَقَد أَرسَلتُ فيها القَوافِيا |
حَرامٌ عَلَيَّ غَزوُ بَذٍّ وَأَهلِها | إِذا سِرتُ وَالعِشرونَ أَلفاً وَرائِيا |
فَلا تُفسِدَن بِالمَطلِ مَنّاً تَمُنُّهُ | فَخَيرُ السَحابِ ما يَكونُ غَوادِيا |
فَإِن يَكُ في المَجدِ اِشتِراءٌ فَإِنَّهُ اِش | تِراؤُكَ شُكري طولَ دَهري بِمالِيا |
قصائد العصر العباسي
مجموعة من أروع قصائد العصر العباسي شعراء العصر العباسي وقصائدهم الرائعة هنا.
نعى نفسي إلي من الليالي
نَعى نَفسي إِلَيّ مِنَ اللَيالي | تَصَرّفُهُنَّ حالاً بَعدَ حالِ |
فَمالي لَستُ مَشغولاً بِنَفسي | وَمالي لا أَخافُ المَوتَ مالي |
لَقَد أَيقَنتُ أَنّي غَيرُ باقٍ | وَلَكِنّي أَراني لا أُبالي |
أَما لي عِبرَةٌ في ذِكرِ قَومٍ | تَفانَوا رُبَّما خَطَروا بِبالي |
كَأَنَّ مُمَرِّضي قَد قامَ يَمشي | بِنَعشي بَينَ أَربَعَةٍ عِجالِ |
وَخَلفي نُسوَةٌ يَبكينَ شَجواً | كَأَنَّ قُلوبُهُنَّ عَلى مَقالِ |
سَأَقنَعُ ما بَقيتُ بِقوتِ يَومٍ | وَلا أَبغي مُكاثَرَةً بِمالِ |
تَعالى اللَهُ يا سَلمَ اِبنَ عَمرٍ | أَذَلَّ الحِرصُ أَعناقَ الرِجالِ |
هَبِ الدُنيا تُساقُ إِلَيكِ عَفواً | أَلَيسَ مَصيرُ ذاكَ إِلى زَوالِ |
فَما تَرجو بِشَيءٍ لَيسَ يَبقى | وَشيكاً ما تُغَيِّرُهُ اللَيالي |
أغيب عنك بود لا يغيره
أَغيبُ عَنكَ بِوُدٍّ لا يُغَيرُهُ | نَأيُ المَحَلِّ وَلا صَرفٌ مِنَ الزَمَنِ |
فَإِن أَعِش فَلَعَلَّ الدَهرَ يَجمَعُنا | وَإِن أَمُت فَبِطولِ الشَوقِ وَالحَزَنِ |
تَعتَلُّ بِالشُغلِ عَنّا ما تُلِمُّ بِنا | الشُغلُ لِلقَلبِ لَيسَ الشُغلُ لِلبَدَنِ |
قَد حَسَّنَ اللَهُ في عَينَيَّ ما صَنَعَت | حَتّى أَرى حَسَناً مالَيسَ بِالحَسَنِ |
قطعت أبا ليلى وما كنت قبله
قَطَعتُ أَبا لَيلى وَما كُنتُ قَبلَهُ | قَطوعاً وَلا مُستَقصِرُ الوُدِّ جافِيا |
أَغُبُّ السَلامَ حينَ تَكثيرِ مَعشَرٍ | يَعُدّونَ تَكريرَ السَلامِ تَقاضِيا |
وَحَسبي اِقتِضاءً أَن أُطيفَ بِواقِفٍ | عَلى خَلَّتي أَو عالِمٍ بِمَكانِيا |
مَتى تَسأَلِ السِجزِيَّ عَن غَيبِ حاجَتي | يُبَيِنّ لَكَ السجزِيُّ ما كانَ خافِيا |
فِداءٌ لَهُ مُستَبطَأ النُجحِ أَخدَجَت | مَواعيدُهُ حَتّى رَجَعنَ أَمانِيا |
أصبحتُ والله في مضيق
أصبحتُ والله في مضيق | هل منْ دليلٍ على الطريقِ |
أفٍّ لدنيا تلاعبتْ بي | تلاعبَ الموج بالغريقِ |
أصبتُ فيها دُريهماتٍ | فبغضتني إلى الصديقِ |
أما تنفك باكية بعين
أَما تَنفَكُّ باكِيَةً بِعَينٍ | غَزيرٍ دَمعُها كَمِدٌ حَشاها |