| اختَرْتُ دَهْمَاءَتَينِ يا مَطَرُ | وَمَنْ لَهُ في الفَضائلِ الخِيَرُ |
| وَرُبّمَا فالَتِ العُيُونُ وقَدْ | يَصْدُقُ فيهَا وَيكْذِبُ النّظَرُ |
| أنتَ الذي لَوْ يُعابُ في مَلاَءٍ | ما عِيبَ إلاّ بأنّهُ بَشَرُ |
| وَأنّ إعْطاءَهُ الصّوَارِمُ وَالـ | ـخَيْلُ وَسُمْرُ الرّماحِ والعَكَرُ |
| فاضِحُ أعْدائِهِ كأنّهُمُ | لَهُ يَقِلّونَ كُلّمَا كَثُرُوا |
| أعاذَكَ الله مِنْ سِهَامِهِمِ | وَمُخْطِىءٌ مَنْ رَمِيُّهُ القَمَرُ |
قصائد الشاعر المتنبي
مجموعة من أجمل قصائد الشاعر ابو الطيب المتنبي تجدونها بهذه الصفحة.
أنَا بالوُشاةِ إذا ذكَرْتُكَ أشْبَهُ
| أنَا بالوُشاةِ إذا ذكَرْتُكَ أشْبَهُ | تأتي النّدَى وَيُذاعُ عَنْكَ فَتَكْرَهُ |
| وَإذا رَأيْتُكَ دونَ عِرْضٍ عَارِضاً | أيْقَنْتُ أنّ الله يَبْغي نَصْرَهُ |
رِضاكَ رِضايَ الّذي أُوثِرُ
| رِضاكَ رِضايَ الّذي أُوثِرُ | وَسِرُّكَ سِرّي فَما أُظْهِرُ |
| كَفَتْكَ المُرُوءَةُ ما تَتّقي | وَآمَنَكَ الوُدُّ مَا تَحْذَرُ |
| وَسِرُّكُمُ في الحَشَا مَيّتٌ | إذا أُنْشِرَ السّرُّ لا يُنْشَرُ |
| كَأنّي عَصَتْ مُقْلَتي فيكُمُ | وَكَاتَمَتِ القَلْبَ مَا تُبْصِرُ |
| وَإفْشَاءُ مَا أنَا مُسْتَوْدَعٌ | مِنَ الغَدْرِ وَالحُرُّ لا يَغدُرُ |
| إذا مَا قَدَرْتُ عَلى نَطْقَةٍ | فإنّي عَلى تَرْكِها أقْدَرُ |
| أُصَرّفُ نَفْسِي كَمَا أشْتَهي | وَأمْلِكُهَا وَالقَنَا أحْمَرُ |
| دَوَالَيْكَ يا سَيْفَهَا دَوْلَةً | وَأمْرَكَ يا خَيرَ مَنْ يَأمُرُ |
| أتَاني رَسُولُكَ مُسْتَعْجِلاً | فَلَبّاهُ شِعْرِي الذي أذْخَرُ |
| وَلَوْ كانَ يَوْمَ وَغىً قاتِماً | لَلَبّاهُ سَيْفيَ وَالأشْقَرُ |
| فَلا غَفَلَ الدّهْرُ عَن أهْلِهِ | فإنّكَ عَيْنٌ بهَا يَنْظُرُ |
أرى ذلكَ القُرْبَ صارَ ازْوِرارَا
| أرى ذلكَ القُرْبَ صارَ ازْوِرارَا | وَصارَ طَوِيلُ السّلامِ اختِصارَا |
| تَرَكْتَنيَ اليَوْمَ في خَجْلَةٍ | أمُوتُ مِراراً وَأحْيَا مِرارَا |
| أُسَارِقُكَ اللّحْظَ مُسْتَحْيِياً | وَأزْجُرُ في الخَيلِ مُهري سِرارَا |
| وَأعْلَمُ أنّي إذا ما اعتَذَرْتُ | إلَيْكَ أرَادَ اعْتِذاري اعتِذارَا |
| كَفَرْتُ مَكارِمَكَ البَاهِرا | تِ إنْ كانَ ذلكَ مني اخْتِيارَا |
| وَلَكِنْ حَمَى الشّعْرَ إلاّ القَليـ | ـلَ هَمٌّ حَمَى النّوْمَ إلاّ غِرارَا |
| وَما أنَا أسقَمْتُ جسمي بِهِ | وَلا أنَا أضرَمتُ في القلبِ نَارَا |
| فَلا تُلزِمَنّي ذُنُوبَ الزّمَانِ، | إلَيّ أسَاءَ وَإيّايَ ضَارَا |
| وَعِنْدي لَكَ الشُّرُدُ السّائِرا | تُ لا يختَصِصْنَ منَ الأرْضِ دارَا |
| قَوَافٍ إذا سِرْنَ عَنْ مِقْوَلي | وَثَبْنَ الجِبالَ وَخُضْنَ البِحارَا |
| وَلي فيكَ مَا لم يَقُلْ قَائِلٌ | وَمَا لم يَسِرْ قَمَرٌ حَيثُ سَارَا |
| فَلَوْ خُلِقَ النّاسُ منْ دَهرِهِمْ | لَكانُوا الظّلامَ وَكنتَ النّهارَا |
| أشَدُّهُمُ في النّدَى هِزّةً | وَأبْعَدُهُمْ في عَدُوٍّ مُغَارَا |
| سَمَا بكَ هَمّيَ فوْقَ الهُمومِ | فَلَسْتُ أعُدُّ يَسَاراً يَسَارَا |
| وَمَنْ كنتَ بَحْراً لَهُ يا عَليُّ | لَمْ يَقْبَلِ الدُّرَّ إلاّ كِبَارَا |
الصوم والفطر والأعياد والعصر
| الصّوْمُ وَالفِطْرُ وَالأعْيادُ وَالعُصُرُ | مُنيرَةٌ بكَ حتى الشّمسُ والقَمَرُ |
| تُرِي الأهِلّةَ وَجْهاً عَمَّ نَائِلُهُ | فَما يُخَصُّ بهِ من دُونِها البَشَرُ |
| ما الدّهرُ عندَكَ إلاّ رَوْضَةٌ أُنُفٌ | يا مَنْ شَمَائِلُهُ في دَهْرِهِ زَهَرُ |
| مَا يَنتَهي لكَ في أيّامِهِ كَرَمٌ | فَلا انْتَهَى لكَ في أعْوامِهِ عُمُرُ |
| فإنّ حَظّكَ من تَكرارِها شَرَفٌ | وَحَظَّ غَيرِكَ منها الشّيبُ والكِبَرُ |
ظُلمٌ لذا اليَوْمِ وَصْفٌ قبلَ رُؤيَتِهِ
| ظُلمٌ لذا اليَوْمِ وَصْفٌ قبلَ رُؤيَتِهِ | لا يصْدُقُ الوَصْفُ حتى يَصْدُقَ النظرُ |
| تَزَاحَمَ الجَيشُ حتى لم يَجِدْ سَبَباً | إلى بِساطِكَ لي سَمْعٌ وَلا بَصَرُ |
| فكُنتُ أشهَدَ مُخْتَصٍّ وَأغْيَبَهُ | مُعَايِناً وَعِيَاني كُلُّهُ خَبَرُ |
| ألْيَوْمَ يَرْفَعُ مَلْكُ الرّومِ نَاظرَهُ | لأنّ عَفوَكَ عَنْهُ عندَهُ ظَفَرُ |
| وَإنْ أجَبْتَ بشَيْءٍ عَنْ رَسائِلِهِ | فَمَا يَزالُ على الأمْلاكِ يَفْتَخِرُ |
| قَدِ اسْتَرَاحَتْ إلى وَقْتٍ رِقابُهُمُ | منَ السّيوفِ وَباقي القَوْمِ يَنتَظِرُ |
| وَقَدْ تُبَدِّلُهَا بالقَوْمِ غَيْرَهُمُ | لكيْ تَجِمَّ رُؤوسُ القَوْمِ وَالقَصَرُ |
| تَشبيهُ جُودِكَ بالأمْطارِ غَادِيَةً | جُودٌ لكَفّكَ ثانٍ نَالَهُ المَطَرُ |
| تكَسَّبُ الشمْسُ منكَ النّورَ طالعَةً | كمَا تَكَسّبَ منها نُورَهُ القَمَرُ |