مغرمٌ ، مؤلمٌ ، جريحٌ ، أسيرٌ | إنّ قَلْباً، يُطِيقُ ذا، لَصَبُورُ |
وَكَثِيرٌ مِنَ الرّجَالِ حَدِيدٌ، | وَكَثِيرٌ مَنَ القُلُوبِ صُخُورُ |
قُلْ لِمَنْ حَلّ بِالشّآمِ طَليقاً، | بِأبي قَلْبُكَ الطّلِيقُ الأسِيرُ |
أنَا أصْبَحْتُ لا أُطِيقُ حَراكاً، | كيفَ أصبحتَ أنتَ يا ” منصورُ ” ؟ |
شعر العصر العباسي
اشعار و قصائد شعر من العصر العباسي أجمل قصائد العرب في العصر العباسي.
أتَتْني عَنْكَ أخْبَارُ
أتَتْني عَنْكَ أخْبَارُ، | و بانتْ منكَ أسرارُ |
وَلاحَتْ لي، مِنَ السّلْوَ | ة ِ، آيَاتٌ وَآثَارُ |
أرَاهَا مِنْكَ بِالقَلْبِ، | و للأحشاءِ أبصارُ |
إذا ما بردَ الحبُّ | فَمَا تُسْخِنُهُ النّارُ |
قَمَرٌ، دُونَ حُسْنِهِ الأقمارُ
قَمَرٌ، دُونَ حُسْنِهِ الأقمارُ، | وَكَثِيبٌ مِنَ النّقَا، مُسْتَعَارُ |
و غزالٌ فيهِ نفارٌ ، ولاَ بدْ | عَ فَمِنْ شِيمَة ِ الظّبَاءِ النّفَارُ |
لا أُعَاصِيهِ في اجْتِرَاحِ المَعَاصِي، | في هَوَى مِثْلِهِ تَطِيبُ النّارُ |
قَد حَذِرْتُ المِلاحَ دَهْراً، وَلكن | ساقني ، نحوَ حبهِ ، المقدارُ |
كمْ أردتُ السلوَّ فاستعطفتني | رقية ٌ منْ رقاكَ يا عيَّـارُ |
جنى جانٍ ، وأنتَ عليهِ حانٍ
جنى جانٍ ، وأنتَ عليهِ حانٍ ، | وَعَادَ، فَعُدْتَ بِالكَرَمِ الغَزِيرِ |
صبرتَ عليهِ حتى جاءَ ، طوعاً ، | إلَيْكَ، وَتِلْكَ عَاقِبَة ُ الصّبُورِ |
فَإنْ تَكُ عَدْلَة ٌ في الجِسْمِ كَانَتْ | فما عدلَ الضميرُ عنِ الضميرِ |
و مثلُ ” أبي فراسٍ ” منْ تجافى | لَهُ عَنْ فِعْلِهِ، مِثْلُ الأمِيرِ |
بكيتُ ، فلما لمْ أرَ الدمعَ نافعي
بكيتُ ، فلما لمْ أرَ الدمعَ نافعي ، | رَجَعتُ إلى صَبرٍ، أمَرّ مِنَ الصّبرِ |
و قدرتُ أنَّ الصبرَ ، بعدَ فراقهم ، | يساعدني ، وقتاً ، فعزيتُ عنْ صبري |
ما زالَ معتلجَ الهمومِ بصدرهِ
ما زالَ معتلجَ الهمومِ بصدرهِ | حَتى أبَاحَكَ مَا طَوَى مِن سِرّهِ |
أضمرتُ حبكَ ، والدموعُ تذيعهُ ، | و طويتُ وجدكَ ، والهوى في نشرهِ |
تردُ الدموعُ ، لما تجنُّ ضلوعهُ ، | تترى إلى وجناتهِ أو نحرهِ |
من لي بعطفة ِ ظالمٍ ، منْ شأنهِ | نسيانُ مشتغلِ اللسانِ بذكرهِ ؟ |
يا ليتَ مؤمنهُ سلوى – ما دعتْ | ورقُ الحمامِ – مؤمني منْ هجرهِ |
منْ لي بردِّ الدمعِ ، قسراً ، والهوى | يغدو عليهِ ، مشمراً ، في نصرهِ ؟ |
أعيا عليَّ أخٌ ، وثقتُ بودهِ ، | وَأمِنْتُ في الحَالاتِ عُقْبَى غَدْرِهِ |
وَخَبَرْتُ هَذَا الدّهْرَ خِبْرَة َ نَاقِدٍ | حتى أنستُ بخيرهِ وبشرهِ |
لا أشْتَرِي بَعْدَ التّجَرّبِ صَاحِباً | إلا وددتُ بأنني لمْ أشرهِ |
منْ كلِّ غدارٍ يقرُّ بذنبهِ | فيكونُ أعظمُ ذنبهِ في عذرهِ |
ويجيءُ ، طوراً ، ضرهُ في تفعهِ ، | جهلاً ، وطوراً ، نفعهُ في ضره |
فصبرتُ لمْ أقطعْ حبالَ ودادهُ | و سترتُ منهُ ، مااستطعتُ ، بسترهِ |
وَأخٍ أطَعْتُ فَمَا رَأى لي طَاعَتي | حَتى خَرَجتُ، بأمرِهِ، عَنْ أمرِهِ |
و تركتُ حلوَ العيشِ لمْ أحفلْ بهِ | لمَّـا رأيتُ أعزَّهُ في مره |
وَالمَرْءُ لَيْسَ بِبَالِغٍ في أرْضِهِ، | كالصقرِ ليسَ بصائدٍ في وكرهِ |
أنفقْ منَ الصبرِ الجميلِ ، فإنهُ | لمْ يَخشَ فَقراً مُنْفِقٌ مِنْ صَبرِهِ |
واحلمْ وإنْ سفهَ الجليسُ ، وقلْ لهُ | حُسْنَ المَقَالِ إذَا أتَاكَ بِهُجْرِهِ |
وَأحَبُّ إخْوَاني إليّ أبَشَّهُم | بصديقهِ في سرهِ أو جهرهِ |
لا خيرَ في برِّ الفتى ما لمْ يكنْ | أصفى مشارب برهِ في بشرهِ |
ألقى الفتى فأريدُ فائضَ بشرهِ | و أجلُّ أنْ أرضى بفائضِ برهٍ |
ياربِّ مضطغنِ الفؤادِ ، لقيتهُ | بِطَلاقَة ٍ، فَسَلَلْتُ مَا في صَدْرِهِ |