إذا أقبلَ الإنسانُ في الدهر صُدّقتْ | أحاديثُهُ عن نفسه وهو كاذبُ |
أتوهِمُني بالمَكر أنّكَ نافعي | وما أنتَ إلا في حِبالكَ جاذِبُ |
وتأكلُ لحم الخِلّ مُستعذبِاً له | وتَزعُمُ للأقوام أنّكَ عاذِب |
شعر العصر العباسي
اشعار و قصائد شعر من العصر العباسي أجمل قصائد العرب في العصر العباسي.
صحبت الحياة فطال العناء
صحبتُ الحياةَ، فطالَ العَناءُ | ولا خيرَ في العيش مُستصحبَا |
وقد كنتُ فيما مضى جامحاً | ومن راضَهُ دهرُهُ أصحَبا |
متى ما شحَبْتَ لوجه المليكِ | كُسيتَ جمالاً بأنْ تَشحبا |
حبا الشيخُ لا طامعاً في النهوض | نقيضَ الصّبيّ إذا ما حَبا |
ولم يحبُني أحَدٌ نعمةً | ولكن مَوْلى المَوالي حبا |
نصَحْتُكَ، فاعملْ له دائماً | وإن جاء موتٌ فقلْ مرحبا |
لا تطيعي هواك أيتها النفس
لا تُطيعي هواكِ، أيّتُها النفـ | سُ، فنعمى المليك فينا ربيبَهْ |
وابن جحشٍ، لمّا تنصّر، لم ترْ | كُنْ، إلى ما يقولُ، أمُّ حَبيبه |
وبلالٌ يَحكي ابنَ تمرةَ في الخِفّة | أوفى من عنترَ ابنِ زَبيبه |
لا أغادي مَفارقي بصبيبٍ | وأخلّي والقفرَ آلَ صبيبه |
إنّ خيراً من اختراشِ ضِباب الأر | ضِ، للناشىء، اتخاذُ ضبيبه |
كيف أضحتْ شبيبة القلب حمرا | ءَ، وزالت من السّواد الشّبيبه |
فالزمي النّسك إن علقتِ، وفرّي | من ذوي الجهل كي تُعَدّي لبيبه |
سنح الغراب لنا فبت أعيفه
سَنَحَ الغُرابُ لنا فبِتُّ أَعيفُهُ | خَبَراً أمَضُّ من الحِمامِ لَطِيفُهُ |
زَعَمَتْ غَوادي الطّيرِ أنّ لِقاءَها | بَسْلٌ تَنَكّرَ عندَنا مَعْروفُهُ |
ولقد ذكرْتُكِ يا أمامَةُ بَعْدَما | نَزَلَ الدّليلُ إلى التّرابِ يسُوفُه |
والعِيسُ تُعْلِنُ بالحنينِ إليْكُمُ | ولُغامُها كالبِرْسِ طارَ نَديفُه |
فَنَسِيتُ ما كَلّفْتِنيهِ وطالَما | كلّفْتِني ما ضَرّني تَكْليفُه |
وهَواكِ عِنْدي كالغِناءِ لأنّه | حَسَنٌ لَدَيّ ثَقِيلُهُ وخَفيفُه |
إذا كان رعبي يورث الأمن فهو لي
إذا كان رُعبي يورثُ الأمنَ فهو لي | أسَرُّ من الأمنِ الذي يورث الرّعبا |
ألمْ ترَ أن الهاشميّينَ بُلّغوا | عظامَ المساعي بعدما سكنوا الشِّعبا |
وكان الفتى كعْبٌ تخيّرَ للسُّرى | أخا النّمر فاستدنى إلى أجلٍ كعبا |
وإنّي رأيتُ الصّعبَ يركبُ دائماً | من النّاس من لم يركب الغرضَ الصّعبا |
قد أسرف الإنس في الدعوى بجهلهم
قد أسرف الإنسُ في الدّعوى بجهلِهمُ | حتى ادّعوا أنهم للخلق أربابُ |
إلبابُهُمْ كان باللذّاتِ متصلاً | طولَ الحياةِ وما للقَوم ألبابُ |
أجرى، من الخيلِ آمالٌ أُصرّفُها | لها بحثّيَ تقريبٌ وإخبابٌ |
في طاقةِ النفسِ أنْ تُعْنى بمنزِلها | حتى يُجافَ عليها للثرى بابُ |
فاجعلْ نساءك إن أُعطيتَ مَقدِرَةً | كذاك واحذَرْ فللِمقدارِ أسبابُ |
وكم خنتْ من هَجولٍ حُجّبتْ ووفت | من حُرّة مالها في العِينِ جِلباب |
أذىً من الدهرِ مشفوعٌ لنا بأذىً | هذا المحلّ بما تخشاهُ مِرْبابُ |
يزورُنا الخيرُ غِبّاً، أو يُجانبنا | فهل لمِا يكرهُ الانسانُ إغبابُ |
وقد أساءَ رجالٌ أحسنوا فقُلوا | وأجمَلوا، فإذا الأعداءُ أحباب |
فانفع أخاك على ضُعفٍ تُحِسُّ بهِ | إنّ النسيمَ بِنفَع الرُّوحِ هَبّاب |