وما نعمة مشكورة قد صنعتها

وَمَا نِعمَة ٌ مَشكورَة ٌ، قَد صَنَعْتُها إلى غَيرِ ذي شُكْرٍ، بمَانِعَتي أُخرَى
سآتي جميلاً ، ما حييت ، فإنني إذا لمْ أُفِدْ شكراً، أفَدْتُ بهِ أجْرَا

إنْ لمْ تجافِ عنِ الذنو

إنْ لمْ تجافِ عنِ الذنو بِ ، وجدتها فينا كثيره
لَكِنّ عَادَتَكَ الجَمِيـ ـلَة َ أنْ تَغُضّ عَلى بَصِيرَهْ

لقدْ نافسني الدهرُ

لقدْ نافسني الدهرُ بتأخيرِي عنِ الحَضْرَة
فَمَا ألْقَى مِنَ العِلّـ ـة ِ ما ألقى من الحَسْرَة ْ

وَجُلّنَارٍ مُشْرِقٍ

وَجُلّنَارٍ مُشْرِقٍ، عَلَى أعَالي شَجَرَهْ
كأنَّ في رؤوسهِ ، أصْفَرَهُ، وَأحْمَرَهْ
قُرَاضَة ً مِنْ ذَهَبٍ في خرقٍ معصفره

و قوفكَ في الديارِ عليكَ عارٌ

و قوفكَ في الديارِ عليكَ عارٌ ، و قدْ ردَّ الشبابُ المستعارُ
أبعدَ الأربعينَ محرماتٌ : تمادٍ في الصبابة ِ ، واغترارُ ؟ ! ..
نزعتُ عنِ الصبا ، إلاَّ بقايا ، يحفدها ، على الشيبِ ، العقارُ
وَقَالَ الغَانِيَاتُ: «سَلا، غُلاماً، فكيفَ بهِ ، وقدْ شابَ العذارُ؟ “
و ما أنسى الزيارة َ منكِ ، وهناً ، و موعدنا ” معانٌ” و” الحيارُ “
وَطَالَ اللّيلُ بي، وَلَرُبّ دَهْرٍ نعمتُ بهِ ، لياليهِ قصارُ
و ندماني : السريعُ إلى لقائي ، على عجلٍ ، وأقداحي الكبارُ
عشقتُ بها عواريَّ الليالي ” أحقُّ الخيلِ بالركضِ المعارُ
وَكَمْ مِنْ لَيْلَة ٍ لمْ أُرْوَ مِنْهَا حننتُ لها ، وأرقني ادكارُ !
قَضَاني الدَّينَ مَاطِلُهُ، وَوَافى ، إليَّ بها ، الفؤادُ المستطارُ
فبتُّ أعلُّ خمراً منْ رضابٍ لها سكرٌ وليسَ لها خمارُ
إلى أنْ رقَّ ثوبُ الليلِ عنَّـا وقالتْ : ” قمْ ! فقدْ بردَ السوارُ !
وَوَلّتْ تَسْرُقُ اللّحَظَاتِ نحوِي عَلى فَرَقٍ كَمَا التَفَتَ الصُّوَارُ
دنا ذاكَ الصباحُ ، فلستُ أدري أشَوْقٌ كَانَ مِنْهُ؟ أمْ ضِرَارُ؟
وَقَد عَادَيتُ ضَوْءَ الصّبحِ حتى لِطَرْفي، عَنْ مَطَالِعِهِ، ازْوِرَارُ
و مضطغنٍ يراودُ فيَّ عيباً سَيَلْقَاهُ، إذا سُكِنَتْ وَبَارُ
وَأحْسِبُ أنّهُ سَيَجُرّ حَرْباً عَلى قَوْمٍ ذُنُوبُهُمُ صِغَارُ
كما خزيتْ بـ “راعيها ” ” نميرٌ ” ، وجرَّ على “بني أسدٍ” ” يسارُ “
وَكَمْ يَوْمٍ وَصَلْتُ بفَجْرِ لَيْلٍ كأنَّ الركبَ تحتهما صدارُ ؟
إذا انْحَسَرَ الظّلامُ امْتَدّ آلٌ كأنا درهُ ، وهوَ البحارُ
يَمُوجُ عَلى النّوَاظِرِ، فَهْوَ مَاءٌ و يلفحُ بالهواجرِ فهو نارُ
إذَا مَا العِزّ أصْبَحَ في مَكَانٍ سموتُ لهُ، وإنْ بعدَ المزارُ
مقامي ، حيثُ لا أهوى ، قليلٌ ونومي ، عندَ منْ أقلي غرارُ
أبَتْ لي هِمّتي، وَغِرَارُ سَيْفي، وَعَزْمي، وَالمَطِيّة ُ، وَالقِفَارُ
وَنَفْسٌ، لا تُجَاوِرُهَا الدّنَايَا، وَعِرْضٌ، لا يَرِفّ عَلَيْهِ عَارُ
وَقَوْمٌ، مِثلُ مَن صَحِبوا، كِرَامٌ وَخَيلٌ، مِثلُ من حَملتْ، خيارُ
و كمْ بلدٍِ شتتناهنَّ فيهِ ضُحى ً، وَعَلا مَنَابِرَهُ الغُبَارُ
وَخَيلٍ، خَفّ جَانِبُهَا، فَلَمّا ذُكِرْنَا بَيْنَهَا نُسِيَ الفِرَارُ
و كمْ ملكٍ ، نزعنا الملكَ عنهُ ، و جبارٍ ، بها دمهُ جبارُ ؟
وَكُنّ إذَا أغَرْنَا عَلَى دِيَارٍ رجعنَ ، ومنْ طرائدها الديارُ
فَقَدْ أصْبَحْنَ وَالدّنْيَا جَمِيعاً لنا دارٌ ، ومنْ تحويهِ جارُ
إذَا أمْسَتْ نِزَارُ لَنَا عَبِيداً فإنَّ الناسَ كلهمُ ” نزارُ “

وَيَدٍ يَرَاهَا الدّهْرُ غَيْرَ ذَمِيمَة ٍ

وَيَدٍ يَرَاهَا الدّهْرُ غَيْرَ ذَمِيمَة ٍ، تمحو إساءتهُ إليَّ وتغفرُ
أهدتْ إليَّ مودة ً منْ صاحبٍ تزكو المودة ُ في ثراهُ ، وتثمرُ
علقتْ يدي منهُ بعلقِ مضنة ٍ مِمّا يُصَانُ عَلى الزّمَانِ وَيُدْخَرُ
إني عليكَ ” أبا حصينٍ “، عاتبٌ و الحرُّ يحتملُ الصديقَ ، ويصبرُ
وَإذا وَجَدْتُ عَلى الصّدِيقِ شكَوْتُهُ سِرَّاً إلَيْهِ وَفي المَحَافِلِ أشْكُرُ
مَا بَالُ شِعْرِي لا تَرُدّ جَوَابَهُ؟ سَحْبَانُ عِنْدَكَ بَاقِلٌ، لا أعذُرُ