| لَقَدْ كانَتِ الأَمْثالُ تُضْرَبُ بَيْنَنا | بجَوْرِ سَدُومٍ وهوَ مِنْ أَظلَمِ البَشَرْ |
| فلمّا بَدَتْ في الكَوْنِ آياتُ ظُلْمِهمْ | إذا بسَدُومٍ في حُكومَتِه عُمَر |
شاعر النيل
شاعر النيل هو الشاعر الكبير حافظ ابراهيم هنا مجموعة مميزة من قصائد شاعر النيل حافظ إبراهيم.
مرضنا فما عادنا عائد
| مَرِضْنا فما عادَنا عائِدُ | ولا قِيلَ أينَ الفَتَى الأَلْمَعي |
| ولا حَنَّ طرْس إلى كاتِبٍ | ولا خَفَّ لَفْظٌ على مِسْمَعِ |
| سَكَتْنا فعَزَّ علينا السُّكوت | وهانَ الكلامُ على المُدَّعِي |
| فيا دَوْلَة ً آذَنَتْ بالزوال | رَجَعْنَا لعَهْدِ الهَوَى فارْجِعي |
| ولا تَحسِبِينا سَلَوْنا النَّسِيب | وبين الضُّلُوعِ فؤادٌ يَعي |
نعمن بنفسي وأشقينني
| نَعِمْنَ بنَفْسي وأَشْقَيْنَني | فيا لَيْتَهُنَّ ويا لَيْتَنِي |
| خِلالٌ نَزَلْنَ بخِصْبِ النُّفُوسِ | فرَوَّيْنَهُنَّ وأَظْمَأْنَنِي |
| تَعَوَّدْنَ مِنِّي إباءَ الكَرِيم | وصَبْرَ الحَليِم وتيهَ الغَنِي |
| وعَوَّدْتُهُنَّ نِزالَ الخُطوب | فما يَنْثَنِينَ وما أَنثَنِي |
| إذا ما لَهَوْتُ بلَيلَ الشّباب | أَهَبْنَ بعَزْمِي فَنَبَّهْنَنِي |
| فما زِلْتُ أَمْرَحُ في قِدِّهِنّ | ويَمْرَحْنَ مِنِّي برَوْضٍ جَنِي |
| إلى أنْ تَوَلَّى زَمانُ الشَّباب | وأَوْشَكَ عُودِيَ أنْ يَنْحَني |
| فيا نَفْسُ إنْ كنتِ لا تُوقِنِين | بمَعْقُودِ أمْرِكِ فاسْتَيْقِني |
| فهذي الفَضيلة ُ سِجْنُ النُّفوس | وأَنتِ الجَديَرة ُ أَنْ تُسْجَنِي |
| فلا تَسْأليني متى تَنْقَضي | لَيالي الإسارِ ولا تَحْزَني |
لا تلم كفى إذا السيف نبا
| لا تلم كفى إذا السيف نبا | صح مني العزم و الدهر أبى |
| رب ساع مبصر فى سعيه | أخطأ التوفيق فيما طلبا |
| مرحبا بالخطب يبلوني إذا | كانت العلياء فيه السببا |
| عقنى الدهر و لولا أننى | أوثر الحسنى عققت الأدبا |
| إيه يا دنيا اعبسي أو فابسمي | ما أرى برقك إلا خلبا |
| أنا لولا أن لي من أمتي | خاذلاً ما بت أشكو النوبا |
| أمة قد فت في ساعدها | بغضها الأهل و حب الغربا |
| تعشق الألقاب فى غير العلا | و تُفدي بالنفوس الرتبا |
| و هي و الأحداث تستهدفها | تعشق اللهو و تهوى الطربا |
| لا تبالي لعب القوم بها | أم بها صرف الليالي لعبا |
| ليتها تسمع مني قصةً | ذات شجو و حديثا عجبا |
| كنت أهوى فى زماني غادة | وهب الله لها ما وهبا |
| ذات وجه مزج الله به | صفرة تنسي اليهود الذهبا |
| حملت لي ذات يوم نبأً | لا رعاك الله يا ذاك النبا |
| و أتت تخطر و الليل فتى | و هلال الأفق في الأفق حبا |
| ثم قالت لي بثغر باسم | نظم الدرّ به و الحببا |
| نبئوني برحيل عاجل | لا أرى لي بعده منقلبا |
| و دعاني موطني أن أغتدي | علني أقضي له ما وجبا |
| نذبح الدب و نفري جلده | أيظن الدب ألا يغلبا |
| قلت و الالام تفري مهجتي | ويك ما تفعل فى الحرب الظبا |
| ما عهدناها لظبي مسرحا | يبتغي ملهي به أو ملعبا |
| ليست الحرب نفوسا تشتهي | بالتمني أو عقولا تستبى |
| أحسبت القد من عدتها | أم حسبت اللحظ فيها كالشبا |
| فسليني إنني مارستها | و ركبت الهول فيها مركبا |
| و تقحمت الردى فى غارة | أسدل النقع عليها هيدبا |
| قطبت ما بين عينيها لنا | فرأينا الموت فيها قطبا |
| جال عزرائيل فى أنحائها | تحت ذاك النقع يمشى الهيذبى |
| فدعيها للذي يعرفها | و الزمي يا ظبية البان الخبا |
| فأجابتنى بصوت راعنى | و أرتنى الظبى ليثا أغلبا |
| إن قومى استعذبوا ورد الردى | كيف تدعونىَ ألا أشربا |
| أنا يابانية لا أنثني | عن مرادي أو أذوق العطبا |
| أنا إن لم أحسن الرمي و لم | تستطع كفاي تقليب الظبا |
| أخدم الجرحى و أقضى حقهم | و أواسى فى الوغى من نُكبا |
| هكذا الميكاد قد علمنا | أن نرى الأوطان أماً و أبا |
| ملك يكفيك منه أنه | أنهض الشرق فهز المغربا |
| و إذا مارسته ألفيته | حُوّلا فى كل أمر قلبا |
| كان و التاج صغيرين معاً | و جلال الملك فى مهد الصبا |
| فغدا هذا سماء للعلا | و غدا ذلك فيها كوكبا |
| بعث الأمة من مرقدها | و دعاها للعلا أن تدأبا |
| فسمت للمجد تبغي شأوه | و قضت من كل شئ مأربا |
أقضيه فى الأشواق إلا أقله
| أقضيه فى الأشواق إلا أقله | بطئ سرى أبدى إلى اللبث ميله |
| و ليس اشتياقى عن غرام بشادن | و لكنه شوق امرئ فات أهله |
| فيا لك من ليل أعرت نجومه | توقد أنفاسي و عانيت مثله |
| و مل كلانا من أخيه و هكذا | إذا طال عهد المرء بالشئ مله |