| بكَيتُ يا رَبْعُ حتى كِدْتُ أُبكيكَا | وجُدْتُ بي وبدَمعي في مَغانيكَا |
| فعِمْ صَباحاً لقدْ هَيّجتَ لي طَرَباً | وَارْدُدْ تَحِيّتَنَا إنّا مُحَيّوكَا |
| بأيّ حُكْمِ زَمانٍ صِرْتَ مُتّخِذاً | رِئْمَ الفَلا بَدَلاً من رِئْمِ أهليكَا |
| أيّامَ فيكَ شُمُوسٌ ما انْبَعَثْنَ لَنا | إلاّ ابتَعَثنَ دماً باللّحْظِ مَسْفُوكَا |
| والعَيشُ أخضَرُ والأطلالُ مُشرِقَةٌ | كأنّ نُورَ عُبَيْدِالله يَعْلُوكَا |
| نَجا امرؤٌ يا ابنَ يحيَى كنتَ بُغيَتَهُ | وخابَ رَكْبُ رِكابٍ لم يَؤمّوكَا |
| أحْيَيْتَ للشّعَراءِ الشّعرَ فامْتَدَحوا | جَميعَ مَنْ مَدَحوهُ بالّذي فيكَا |
| وعَلّمُوا النّاسَ منكَ المجدَ واقتدروا | على دَقيقِ المَعاني مِنْ مَعانيكَا |
| فكُنْ كَما شِئتَ يا مَنْ لا شَبيهَ لَهُ | وكيفَ شئتَ فَما خَلْقٌ يُدانيكَا |
| شُكْرُ العُفاةِ لِما أوْلَيتَ أوْجَدَني | إلى نَداكَ طَريقَ العُرْفِ مَسْلُوكَا |
| وعُظْمُ قَدْرِكَ في الآفاقِ أوْهَمَني | أنّي بِقِلّةِ ما أثْنَيْتُ أهْجُوكَا |
| كَفَى بأنّكَ مِنْ قَحطانَ في شَرَفٍ | وإنْ فَخَرْتَ فكُلٌّ مِنْ مَواليكَا |
| ولَوْ نَقَصْتُ كما قد زِدْتَ من كَرَمٍ | على الوَرَى لَرَأوْني مِثْلَ شانيكَا |
| لَبَّيْ نَداكَ لَقَدْ نادَى فأسْمَعَني | يَفديكَ من رجلٍ صَحبي وأفديكَا |
| ما زِلْتَ تُتْبِعُ ما تُولي يَداً بيَدٍ | حتى ظَنَنْتُ حَياتي مِنْ أياديكَا |
| فإنْ تَقُلْ هَا فَعاداتٌ عُرِفتَ بها | أوْ لا فإنّكَ لا يَسخُو بلا فُوكَا |
قصائد المتنبي
مجموعة مختارة من قصائد الشاعر أبو الطيب المتنبي في هذه الصفحة.
نُهَنَّى بصُورٍ أمْ نُهَنّئُهَا بِكَا
| نُهَنَّى بصُورٍ أمْ نُهَنّئُهَا بِكَا | وقَلّ الذي صُورٌ وأنْتَ لَهُ لَكَا |
| وما صَغُرَ الأرْدُنُّ والسّاحلُ الذي | حُبيتَ بهِ إلاّ إلى جَنبِ قَدْرِكَا |
| تَحَاسَدَتِ البُلْدانُ حتى لوَ ?نّها | نُفُوسٌ لَسارَ الشّرْقُ والغرْبُ نحوَكا |
| وأصْبَحَ مِصْرٌ لا تكونُ أمِيرَهُ | ولَوْ أنّهُ ذو مُقْلَةٍ وفَمٍ بَكَا |
لَمْ تَرَ مَنْ نَادَمْتُ إلاّكَا
| لَمْ تَرَ مَنْ نَادَمْتُ إلاّكَا | لا لِسِوَى وُدّكَ لي ذاكَا |
| ولا لحُبّيهَا ولَكِنّني | أمسَيْتُ أرْجوكَ وأخْشاكَا |
يا أيّها المَلِكُ الذي نُدَماؤهُ
| يا أيّها المَلِكُ الذي نُدَماؤهُ | شُرَكاؤهُ في مِلْكِهِ لا مُلكِهِ |
| في كلّ يَوْمٍ بَيْنَنا دَمُ كَرْمَةٍ | لكَ تَوْبَةٌ من تَوْبَةٍ من سَفكِهِ |
| والصّدقُ من شيَمِ الكرام فقلْ لنا | أمنَ الشّرابِ تَتوبُ أم من تركِهِ؟ |
قد بلغت الذي أردت من البر
| قَد بَلَغْتَ الذي أرَدْتَ منَ البِرِّ | ومِنْ حَقِّ ذا الشّريفِ عَلَيكَا |
| وإذا لمْ تَسِرْ إلى الدّارِ في وَقْـ | ـتِكَ ذا خِفْتُ أنْ تَسيرَ إلَيكَا |
لئن كان أحسن في وصفها
| لَئِنْ كانَ أحْسَنَ في وَصفِها | لقد فاتَهُ الحسنُ في الوَصْفِ لكْ |
| لأنّكَ بَحْرٌ وإنّ البِحارَ | لتأنَفُ مِنْ حالِ هذي البِرَكْ |
| كأنّكَ سَيْفُكَ لا ما مَلَكْـ | ـتَ يَبْقَى لَدَيْكَ ولا ما مَلَكْ |
| فأكْثَرُ من جَرْيها ما وَهَبْتَ | وأكْثَرُ مِنْ مائِها ما سَفَكْ |
| أسأتَ وأحْسَنْتَ عَن قُدْرَةٍ | ودُرْتَ على النّاسِ دَوْرَ الفَلَكْ |