| أيَّ مَحَلٍّ أرْتَقي | أيَّ عَظيمٍ أتّقي |
| وَكُلّ مَا قَدْ خَلَقَ اللّـ | ـهُ وَما لَمْ يُخْلَقِ |
| مُحْتَقَرٌ في هِمّتي | كَشَعْرَةٍ في مَفْرِقي |
قصائد المتنبي
مجموعة مختارة من قصائد الشاعر أبو الطيب المتنبي في هذه الصفحة.
هُوَ البَينُ حتى ما تَأنّى الحَزائِقُ
| هُوَ البَينُ حتى ما تَأنّى الحَزائِقُ | ويا قَلْبُ حتى أنْتَ مِمّن أُفارِقُ |
| وَقَفْنا ومِمّا زادَ بَثّاً وُقُوفُنَا | فَرِيقَيْ هَوًى منّا مَشُوقٌ وشائِقُ |
| وقد صارَتِ الأجفانُ قَرْحى منَ البُكا | وصارَتْ بهاراً في الخدودِ الشّقائقُ |
| على ذا مضَى النّاسُ اجتماعٌ وفُرْقَةٌ | ومَيْتٌ ومَوْلُودٌ وقالٍ ووامِقُ |
| تَغَيّرَ حَالي واللّيالي بحالِها | وشِبْتُ وما شابَ الزّمانُ الغُرانِقُ |
| سَلِ البِيدَ أينَ الجِنّ منّا بجَوْزِها | وعن ذي المَهاري أينَ منها النَّقانِقُ |
| ولَيْلٍ دَجوجيٍّ كَأنّا جَلَتْ لَنا | مُحَيّاكَ فيهِ فاهْتَدَيْنا السَّمالِقُ |
| فما زالَ لَوْلا نُورُ وَجهِكَ جِنحُهُ | ولا جابهَا الرُّكْبانُ لوْلا الأيانِقُ |
| وهَزٌّ أطارَ النّوْمَ حتى كَأنّني | من السُّكرِ في الغَرْزَينِ ثوْبٌ شُبارِقُ |
| شدَوْا بابنِ إسحقَ الحُسينِ فصافحتْ | ذَفارِيَها كِيرانُها والنَّمارِقُ |
| بمَنْ تَقشَعرّ الأرْضُ خوفاً إذا مشَى | عليها وتَرْتَجّ الجبالُ الشّواهِقُ |
| فتًى كالسّحابِ الجونِ يُخشَى ويُرْتَجى | يُرَجّى الحَيا منها وتُخشَى الصّواعقُ |
| ولَكِنّها تَمْضِي وهذا مُخَيِّمٌ | وتَكذبُ أحياناً وذا الدّهرَ صادِقُ |
| تَخَلّى منَ الدّنْيا ليُنْسَى فَما خلتْ | مَغارِبُها مِنْ ذِكْرِهِ وَالمَشارِقُ |
| غَذا الهِنْدُوانيّاتِ بالهَامِ والطُّلَى | فَهُنّ مَدارِيها وهُنّ المَخانِقُ |
| تَشَقَّقُ مِنهُنّ الجُيوبُ إذا غَزا | وتُخضَبُ منهنّ اللّحَى والمَفارِقُ |
| يُجَنَّبُها مَنْ حَتْفُهُ عنهُ غافِلٌ | ويَصلى بها مَن نَفسُهُ منهُ طالِقُ |
| يُحاجَى به ما ناطِقٌ وهْوَ ساكِتٌ | يُرَى ساكتاً والسّيفُ عن فيه ناطِقُ |
| نَكِرْتُكَ حتى طالَ منكَ تَعَجّبي | ولا عَجَبٌ من حُسنِ ما الله خالِقُ |
| كأنّكَ في الإعطاءِ للمَالِ مُبغِضٌ | وفي كلّ حَرْبٍ للمَنيّةِ عَاشِقُ |
| ألا قَلّما تَبْقَى علَى ما بَدا لَهَا | وحَلّ بهَا مِنْكَ القَنَا والسّوابِقُ |
| خَفِ الله وَاسْتُرْ ذا الجَمالَ ببُرْقعٍ | فإنْ لُحتَ ذابتْ في الخدورِ العواتقُ |
| سَيُحيي بكَ السُّمّارُ ما لاحَ كوْكبٌ | ويَحدو بكَ السُّفّارُ ما ذرّ شارِقُ |
| فَما تَرْزُقُ الأقدارُ من أنتَ حارِمٌ | ولا تَحْرِمُ الأقدارُ مَن أنتَ رازِقُ |
| ولا تَفْتُقُ الأيّامُ ما أنْتَ راتِقٌ | ولا تَرْتُقُ الأيّامُ ما أنْتَ فاتِقُ |
| لكَ الخَيرُ غَيري رامَ من غيرك الغنى | وغَيري بغَيرِ اللاذِقيّةِ لاحِقُ |
| هيَ الغَرضُ الأقصَى ورُؤيَتُكَ المنى | ومَنزِلُكَ الدّنْيا وأنْتَ الخَلائِقُ |
وجدت المدامة غلابة
| وَجَدْتُ المُدامَةَ غَلاّبَةً | تُهَيّجُ للقَلْبِ أشْواقَهُ |
| تُسِيءُ مِنَ المَرْءِ تأديبَهُ | ولَكِنْ تُحَسّنُ أخْلاقَهُ |
| وأنْفَسُ ما للفَتى لُبّهُ | وذو اللّبّ يَكْرَهُ إنْفاقَهُ |
| وقَدْ مُتُّ أمْسِ بها مَوْتَةً | ولا يَشْتَهي المَوْتَ مَنْ ذاقَهُ |
وذاتِ غَدائِرٍ لا عَيْبَ فيها
| وذاتِ غَدائِرٍ لا عَيْبَ فيها | سِوَى أنْ لَيسَ تَصْلُحُ للعِناقِ |
| إذا هَجَرَتْ فَعَنْ غيرِ اختِيارٍ | وإنْ زارَتْ فَعَنْ غيرِ اشْتِياقِ |
| أمَرْتَ بأنْ تُشالَ فَفارَقَتْنَا | وما ألِمَتْ لحادِثَةِ الفِراقِ |
سَقاني الخَمْرَ قَوْلُكَ لي بحَقّي
| سَقاني الخَمْرَ قَوْلُكَ لي بحَقّي | وَوُدٌّ لمْ تَشُبْهُ لي بِمَذْقِ |
| يَميناً لَوْ حَلَفْتَ وأنتَ تأتي | على قَتْلي بها لَضَرَبتُ عُنْقي |
ما للمُرُوجِ الخُضْرِ والحَدائِقِ
| ما للمُرُوجِ الخُضْرِ والحَدائِقِ | يَشكُو خَلاها كَثرَةَ العَوائِقِ |
| أقامَ فيها الثّلجُ كالمُرافِقِ | يَعقِدُ فَوْقَ السّنّ ريقَ الباصِقِ |
| ثمّ مَضَى لا عادَ مِنْ مُفارِقِ | بقائِدٍ مِنْ ذَوْبِهِ وسائِقِ |
| كأنّما الطّخرُورُ باغي آبِقِ | يأكُلُ من نَبْتٍ قَصيرٍ لاصِقِ |
| كَقَشْرِكَ الحِبرَ عَنِ المَهارِقِ | أرودُهُ مِنْهُ بكَالشُّوذانِقِ |
| بمُطْلَقِ اليُمْنى طَويلِ الفائِقِ | عَبْلِ الشَّوَى مُقارِبِ المَرَافِقِ |
| رَحْبِ اللَّبانِ نَائِهِ الطّرائِقِ | ذي مَنخِرٍ رَحْبٍ وإطلٍ لاحِقِ |
| مُحَجَّلٍ نَهْدٍ كُمَيْتٍ زاهِقِ | شادِخَةٍ غُرّتُهُ كالشّارِقِ |
| كأنّها مِنْ لَوْنِهِ في بارِقِ | باقٍ على البَوْغاءِ والشّقائِقِ |
| والأبْرَدَينِ والهَجِيرِ المَاحِقِ | للفارِسِ الرّاكِضِ منهُ الواثِقِ |
| خَوْفُ الجَبَانِ في فُؤادِ العاشِقِ | كأنّهُ في رَيْدِ طَوْدٍ شاهِقِ |
| يَشأى إلى المِسمَعِ صَوْتَ النّاطقِ | لوْ سابَقَ الشّمسَ من المَشارِقِ |
| جاءَ إلى الغَرْبِ مَجيءَ السّابِقِ | يَتْرُكُ في حِجارَةِ الأبارِقِ |
| آثَارَ قَلْعِ الحَلْيِ في المَناطِقِ | مَشْياً وإنْ يَعْدُ فكالخَنادِقِ |
| لَوْ أُورِدَتْ غِبَّ سَحابٍ صادِقِ | لأحْسَبَتْ خَوامِسَ الأيانِقِ |
| إذا اللّجامُ جاءَهُ لطارِقِ | شَحَا لَهُ شَحْوَ الغُرابِ النّاعِقِ |
| كأنّما الجِلْدُ لعُرْيِ النّاهِقِ | مُنْحَدِرٌ عَنْ سِيَتيْ جُلاهِقِ |
| بَزّ المَذاكي وهْوَ في العَقائِقِ | وزادَ في السّاقِ على النَّقانِقِ |
| وزادَ في الوَقْعِ على الصّواعِقِ | وزادَ في الأُذْنِ على الخَرانِقِ |
| وزادَ في الحِذْرِ على العَقاعِقِ | يُمَيّزُ الهَزْلَ مِنَ الحَقائِقِ |
| وَيُنْذِرُ الرَّكْبَ بِكُلِّ سَارِقِ | يُرِيكَ خُرْقاً وَهْوَ عَيْنُ الحاذِقِ |
| يَحُكّ أنّى شَاءَ حَكَّ الباشِقِ | قُوبِلَ مِنْ آفِقَةٍ وآفِقِ |
| بَينَ عِتاقِ الخَيْلِ والعَتائِقِ | فعُنْقُهُ يُرْبي على البَواسِقِ |
| وحَلْقُهُ يُمْكِنُ فِتْرَ الخانِقِ | أُعِدُّهُ للطّعنِ في الفَيالِقِ |
| والضّرْبِ في الأوْجُهِ والمَفارِقِ | والسّيرِ في ظِلّ اللّواءِ الخَافِقِ |
| يحمِلُني والنّصْلُ ذو السّفاسِقِ | يَقطُرُ في كُمّي إلى البَنائِقِ |
| لا ألحَظُ الدّنْيا بعَيْنيْ وامِقِ | ولا أُبالي قِلّةَ المُوافِقِ |
| أيْ كَبْتَ كُلّ حاسِدٍ مُنافِقِ | أنْتَ لَنا وكُلُّنا للخالِقِ |