وَشَادِنٍ رُوحُ مَنْ يَهواهُ في يَدِهِ | سَيْفُ الصُّدودِ عَلى أعْلَى مُقَلَّدِهِ |
مَا اهْتَزّ مِنْهُ عَلى عُضْوٍ لِيَبْتُرَهُ | إلاّ اتّقاهُ بتُرْسٍ مِنْ تَجَلّدِهِ |
ذَمّ الزّمَانُ إلَيْهِ مِنْ أحِبّتِهِ | ما ذَمّ مِن بَدرِهِ في حَمدِ أحمدِهِ |
شَمسٌ إذا الشّمسُ لاقَتهُ على فرَسٍ | تَرَدّدَ النّورُ فيها مِنْ تَرَدّدِهِ |
إنْ يَقْبُحُ الحُسْنُ إلاّ عِنْدَ طَلعَتِهِ | وَالعَبْدُ يَقْبُحُ إلاّ عندَ سَيّدِهِ |
قالتْ عنِ الرِّفْدِ طِبْ نَفْساً فقلتُ لها | لا يَصْدُرُ الحُرُّإلاّ بَعْدَ مَوْرِدِهِ |
لم أعرِفِ الخَيرَ إلاّ مُذْ عَرَفْتُ فَتًى | لم يُولَدِ الجُودُ إلاّ عِندَ مَوْلِدِهِ |
نَفْسٌ تُصَغِّرُ نَفسَ الدّهرِ من كِبَرٍ | لهَا نُهَى كَهْلِهِ في سِنّ أمْرَدِهِ |
قصائد العصر العباسي
مجموعة من أروع قصائد العصر العباسي شعراء العصر العباسي وقصائدهم الرائعة هنا.
أمُساوِرٌ أمْ قَرْنُ شَمْسٍ هَذا
أمُساوِرٌ أمْ قَرْنُ شَمْسٍ هَذا | أمْ لَيْثُ غابٍ يَقْدُمُ الأسْتَاذَا |
شِمْ ما انْتَضَيْتَ فقد ترَكْتَ ذُبابَهُ | قِطَعاً وقَدْ تَرَكَ العِبادَ جُذاذا |
هَبكَ ابنَ يزْداذٍ حَطَمْتَ وصَحْبَهُ | أتُرَى الوَرَى أضْحَوْا بَني يَزْداذَا |
غادَرْتَ أوْجُهَهُمْ بحَيْثُ لَقيتَهُمْ | أقْفَاءَهُمْ وكُبُودَهُمْ أفْلاذَا |
في مَوْقِفٍ وَقَفَ الحِمَامُ عَلَيهِمِ | في ضَنكِهِ واسْتَحوَذَ اسْتِحْوَاذَا |
جَمَدَتْ نُفُوسُهُمُ فَلَمّا جِئْتَها | أجْرَيْتَها وسَقَيْتَها الفُولاذَا |
لمّا رَأوْكَ رَأوْا أبَاكَ مُحَمّداً | في جَوْشَنٍ وأخا أبيكَ مُعاذَا |
أعْجَلْتَ ألْسُنَهُمْ بضَرْبِ رِقابهمْ | عَنْ قَوْلهِمْ: لا فارِسٌ إلاّ ذَا |
غِرٌّ طَلَعْتَ عَلَيْهِ طِلْعَةَ عارِضٍ | مَطَرَ المَنَايَا وابِلاً ورَذاذَا |
سَدّتْ عَلَيْهِ المَشْرَفِيّةُ طُرْقَهُ | فانْصَاعَ لا حَلَباً ولا بَغذَاذَا |
طَلَبَ الإمارَةَ في الثّغُورِ ونَشْؤهُ | ما بَينَ كَرْخايا إلى كَلْوَاذَا |
فَكأنَّهُ حَسِبَ الأسِنَّةَ حُلْوَةً | أوْ ظَنَّها البَرْنيَّ وَالآزَاذَا |
لم يَلْقَ قَبلَكَ مَنْ إذا اختَلَفَ القَنَا | جَعَلَ الطّعانَ مِنَ الطّعانِ مَلاذَا |
مَنْ لا تُوافِقُهُ الحَياةُ وطِيبُها | حتى يُوافِقَ عَزْمُهُ الإنْفَاذَا |
مُتَعَوّداً لُبْسَ الدّروعِ يَخالها | في البَرْدِ خَزّاً والهَواجِرِ لاذَا |
أعْجِبْ بأخْذِكَهُ وأعجَبُ منكما | أنْ لا تَكُونَ لمِثْلِهِ أخّاذَا |
سرْ حَيثُ يحُلُّهُ النُّوّارُ
سرْ حَيثُ يحُلُّهُ النُّوّارُ | وأرادَ فيكَ مُرادَكَ المِقْدارُ |
وإذا ارْتحلتَ فشَيّعتْكَ سَلامَةٌ | حَيثُ اتّجهْتَ وديمَةٌ مِدرارُ |
وصَدرْتَ أغنمَ صادِرٍ عن مَوْرِدٍ | مَرْفُوعَةً لقُدومِكَ الأبصارُ |
وأراكَ دهرُكَ ما تحاوِلُ في العدى | حتى كأنّ صُروفَهُ أنْصارُ |
أنتَ الذي بَجِحَ الزّمانُ بذِكْرِهِ | وتَزَيّنَتْ بحَديثِهِ الأسْمارُ |
وإذا تَنَكّرَ فالفَناءُ عِقابُهُ | وإذا عَفا فَعَطاؤهُ الأعْمارُ |
وَلَهُ وإنْ وَهَبَ المُلُوكُ مَواهِبٌ | دَرُّ المُلُوكِ لدَرّها أغْبارُ |
لله قَلْبُكَ ما تَخافُ مِنَ الرّدى | وتَخافُ أنْ يَدنُو إلَيكَ العارُ |
وتحيدُ عَن طَبَعِ الخَلائِقِ كُلّهِ | ويَحيدُ عَنكَ الجَحفَلُ الجَرّارُ |
يا مَنْ يَعِزُّ على الأعزّةِ جارُهُ | ويَذِلُّ مِنْ سَطَواتِهِ الجَبّارُ |
كُنْ حيثُ شئتَ فما تحولُ تَنوفةٌ | دونَ اللّقاءِ ولا يَشِطّ مَزارُ |
وبدونِ ما أنا مِنْ وِدادِكَ مُضمِرٌ | يُنضَى المَطِيُّ ويَقرُبُ المُسْتارُ |
إنّ الذي خَلّفْتُ خَلْفي ضائِعٌ | ما لي على قَلَقي إلَيْهِ خِيارُ |
وإذا صُحِبْتَ فكلّ ماءٍ مَشرَبٌ | لَوْلا العِيالُ وكلّ أرضٍ دارُ |
إذْنُ الأميرِ بأنْ أعُودَ إلَيْهِمِ | صِلَةٌ تَسيرُ بذِكرِها الأشْعارُ |
اختَرْتُ دَهْمَاءَتَينِ يا مَطَرُ
اختَرْتُ دَهْمَاءَتَينِ يا مَطَرُ | وَمَنْ لَهُ في الفَضائلِ الخِيَرُ |
وَرُبّمَا فالَتِ العُيُونُ وقَدْ | يَصْدُقُ فيهَا وَيكْذِبُ النّظَرُ |
أنتَ الذي لَوْ يُعابُ في مَلاَءٍ | ما عِيبَ إلاّ بأنّهُ بَشَرُ |
وَأنّ إعْطاءَهُ الصّوَارِمُ وَالـ | ـخَيْلُ وَسُمْرُ الرّماحِ والعَكَرُ |
فاضِحُ أعْدائِهِ كأنّهُمُ | لَهُ يَقِلّونَ كُلّمَا كَثُرُوا |
أعاذَكَ الله مِنْ سِهَامِهِمِ | وَمُخْطِىءٌ مَنْ رَمِيُّهُ القَمَرُ |
أنَا بالوُشاةِ إذا ذكَرْتُكَ أشْبَهُ
أنَا بالوُشاةِ إذا ذكَرْتُكَ أشْبَهُ | تأتي النّدَى وَيُذاعُ عَنْكَ فَتَكْرَهُ |
وَإذا رَأيْتُكَ دونَ عِرْضٍ عَارِضاً | أيْقَنْتُ أنّ الله يَبْغي نَصْرَهُ |
رِضاكَ رِضايَ الّذي أُوثِرُ
رِضاكَ رِضايَ الّذي أُوثِرُ | وَسِرُّكَ سِرّي فَما أُظْهِرُ |
كَفَتْكَ المُرُوءَةُ ما تَتّقي | وَآمَنَكَ الوُدُّ مَا تَحْذَرُ |
وَسِرُّكُمُ في الحَشَا مَيّتٌ | إذا أُنْشِرَ السّرُّ لا يُنْشَرُ |
كَأنّي عَصَتْ مُقْلَتي فيكُمُ | وَكَاتَمَتِ القَلْبَ مَا تُبْصِرُ |
وَإفْشَاءُ مَا أنَا مُسْتَوْدَعٌ | مِنَ الغَدْرِ وَالحُرُّ لا يَغدُرُ |
إذا مَا قَدَرْتُ عَلى نَطْقَةٍ | فإنّي عَلى تَرْكِها أقْدَرُ |
أُصَرّفُ نَفْسِي كَمَا أشْتَهي | وَأمْلِكُهَا وَالقَنَا أحْمَرُ |
دَوَالَيْكَ يا سَيْفَهَا دَوْلَةً | وَأمْرَكَ يا خَيرَ مَنْ يَأمُرُ |
أتَاني رَسُولُكَ مُسْتَعْجِلاً | فَلَبّاهُ شِعْرِي الذي أذْخَرُ |
وَلَوْ كانَ يَوْمَ وَغىً قاتِماً | لَلَبّاهُ سَيْفيَ وَالأشْقَرُ |
فَلا غَفَلَ الدّهْرُ عَن أهْلِهِ | فإنّكَ عَيْنٌ بهَا يَنْظُرُ |