جَاءَ نَيرُوزُنَا وَأنتَ مُرَادُهْ

جَاءَ نَيرُوزُنَا وَأنتَ مُرَادُهْ وَوَرَتْ بالذي أرَادَ زِنادُهْ
هَذِهِ النّظْرَةُ التي نَالَهَا مِنْـ ـكَ إلى مِثْلِها من الحَوْلِ زَادُهْ
يَنْثَني عَنكَ آخِرَ اليَوْمِ مِنْهُ نَاظِرٌ أنْتَ طَرْفُهُ وَرُقَادُهْ
نحنُ في أرْضِ فارِسٍ في سُرُورٍ ذا الصّبَاحُ الذي نرَى ميلادُهْ
عَظّمَتْهُ مَمَالِكُ الفُرْسِ حتى كُلُّ أيّامِ عَامِهِ حُسّادُهْ
مَا لَبِسْنَا فيهِ الأكاليلَ حتى لَبِسَتْهَا تِلاعُهُ وَوِهَادُهْ
عندَ مَنْ لا يُقاسُ كسرَى أبوسا سانَ مُلْكاً بهِ وَلا أوْلادُهْ
عَرَبيٌّ لِسَانُهُ فَلْسَفيٌّ رَأيُهُ فَارِسِيّةٌ أعْيَادُهْ
كُلّمَا قالَ نائِلٌ أنَا مِنْهُ سَرَفٌ قالَ آخَرٌ ذا اقْتِصادُهْ
كَيفَ يرْتَدّ مَنكِبي عن سَمَاءٍ والنِّجادُ الذي عَلَيْهِ نِجَادُهْ
قَلّدَتْني يَمينُهُ بحُسَامٍ أعقَبَتْ منهُ وَاحِداً أجْدادُهْ
كُلّمَا استُلَّ ضاحَكَتْهُ إيَاةٌ تَزْعُمُ الشّمسُ أنّهَا أرْآدُهْ
مَثَّلُوهُ في جَفْنِهِ خِيفَةَ الفَقْـ ـدِ فَفي مِثْلِ أثْرِهِ إغْمَادُهْ
مُنْعَلٌ لا مِنَ الحَفَا ذَهَباً يَحْـ ـمِلُ بَحراً فِرِنْدُهُ إزْبَادُهْ
يَقْسِمُ الفَارِسَ المُدَجَّجَ لا يَسْـ ـلَمُ مِنْ شَفْرَتَيْهِ إلاّ بِدادُهْ
جَمَعَ الدّهْرُ حَدَّهُ ويَدَيْهِ وَثَنَائي فاستَجمَعَتْ آحَادُهْ
وَتَقَلّدْتُ شامَةً في نَداهُ جِلْدُها مُنْفِساتُهُ وَعَتَادُهْ
فَرّسَتْنَا سَوَابِقٌ كُنَّ فيهِ فارَقَتْ لِبْدَهُ وَفيها طِرَادُهْ
وَرَجَتْ رَاحَةً بِنَا لا تَرَاهَا وَبلادٌ تَسيرُ فيهَا بِلادُهْ
هل لِعُذري عند الهُمامِ أبي الفضْـ ـلِ قَبُولٌ سَوَادُ عَيني مِدادُهْ
أنَا مِنْ شِدّةِ الحَيَاءِ عَليلٌ مَكْرُماتُ المُعِلِّهِ عُوّادُهْ
مَا كَفاني تَقصِيرُ ما قُلتُ فيهِ عن عُلاهُ حتى ثَنَاهُ انْتِقَادُهْ
إنّني أصْيَدُ البُزاةِ وَلَكِنّ أجَلّ النّجُومِ لا أصْطادُهْ
رُبّ ما لا يُعَبِّرُ اللّفْظُ عَنْهُ وَالذي يُضْمِرُ الفُؤادُ اعتِقادُهْ
ما تَعَوّدتُ أن أرَى كأبي الفضْـ ـلِ وَهَذا الذي أتَاهُ اعتِيادُهْ
إنّ في المَوْجِ للغَرِيقِ لعُذْراً وَاضِحاً أنْ يَفُوتَهُ تَعْدادُهْ
للنّدَى الغَلبُ إنّهُ فاضَ وَالشّعْـ ـرُ عِمادي وَابنُ العميدِ عِمادُهْ
نَالَ ظَنّي الأُمُورَ إلاّ كَريماً لَيْسَ لي نُطْقُهُ وَلا فيّ آدُهْ
ظالِمُ الجُودِ كُلّما حَلّ رَكْبٌ سِيمَ أنْ تحمِلَ البِحارَ مَزَادُهْ
غَمَرَتْني فَوَائِدٌ شَاءَ فيها أنْ يكونَ الكلامُ مِمّا أُفَادُهْ
مَا سَمِعْنَا بمَنْ أحَبّ العَطَايَا فاشتَهَى أنْ يكونَ فيهَا فُؤادُهْ
خَلَقَ الله أفْصَحَ النّاسِ طُرّاً في مَكانٍ أعْرَابُهُ أكْرَادُهْ
وَأحَقُّ الغُيُوثِ نَفْساً بحَمْدٍ في زَمانٍ كلُّ النّفوسِ جَرَادُهْ
مِثلَمَا أحدَثَ النّبُوّةَ في العَا لَمِ وَالبَعْثَ حِينَ شاعَ فَسَادُهْ
زَانَتِ اللّيْلَ غُرّةُ القَمَرِ الطّا لعِ فيهِ وَلم يَشِنْهَا سَوَادُهْ
كَثُرَ الفِكْرُ كيفَ نُهدي كما أهْـ ـدَتْ إلى رَبّها الرّئيسِ عِبَادُه
وَالذي عِندَنَا مِنَ المَالِ وَالخَيْـ لِ فَمِنْهُ هِبَاتُهُ وَقِيَادُهْ
فَبَعَثْنَا بِأرْبَعِينَ مِهَاراً كلُّ مُهْرٍ مَيْدانُهُ إنْشَادُهْ
عَدَدٌ عِشْتَهُ يَرَى الجِسْمُ فيهِ رَباً لا يَرَاهُ فِيمَا يُزَادُهْ
فَارْتَبِطْهَا فإنّ قَلْباً نَمَاهَا مرْبِطٌ تَسْبِقُ الجِيادَ جيادُهْ

بِكُتْبِ الأنَامِ كِتابٌ وَرَدْ

بِكُتْبِ الأنَامِ كِتابٌ وَرَدْ فدَتْ يَدَ كاتِبِهِ كُلُّ يَدْ
يُعَبّرُ عَمّا لَهُ عِنْدَنَا ويَذْكُرُ من شَوْقِهِ ما نَجِدْ
فأخْرَقَ رَائِيَهُ ما رَأى وأبرَقَ نَاقِدَهُ ما انتَقَدْ
إذا سَمِعَ النّاسُ ألْفَاظَهُ خلَقْنَ لهُ في القُلُوبِ الحَسَدْ
فقُلْتُ وَقد فَرَسَ النّاطِقِينَ كذا يَفعَلُ الأسَدُ ابنُ الأسَدْ

نَسيتُ وَما أنسَى عِتاباً على الصّدِّ

نَسيتُ وَما أنسَى عِتاباً على الصّدِّ ولاخَفَراً زَادَتْ بهِ حُمرَةُ الخدِّ
وَلا لَيْلَةً قَصّرْتُهَا بِقَصِيرَةٍ أطالتْ يدي في جيدِها صُحبةَ العِقدِ
وَمَنْ لي بيَوْمٍ مثلِ يَوْمٍ كَرِهتُهُ قرُبْتُ بهِ عندَ الوَداعِ من البُعْدِ
وَألاّ يَخُصَّ الفَقْدُ شَيْئاً لأنّني فقدْتُ فلم أفقِدْ دموعي وَلا وَجْدي
تَمَنٍّ يَلَذُّ المُسْتَهَامُ بذِكْرِهِ وإنْ كانَ لا يُغْنِي فَتيلاً وَلا يُجدي
وَغَيظٌ على الأيّامِ كالنّارِ في الحَشَا وَلَكِنّهُ غَيظُ الأسيرِ على القِدِّ
فإمّا تَرَيْني لا أُقِيمُ بِبَلْدَةٍ فآفَةُ غِمدي في دُلوقي وَفي حَدّي
يَحِلُّ القَنَا يَوْمَ الطّعَانِ بعَقْوَتي فأحرِمُهُ عِرْضِي وَأُطْعِمُهُ جلدي
تُبَدِّلُ أيّامي وَعَيْشِي وَمَنْزِلي نجائِبُ لا يَفكُرْنَ في النحسِ وَالسّعدِ
وَأوْجُهُ فِتْيَانٍ حَيَاءً تَلَثّمُوا عَلَيْهِنّ لا خَوْفاً منَ الحرّ والبرْدِ
وَلَيسَ حَيَاءُ الوَجْهِ في الذّئبِ شيمةً وَلَكِنّهُ مِنْ شيمَةِ الأسَدِ الوَرْدِ
إذا لم تُجِزْهُمْ دارَ قَوْمٍ مَوَدّةٌ أجازَ القَنَا وَالخَوْفُ خيرٌ من الوُدِّ
يَحيدونَ عن هَزْلِ المُلُوكِ إلى الذي تَوَفّرَ مِن بَينِ المُلُوكِ على الجِدِّ
وَمَن يَصْحَبِ اسمَ ابنِ العميدِ محَمّدٍ يَسِرْ بَينَ أنْيابٍ الأساوِدِ وَالأُسْدِ
يَمُرُّ مِنَ السّمِّ الوَحيِّ بِعَاجِزٍ وَيَعْبُرُ مِنْ أفواهِهِنّ عَلى دُرْدِ
كَفَانَا الرّبيعُ العِيسَ من بَرَكاتِهِ فجاءتْهُ لم تَسمَعْ حُداءً سوَى الرّعدِ
إذا ما استَجَبنَ الماءَ يَعرِضُ نَفْسَهُ كَرِعْنَ بِسِبْتٍ في إنَاءٍ من الوَرْدِ
كأنّا أرَادَتْ شُكرَنا الأرْضُ عندَهُ فَلَمْ يُخْلِنا جَوٌّ هَبَطْناهُ من رِفدِ
لَنَا مَذْهَبُ العُبّادِ في تَرْكِ غَيرِهِ وَإتْيَانِهِ نَبْغي الرّغائِبَ بالزّهْدِ
رَجَوْنَا الذي يَرْجُونَ في كلّ جَنّةٍ بأرْجانَ حتى ما يَئِسنَا من الخُلْدِ
تَعَرّضُ للزّوّارِ أعْنَاقُ خَيْلِهِ تَعَرُّضَ وَحشٍ خائِفاتٍ من الطّرْدِ
وَتَلْقَى نَوَاصِيهَا المَنَايا مُشيحَةً وُرُودَ قَطاً صُمٍّ تَشَايَحنَ في وِرْدِ
وَتَنْسُبُ أفعالُ السّيُوفِ نُفُوسَهَا إلَيْهِ وَيَنْسُبنَ السّيُوفَ إلى الهِنْدِ
إذا الشّرَفَاءُ البِيضُ مَتُّوا بقَتْوِهِ أتَى نَسَبٌ أعْلى من الأبِ وَالجَدِّ
فَتًى فاتَتِ العَدْوَى من النّاسِ عَينُه فَما أرْمدتْ أجفانَهُ كثرَةُ الرُّمْدِ
وَخالَفَهُمْ خَلْقاً وَخُلْقاً وَمَوْضِعاً فقد جَلّ أنْ يُعدَى بشَيْءٍ وَأن يُعدي
يُغَيّرُ ألْوَانَ اللّيَالي عَلى العِدَى بمَنشُورَةِ الرّاياتِ مَنصُورَةِ الجُندِ
إذا ارْتَقَبُوا صُبْحاً رَأوْا قَبلَ ضَوْئِهِ كتائِبَ لا يَرْدي الصّباحُ كما تَرْدي
وَمَبْثُوثَةً لا تُتّقَى بطَلِيعَةٍ وَلا يُحْتَمى مِنْها بِغَوْرٍ وَلا نَجْدِ
يَغُصْنَ إذا ما عُدْنَ في مُتَفَاقِدٍ من الكُثرِ غَانٍ بالعَبيدِ عن الحَشدِ
حَثَتْ كلُّ أرْضٍ تُرْبَةً في غُبَارِهِ فَهُنّ عَلَيْهِ كالطّرَائِقِ في البُرْدِ
فإنْ يكُنِ المَهديّ مَن بانَ هَدْيُهُ فهَذا وَإلاّ فالهُدى ذا فَما المَهدي
يُعَلّلُنَا هَذا الزّمانُ بذا الوَعْدِ وَيَخْدَعُ عَمّا في يَدَيْهِ من النّقدِ
هَلِ الخَيرُ شيءٌ لَيسَ بالخَيرِ غائِبٌ أمِ الرُّشدُ شيءٌ غائبٌ ليس بالرُّشدِ
أأحزَمَ ذي لُبٍّ وَأكْرَمَ ذي يَدٍ وَأشجَعَ ذي قَلبٍ وَأرْحمَ ذي كِبْدِ
وَأحْسَنَ مُعْتَمٍّ جُلُوساً وَرِكْبَةً على المِنبرِ العالي أوِ الفَرَسِ النّهْدِ
تَفَضّلَتِ الأيّامُ بالجَمْعِ بَيْنَنَا فلَمّا حَمِدْنَا لم تُدِمْنَا على الحَمدِ
جَعَلْنَ وَداعي وَاحِداً لثَلاثَةٍ جَمَالِكَ وَالعِلْمِ المُبرِّحِ وَالمَجْدِ
وَقد كنتُ أدرَكْتُ المُنى غَيرَ أنّني يُعَيّرُني أهْلي بإدراكِهَا وَحْدي
وكُلُّ شَرِيكٍ في السّرُورِ بمُصْبَحي أرَى بعدَهُ مَن لا يرَى مثلَهُ بَعدي
فَجُدْ لي بقَلْبٍ إنْ رَحَلْتُ فإنّني مُخَلِّفُ قَلبي عِندَ من فَضْلُه عندِي
وَلَوْ فَارَقَتْ نَفْسِي إلَيكَ حَيَاتَها لَقُلْتُ أصَابَتْ غَيرَ مَذمومةِ العهدِ

أزَائرٌ يا خَيَالُ أمْ عَائِدْ

أزَائرٌ يا خَيَالُ أمْ عَائِدْ أمْ عِنْدَ مَوْلاكَ أنّني رَاقِدْ
لَيسَ كما ظَنّ، غَشيَةٌ عرَضَتْ فَجِئتَني في خِلالهَا قَاصِدْ
عُدْ وَأعِدْهَا فَحَبّذا تَلَفٌ ألصَقَ ثَدْيي بثَدْيِكَ النّاهِدْ
وَجُدْتَ فيهِ بمَا يَشِحّ بِهِ مِنَ الشّتيتِ المُؤشَّرِ البَارِدْ
إذا خَيَالاتُهُ أطَفْنَ بِنَا… أضْحَكَهُ أنّني لهَا حَامِدْ
لا أجْحَدُ الفَضْلَ رُبّمَا فعلَتْ ما لم يكُنْ فَاعِلاً وَلا وَاعِدْ
مَا تَعرِفُ العَينُ فَرْقَ بَيْنِهِمَا كُلٌّ خَيَالٌ وِصَالُهُ نَافِدْ
يا طَفْلَةَ الكَفّ عَبْلَةَ السّاعِدْ على البَعِيرِ المُقَلَّدِ الوَاخِدْ
زِيدي أذى مُهجَتي أزِدكِ هوًى فأجْهَلُ النّاسِ عَاشِقٌ حَاقِدْ
حَكَيْتَ يا لَيلُ فَرْعَها الوَارِدْ فاحكِ نَوَاهَا لجَفنيَ السّاهِدْ
طَالَ بُكائي عَلى تَذَكُّرِهَا وَطُلْتَ حتى كِلاكُمَا وَاحِدْ
مَا بَالُ هَذي النّجُومِ حائِرَةً كأنّهَا العُمْيُ ما لَها قَائِدْ
أوْ عُصْبَةٌ مِنْ مُلُوكِ نَاحِيَةٍ أبُو شُجاعٍ عَلَيْهِمِ وَاجِدْ
إنْ هَرَبُوا أُدْرِكوا وَإنْ وَقَفُوا خَشُوا ذَهابَ الطّرِيفِ وَالتّالِدْ
فَهُمْ يُرَجَّوْنَ عَفْوَ مُقْتَدِرٍ مُبَارَكِ الوَجْهِ جائِدٍ مَاجِدْ
أبْلَجَ لَوْ عاذَتِ الحَمَامُ بِهِ مَا خَشِيَتْ رَامِياً وَلا صَائِدْ
أوْ رَعَتِ الوَحْشُ وَهْيَ تَذكُرُهُ ما رَاعَها حابِلٌ وَلا طَارِدْ
تُهدي لَهُ كُلُّ ساعَةٍ خَبراً عَن جَحفَلٍ تحتَ سَيفِهِ بائِدْ
وَمُوضِعاً في فِتَانِ نَاجِيَةٍ يَحمِلُ في التّاجِ هامةَ العاقِدْ
يا عَضُداً رَبُّهُ بِهِ العاضِدْ وَسَارِياً يَبعَثُ القَطَا الهَاجِدْ
وَمُمْطِرَ المَوْتِ وَالحَيَاةِ مَعاً وَأنتَ لا بارِقٌ وَلا رَاعِدْ
نِلتَ وَما نِلتَ من مَضَرّةِ وَهْـ ـشوذانَ ما نالَ رَأيُهُ الفَاسِدْ
يَبْدَأُ مِنْ كَيْدِهِ بغَايَتِهِ وَإنّمَا الحَرْبُ غايَةُ الكَائِدْ
ماذا على مَنْ أتَى يُحارِبُكُمْ فَذَمّ ما اخْتارَ لَوْ أتَى وَافِدْ
بِلا سِلاحٍ سِوَى رَجائِكُمُ فَفَازَ بالنّصرِ وَانثَنى رَاشِدْ
يُقارِعُ الدّهرُ مَن يُقارِعُكُمْ على مَكانِ المَسُودِ وَالسّائِدْ
وَلِيتَ يَوْمَيْ فَنَاءِ عَسْكَرِهِ وَلم تَكُنْ دانِياً وَلا شَاهِدْ
وَلم يَغِبْ غَائِبٌ خَليفَتُهُ جَيشُ أبيهِ وَجَدُّهُ الصّاعِدْ
وكُلُّ خَطّيّةٍ مُثَقَّفَةٍ يَهُزّهَا مَارِدٌ عَلى مَارِدْ
سَوَافِكٌ مَا يَدَعْنَ فَاصِلَةً بَينَ طَرِيءِ الدّمَاءِ وَالجَاسِدْ
إذا المَنَايَا بَدَتْ فَدَعْوَتُهَا أُبْدِلَ نُوناً بِدالِهِ الحَائِدْ
إذا دَرَى الحِصْنُ مَنْ رَماهُ بها خَرّ لهَا في أسَاسِهِ سَاجِدْ
ما كانَتِ الطِّرْمُ في عَجاجَتِهَا إلاّ بَعِيراً أضَلّهُ نَاشِدْ
تَسألُ أهْلَ القِلاعِ عَنْ مَلِكٍ قدْ مَسَخَتْهُ نَعَامَةً شَارِدْ
تَستَوْحِشُ الأرْضُ أنْ تُقِرّ بهِ فكُلّها مُنكِرٌ لَهُ جَاحِدْ
فَلا مُشادٌ وَلا مُشيدُ حِمًى وَلا مَشيدٌ أغنى وَلا شائِدْ
فاغْتَظْ بقَوْمٍ وَهشوذَ ما خُلِقوا إلاّ لِغَيظِ العَدوّ والحاسِدْ
رَأوْكَ لمّا بَلَوْكَ نَابِتَةً يأكُلُهَا قَبْلَ أهْلِهِ الرّائِدْ
وَخَلِّ زِيّاً لِمَنْ يُحَقّقُهُ ما كلُّ دامٍ جَبينُهُ عَابِدْ
إنْ كانَ لمْ يَعْمِدِ الأمِيرُ لِمَا لَقيتَ مِنْهُ فَيُمْنُهُ عَامِدْ
يُقْلِقُهُ الصّبْحُ لا يرَى مَعَهُ بُشرَى بفَتْحٍ كأنّهُ فَاقِدْ
وَالأمْرُ لله، رُبّ مُجْتَهِدٍ مَا خابَ إلاّ لأنّهُ جَاهِدْ
وَمُتّقٍ وَالسّهَامُ مُرْسَلَةٌ يَحيدُ عَن حابِضٍ إلى صَارِدْ
فَلا يُبَلْ قاتِلٌ أعَادِيَهُ أقَائِماً نَالَ ذاكَ أمْ قاعِدْ
لَيتَ ثَنَائي الذي أصُوغُ فِدى مَنْ صِيغَ فيهِ فإنّهُ خَالِدْ
لَوَيْتُهُ دُمْلُجاً عَلى عَضُدٍ لِدَوْلَةٍ رُكْنُهَا لَهُ وَالِدْ

وَشَادِنٍ رُوحُ مَنْ يَهواهُ في يَدِهِ

وَشَادِنٍ رُوحُ مَنْ يَهواهُ في يَدِهِ سَيْفُ الصُّدودِ عَلى أعْلَى مُقَلَّدِهِ
مَا اهْتَزّ مِنْهُ عَلى عُضْوٍ لِيَبْتُرَهُ إلاّ اتّقاهُ بتُرْسٍ مِنْ تَجَلّدِهِ
ذَمّ الزّمَانُ إلَيْهِ مِنْ أحِبّتِهِ ما ذَمّ مِن بَدرِهِ في حَمدِ أحمدِهِ
شَمسٌ إذا الشّمسُ لاقَتهُ على فرَسٍ تَرَدّدَ النّورُ فيها مِنْ تَرَدّدِهِ
إنْ يَقْبُحُ الحُسْنُ إلاّ عِنْدَ طَلعَتِهِ وَالعَبْدُ يَقْبُحُ إلاّ عندَ سَيّدِهِ
قالتْ عنِ الرِّفْدِ طِبْ نَفْساً فقلتُ لها لا يَصْدُرُ الحُرُّإلاّ بَعْدَ مَوْرِدِهِ
لم أعرِفِ الخَيرَ إلاّ مُذْ عَرَفْتُ فَتًى لم يُولَدِ الجُودُ إلاّ عِندَ مَوْلِدِهِ
نَفْسٌ تُصَغِّرُ نَفسَ الدّهرِ من كِبَرٍ لهَا نُهَى كَهْلِهِ في سِنّ أمْرَدِهِ

أمُساوِرٌ أمْ قَرْنُ شَمْسٍ هَذا

أمُساوِرٌ أمْ قَرْنُ شَمْسٍ هَذا أمْ لَيْثُ غابٍ يَقْدُمُ الأسْتَاذَا
شِمْ ما انْتَضَيْتَ فقد ترَكْتَ ذُبابَهُ قِطَعاً وقَدْ تَرَكَ العِبادَ جُذاذا
هَبكَ ابنَ يزْداذٍ حَطَمْتَ وصَحْبَهُ أتُرَى الوَرَى أضْحَوْا بَني يَزْداذَا
غادَرْتَ أوْجُهَهُمْ بحَيْثُ لَقيتَهُمْ أقْفَاءَهُمْ وكُبُودَهُمْ أفْلاذَا
في مَوْقِفٍ وَقَفَ الحِمَامُ عَلَيهِمِ في ضَنكِهِ واسْتَحوَذَ اسْتِحْوَاذَا
جَمَدَتْ نُفُوسُهُمُ فَلَمّا جِئْتَها أجْرَيْتَها وسَقَيْتَها الفُولاذَا
لمّا رَأوْكَ رَأوْا أبَاكَ مُحَمّداً في جَوْشَنٍ وأخا أبيكَ مُعاذَا
أعْجَلْتَ ألْسُنَهُمْ بضَرْبِ رِقابهمْ عَنْ قَوْلهِمْ: لا فارِسٌ إلاّ ذَا
غِرٌّ طَلَعْتَ عَلَيْهِ طِلْعَةَ عارِضٍ مَطَرَ المَنَايَا وابِلاً ورَذاذَا
سَدّتْ عَلَيْهِ المَشْرَفِيّةُ طُرْقَهُ فانْصَاعَ لا حَلَباً ولا بَغذَاذَا
طَلَبَ الإمارَةَ في الثّغُورِ ونَشْؤهُ ما بَينَ كَرْخايا إلى كَلْوَاذَا
فَكأنَّهُ حَسِبَ الأسِنَّةَ حُلْوَةً أوْ ظَنَّها البَرْنيَّ وَالآزَاذَا
لم يَلْقَ قَبلَكَ مَنْ إذا اختَلَفَ القَنَا جَعَلَ الطّعانَ مِنَ الطّعانِ مَلاذَا
مَنْ لا تُوافِقُهُ الحَياةُ وطِيبُها حتى يُوافِقَ عَزْمُهُ الإنْفَاذَا
مُتَعَوّداً لُبْسَ الدّروعِ يَخالها في البَرْدِ خَزّاً والهَواجِرِ لاذَا
أعْجِبْ بأخْذِكَهُ وأعجَبُ منكما أنْ لا تَكُونَ لمِثْلِهِ أخّاذَا