مَحَلُّكَ الجَوْزَاءُ، بَلْ أرْفَعُ، | وصدركَ الدهناءُ ، بلْ أوسعُ |
وَقَلْبُكَ الرّحْبُ الّذِي لَمْ يَزَلْ، | للجدِّ والهزلِ ، به موضعُ |
رفهْ بقرعِ العودِ سمعاً ، غدا | قرعُ العوالي جلَّ ما يسمعُ |
قصائد العصر العباسي
مجموعة من أروع قصائد العصر العباسي شعراء العصر العباسي وقصائدهم الرائعة هنا.
لئن جمعتنا ، غدوة ً ، أرضُ ” بالسٍ”
لئن جمعتنا ، غدوة ً ، أرضُ ” بالسٍ” | فإنَّ لها عندي يداً لا أضيعها |
أحبُّ بلاد اللهِ ، أرضٌ تحلها ، | إليَّ ؛ ودارٌ تحتويكَ ربوعها |
أفي كلِّ يومٍ ، رحلة ٌ بعدَ رحلة ٍ | تجرعُ نفسي ، حسرة ً ، وتروعها ؟ |
فَلي، أبَداً، قَلْبٌ كَثِيرٌ نِزَاعُه، | وَلي، أبَداً، نَفْسٌ قَلِيلٌ نُزوعُهَا |
لحَى الله قَلْباً لا يَهِيم صَبَابَة ً | إلَيْكَ، وَعَيْناً لا تَفِيضُ دُمُوعُهَا |
أنظرْ إلى زهرِ الربيعِ
أنظرْ إلى زهرِ الربيعِ ، | و الماءُ في بركِ البديعِ ، |
و إذا الرياحُ جرتْ عليـ | ـهِ في الذهابِ وفي الرجوعِ ، |
نثرتْ على بيضِ الصفا | ئِحِ بَيْنَنَا حَلَقَ الدّروعِ |
لمثلها يستعد البأس والكرم
لمثلها يستعد البأسُ والكرمُ | وفي نظائرها تستنفدُ النعمُ |
هِيَ الرّئَاسَة ُ لا تُقْنى جَوَاهِرُهَا | حتى يخاض إليها الموتُ والعدمُ |
تقاعسَ الناسُ عنها فانتدبتَ لها | كالسيفِ ، لا نكلٌ فيهِ ولا سأمُ |
ما زَالَ يَجحَدُها قَوْمٌ، وَيُنكِرُها | حَتى أقَرّوا، وَفي آنَافِهِمْ رَغَمُ |
شكراً فَقَدْ وَفَتِ الأيّامُ ما وَعَدَتْ | أقرَّ ممتنعٌ ؛ وانقادَ معتصمُ |
وَمَا الرّئَاسَة ُ إلاّ مَا تُقِرّ بِهِ | شمسُ الملوكِ ، وتعنو تحتهُ الأممُ |
مَغَارِمُ المَجْدِ يَعْتَدُّ الملوكُ بها | مَغَانِماً في العُلا، في طَيّهَا نِعَمُ |
هذي شيوخُ “بني حمدانَ ” قاطبة ً | لاذوا بدارِكَ عِندَ الخَوفِ وَاعتَصَموا |
حلوا بأكرمِ منْ حلَّ العبادُ بهِ | بحَيثُ حَلّ النّدى وَاستَوثَقَ الكَرَمَ |
فكُنتَ مِنْهُمْ وَإنْ أصْبَحتَ سيّدَهم | تواضعُ الملكِ في أصحابهِ عظمُ |
شيخوخة ٌ سبقتْ ، لا فضلَ يتبعها | وَلَيْسَ يَفضُلُ فِينا الفاضِلُ الهَرِمُ |
ولمْ يفضلْ ” عقيلاً ” في ولادتهِ | عَلى عَليٍّ أخِيهِ، السّنُّ وَالقِدَمُ |
وكيفَ يفضلُ منْ أزرى بهِ بخلُ | وقعدة ُ اليدِ ، والرجلينِ ، والصممُ |
لا تنكروا ، يا بنيهِ ، ما أقولُ فلنْ | تُنسَى التِّرَاتُ وَلا إن حالَ شَيخُكُمُ |
كادَتْ مَخَازِيهِ تُرْدِيهِ فَأنْقَذَهُ | منها ، بحسنِ دفاعٍ عنهُ ، عمكمُ |
أسْتَوْدِعُ الله قَوْماً، لا أُفَسّرُهُمْ | الظالمينَ ، ولوْ شئنا لما ظلموا |
القائلينَ ، ونغضي عن جوابهمُ | وَالجَائِرِينَ، وَنَرْضَى بالذي حكَموا |
إني ، على كلِّ حالٍ ، لستُ أذكرهمْ | إلاّ وَللشّوقِ دَمعي وَاكِفٌ، سَجِمُ |
الأنفسُ اجتمعتْ يوماً ، أو افترقتْ | إذا تَأمّلتَ، نَفسٌ، وَالدّمَاءُ دَمُ |
رَعَاهُمُ الله، مَا نَاحَتْ مُطَوَّقَة ٌ | وَحاطَهُمْ، أبَداً، مَا أوْرَقَ السَّلَمُ |
الدين مخترم والحق مهتضم
الدِّينُ مُخْتَرَمٌ، وَالحَقّ مُهْتَضَمُ | وفيءُ آلِ رسولِ اللهِ مقتسمُ |
والناسُ عندكَ لا ناسُ فيحفظهمْ | سومُ الرعاة ِ ولا شاءٌ ولا نعمُ |
إنّي أبِيتُ قَلِيلُ النّوْمِ أرّقَني | قلبٌ ، تصارعُ فيهِ الهمُّ والهممُ |
و عزمة ٌ لا ينامُ الليلَ صاحبها | إلاّ على ظَفَرٍ، في طَيّهِ كَرَمُ |
يُصَانُ مُهرِي لأِمرٍ لا أبُوحُ بِهِ | والدرعُ ،والرمحُ والصمصامة ُ الخذمُ |
وَكُلُّ مَائِرَة ِ الضّبْعَينِ، مَسْرَحُها | رمثُ الجزيرة ِ والخذرافُ والغنمُ |
و فتية ٌ قلبهمْ قلبٌ إذا ركبوا | يوماً ورأيهمُ رأيٌ إذا عزموا |
يا للرجالِ أما للهِ منتصفٌ | من الطّغاة ِ أمَا للدّينِ مُنتَقِمُ |
بنو عليٍّ رعايا في ديارهمُ | وَالأمرُ تَملِكُهُ النّسوَانُ، وَالخدَمُ |
محلؤونَ ، فأصفى شربهمْ وشلٌ | عندَ الورودِ ؛ وأوفى ودهمْ لممُ |
فَالأرْضُ، إلاّ عَلى مُلاّكِها، سَعَة ٌ | والمالُ ، إلاَّ أربابهِ ديمُ |
وَمَا السّعِيدُ بِهَا إلاّ الّذي ظَلَمُوا | وما الغنيُّ بها إلاَّ الذي حرموا |
للمتقينَ ، منَ الدنيا ، عواقبها | وإنْ تعجلَ منها الظالمُ الأثمُ |
لا يطغينَّ بني العباسِ ملكهمُ | بنو عليٍّ مواليهم وإنْ زعموا |
أتفخرونَ عليهمْ لا أبا لكمُ | حتى كأنَّ رسولَ اللهِ جدكمُ |
وَمَا تَوَازَنَ، يَوْماً، بَينَكُمْ شَرَفٌ | وَلا تَسَاوَتْ بكُمْ، في مَوْطِنٍ، قَدَمُ |
ولا لكمْ مثلهمْ ، في المجدِ متصلٌ | وَلا لِجَدّكُمُ مَسْعَاة ُ جَدّهِمُ |
ولا لعرقكمُ منْ عرقهمْ شبهٌ | ولا نفيلتكمْ منْ أمهمْ أممُ |
قامَ النبيُّ بها يومَ الغديرِ لهمْ | واللهُ يشهدُ ،والأملاكُ والأممُ |
حَتى إذا أصْبَحَتْ في غَيرِ صَاحِبها | باتتْ تنازعها الذؤبانُ والرخمُ |
وَصُيّرَتْ بَيْنَهُنْ شُورَى كَأنّهُمُ | لا يعرفونَ ولاة َ الحقِّ أيهم |
تاللهِ ، ماجهلَ الأقوامُ موضعها | لكِنّهُمْ سَتَرُوا وَجْهَ الذي عَلِمُوا |
ثُمّ ادّعَاهَا بَنُو العَبّاسِ إرْثَهُمُ | و مالهمْ قدمٌ ، فيها ، ولا قِدمُ |
لا يذكرونَ إذا ما معشرٌ ذكروا | ولا يحكمُ ، في أمرٍ ، لهمْ حكمُ |
ولا رآهمْ أبو بكرٍ وصاحبهُ | أهْلاً لِمَا طَلَبُوا مِنها، وَما زَعموا |
فَهَلْ هُمُ مُدّعُوها غَيرَ وَاجِبَة ٍ | أمْ هل أئمتهمْ في أخذها ظلموا |
أمَّـا عليَّ فقدْ أدنى قرابتكم | عندَ الولاية ِ ، إنْ لمْ تكفرِ النعمُ |
هلْ جاحدٌ يا بني العباسِ نعمتهُ | أبُوكُمُ، أمْ عُبَيْدُ الله، أمْ قُثَمُ |
بئسَ الجزاءُ جزيتمْ في بني حسنٍ | أباهم العَلَمُ الهَادِي وَأُمَّهُمُ |
لا بيعة ٌ ردعتكمْ عنْ دمائهمُ | ولا يمينٌ، ولا قربى ، ولا ذممُ |
هَلاَّ صَفَحْتُمْ عَنِ الأسْرَى بلا سَبَبٍ | للصَافِحينَ ببَدْرٍ عَنْ أسِيرِكُمُ |
هلا كففتمْ عنِ ” الديباجِ ” سوطكمُ | وَعَنْ بَناتِ رَسولِ الله شَتمَكُمُ |
مَا نُزّهَتْ لِرَسُولِ الله مُهْجَتُهُ | عَنِ السّيَاطِ فَهَلاّ نُزّهَ الحَرَمُ |
ما نَالَ منهم بَنو حَرْبٍ، وَإن عظُمَتْ | تِلكَ الجَرَائِرُ، إلاّ دُونَ نَيْلِكُمُ |
كَمْ غَدْرَة ٍ لكُمُ في الدّينِ وَاضِحَة ٍ | وكمْ دمٍ لـ رسولِ اللهِ عندكمُ |
أأنتمُ آلهُ فيما ترونَ ، وفي | أظفاركمْ منْ بنيهِ الطاهرينَ دمُ |
هيهاتَ! لاقربت قربى ، ولا رحمُ | يَوْماً إذا أقصَتِ الأخلاقُ وَالشّيَمُ |
كَانَتْ مَوَدّة ُ سَلْمَانٍ لَهُ رَحِماً | وَلمْ يَكُنْ بَينَ نُوحٍ وَابنِهِ رَحِمُ |
ياجاهداً في مساويهمْ يكتمها | غدرُ الرشيدِ بـ ” يحيى ” كيفَ ينكتمُ |
لَيسَ الرّشيدُ كمُوسَى في القِيَاسِ وَلا | “مأمونكمْ كـ”الرضا” إنْ أنصف الحكم |
ذاقَ الزّبِيرِيّ غِبّ الحِنثِ وَانكشَفتْ | عنِ “ابن ِفاطمة َ “الأقوالُ والتهمُ |
باؤوا بقتلِ الرضا منْ بعدِ بيعتهِ | وَأبصَرُوا بَعضَ يوْمٍ رُشدَهم وَعَموا |
يا عصبة ً شقيتْ ،من بعدما سعدتْ | ومعشراً هلكوا منْ بعدما سلموا |
لِبِئسَ ما لَقَيَتْ مِنهمْ، وَإنْ بليَتْ | بجانبِ الطفِّ تلكَ الأعظمُ الرممُ |
لاعنْ ” أبي مسلمٍ” في نصحهِ صفحوا، | وَلا الهُبَيرِيَّ نَجّى الحِلفُ وَالقَسَمُ |
ولاالأمانُ لأزدِ ” الموصل” اعتمدوا | فيهِ الوفاءَ، ولاعنْ عمهمْ حلموا |
أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَني العَبّاسِ مألُكة ً | لاتدَّعوا ملكها ملاَّكها العجمُ |
أيّ المَفَاخِرِ أمْسَتْ في مَنَابِرِكُمْ | وَغَيْرُكُمْ آمِرٌ فِيهِنّ، مُحتكِمُ |
وَهَلْ يَزِيدُكُمْ مِنْ مَفْخَرٍ عَلَمٌ | وفي الخلافِ عليكمْ يخفقُ العلمُ |
خَلّوا الفَخَارَ لعلاّمِينَ، إنْ سُئلوا | يَوْمَ السّؤالِ، وَعَمّالِينَ إن علِموا |
لايغضبونَ لغيرِاللهِ، إنْ غضبوا | وَلا يُضِيعُونَ حُكْمَ الله إنْ حكموا |
تَبدوا التّلاوَة ُ من أبْياتِهِمْ، أبَداً | وفي بيوتكمْ الأوتارُ والنغمُ |
مافي ديارهمُ للخمرِ معتصرٌ | وَلا بُيُوتُهُمُ للسّوءِ مُعْتَصَمُ |
و لا تبيتُ لهمْ خنثى تنادمهمْ | و لا يرى لهمُ قردٌ لهُ حشمُ |
الرّكنُ وَالبيتُ وَالأستارُ مَنزِلُهُمْ | وَزَمزَمٌ، وَالصَّفَا، والحِجرُ والحَرَمُ |
صَلَّى الإلهُ عَلَيهمْ، أينَما ذُكرُوا | لأنهمْ للورى كهفٌ ومعتصمُ |
يعز على الأحبة بالشام
يعزُّ على الأحبة ِ بـ الشامِ | حَبيبٌ، بَاتَ مَمْنُوعَ المَنَامِ |
وَإني لَلصّبُورُ عَلى الرّزَايَا | وَلَكِنّ الكِلامَ عَلى الكِلامِ |
جُرُوحٌ لا يَزَلْنَ يَرِدْنَ مِنّي | على جرحٍ قريبِ العهدِ ، دامِ |
تاملني ” الدمستقُ ” إذ رآني | فَأبْصَرَ صِيغَة َ اللّيْثِ، الهُمَامِ |
أتُنكِرُني كَأنّكَ لَسْتَ تَدْري | بِأني ذَلِكَ البَطَلُ، المُحَامي |
وَأني إذْ نَزَلْتُ عَلى دُلُوكٍ | تَرَكْتُكَ غَيْرَ مُتّصِلِ النّظَامِ |
وَلَمّا أنْ عَدَدْتُ صَلِيبَ رَأيِي | تَحَلّلَ عِقْدُ رَأيِكَ في المَقَامِ |
وَكُنْتَ تَرَى الأنَاة َ، وَتَدّعِيها | فأعجلكَ الطعانُ عنِ الكلامِ |
و بتَّ مؤرقاً ، منْ غيرِ سهدٍ | حمى جفنيكَ طيبَ النومِ حامِ |
و لا أرضى الفتى ما لمْ يكملْ | برأيِ الكهلِ ، إقدامَ الغلامِ |
فَلا هُنّئْتَهَا نُعْمَى بِأسْرِي | وَلا وُصِلَتْ سُعُودُكَ بِالتّمَامِ |
أمَا مِنْ أعْجَبِ الأشْيَاءِ عِلْجٌ | يُعَرّفُني الحَلالَ مِنَ الحَرَامِ |
و تكنفهُ بطارقة ٌ تيوسُ | تباري بالعثانينِ الضخامِ |
لهمْ خلقُ الحميرِ فلستَ تلقى | فتى ً منهمْ يسيرُ بلاَ حزامِ |
يُرِيغُونَ العُيُوبَ، وَأعجَزَتْهُمْ | وأيُّ العيبِ يوجدُ في الحسامِ |
و أصعبُ خطة ٍ ، وأجلُّ أمرٍ | مُجَالَسَة ُ اللّئَامِ عَلى الكِرَامِ |
أبِيتُ مُبَرّأ من كُلّ عَيبٍ | و أصبحُ ، سالماً منْ كلِّ ذامِ |
وَمَنْ لَقيَ الّذي لاقَيْتُ هَانَتْ | عَلَيْهِ مَوَارِدُ المَوْتِ الزّؤامِ |
ثناءٌ طيبٌ ، لا خلفَ فيهِ | وَآثَارٌ كَآثَارِ الغَمَامِ |
و علمُ فوارسِ الحيينِ أني | قَلِيلٌ مَنْ يَقُومُ لَهُمْ مَقَامي |
وَفي طَلَبِ الثّنَاءِ مَضَى بُجَيْرٌ | وَجَادَ بِنَفْسِهِ كَعبُ بنُ مَامِ |
أُلامُ عَلى التّعَرّضِ للمَنَايَا، | وَلي سَمَعٌ أصَمُّ عَنِ المَلامِ |
بنو الدنيا إذا ماتوا سواءٌ | وَلَوْ عَمَرَ المُعَمّرُ ألْفَ عَامِ |
إذَا مَا لاَحَ لي لَمَعَانُ بَرْقٍ | بَعَثْتُ إلى الأحِبّة ِ بِالسّلامِ |