| وسَوْداءَ مَنظومٍ عَلَيها لآلىءٌ | لها صُورَةُ البِطّيخِ وهيَ من النّدِّ |
| كأنّ بَقايا عَنبَرٍ فوْقَ رَأسِها | طلوعُ رَواعي الشيبِ في الشَعَرِ الجعْدِ |
قصائد الشاعر المتنبي
مجموعة من أجمل قصائد الشاعر ابو الطيب المتنبي تجدونها بهذه الصفحة.
أتُنكِرُ ما نَطَقْتُ بهِ بَديهاً
| أتُنكِرُ ما نَطَقْتُ بهِ بَديهاً | ولَيسَ بمُنْكَرٍ سَبْقُ الجَوادِ |
| أُراكِضُ مُعوِصاتِ الشّعرِ قسراً | فأقْتُلُها وغيري في الطّرادِ |
أوَدُّ مِنَ الأيّامِ مَا لا تَوَدُّهُ
| أوَدُّ مِنَ الأيّامِ مَا لا تَوَدُّهُ | وَأشكُو إلَيهَا بَيْنَنَا وَهْيَ جُنْدُهُ |
| يُباعِدْنَ حِبّاً يَجْتَمِعْنَ وَوَصْلُهُ | فكَيفَ بحِبٍّ يَجْتَمِعنَ وَصَدُّهُ |
| أبَى خُلُقُ الدّنْيَا حَبِيباً تُديمُهُ | فَمَا طَلَبي مِنهَا حَبيباً تَرُدّهُ |
| وَأسْرَعُ مَفْعُولٍ فَعَلْتَ تَغَيُّراً | تَكَلفُ شيءٍ في طِباعِكَ ضِدّهُ |
| رَعَى الله عِيساً فَارَقَتْنَا وَفَوْقَهَا | مَهاً كُلها يُولَى بجَفْنَيْهِ خَدُّهُ |
| بوَادٍ بِهِ مَا بالقُلُوبِ كَأنّهُ | وَقَدْ رَحَلُوا جِيدٌ تَنَاثَرَ عِقدُهُ |
| إذا سَارَتِ الأحداجُ فَوْقَ نَبَاتِهِ | تَفَاوَحَ مِسكُ الغانِياتِ وَرَنْدُهُ |
| وَحالٍ كإحداهُنّ رُمْتُ بُلُوغَهَا | وَمِنْ دونِها غَوْلُ الطريقِ وَبُعدُهُ |
| وَأتْعَبُ خَلْقِ الله مَنْ زَادَ هَمُّهُ | وَقَصّرَ عَمّا تَشتَهي النّفس وَجدُهُ |
| فَلا يَنحَلِلْ في المَجدِ مالُكَ كُلّهُ | فيَنحَلَّ مَجْدٌ كانَ بالمالِ عَقدُهُ |
| وَدَبِّرْهُ تَدْبيرَ الذي المَجْدُ كَفُّهُ | إذا حارَبَ الأعداءَ وَالمَالَ زَنْدُهُ |
| فَلا مَجْدَ في الدّنْيَا لمَنْ قَلّ مَالُهُ | وَلا مالَ في الدّنيا لمَنْ قَلّ مَجدُهُ |
| وَفي النّاسِ مَنْ يرْضَى بميسورِ عيشِهِ | وَمَرْكوبُهُ رِجْلاهُ وَالثّوْبُ جلدُه |
| وَلَكِنّ قَلْباً بَينَ جَنْبَيّ مَا لَهُ | مَدًى يَنتَهي بي في مُرَادٍ أحُدُّهُ |
| يَرَى جِسْمَهُ يُكْسَى شُفُوفاً تَرُبُّهُ | فيَختارُ أن يُكْسَى دُرُوعاً تهُدّهُ |
| يُكَلّفُني التّهْجيرَ في كلّ مَهْمَهٍ | عَليقي مَرَاعِيهِ وَزَاديَ رُبْدُهُ |
| وَأمْضَى سِلاحٍ قَلّدَ المَرْءُ نَفْسَهُ | رَجَاءُ أبي المِسْكِ الكَريمِ وَقصْدُهُ |
| هُما ناصِرَا مَنْ خانَهُ كُلُّ ناصِرٍ | وَأُسرَةُ مَنْ لم يُكثِرِ النّسلَ جَدُّهُ |
| أنَا اليَوْمَ مِنْ غِلْمانِهِ في عَشيرَةٍ | لَنَا وَالِدٌ مِنْهُ يُفَدّيهِ وُلْدُهُ |
| فَمِنْ مَالِهِ مالُ الكَبيرِ وَنَفْسُهُ | وَمِنْ مَالِهِ دَرُّ الصّغِيرِ وَمَهْدُهُ |
| نَجُرّ القَنَا الخَطّيّ حَوْلَ قِبَابِهِ | وَتَرْدي بِنا قُبُّ الرّباطِ وَجُرْدُهُ |
| وَنَمْتَحِنُ النُّشّابَ في كلّ وَابِلٍ | دَوِيُّ القِسِيّ الفَارِسِيّةِ رَعْدُهُ |
| فإنْ لا تَكُنْ مصرُ الشَّرَى أوْ عَرِينَه | فإنّ الذي فيهَا منَ النّاسِ أُسدُهُ |
| سَبَائِكُ كافُورٍ وَعِقْيانُهُ الذي | بصُمّ القَنَا لا بالأصَابعِ نَقْدُهُ |
| بَلاهَا حَوَالَيْهِ العَدُوُّ وَغَيْرُهُ | وَجَرّبَهَا هَزْلُ الطّرَادِ وَجِدّهُ |
| أبو المِسْكِ لا يَفْنى بذَنْبِكَ عفوُهُ | وَلَكِنّهُ يَفْنى بعُذْرِكَ حِقدُهُ |
| فَيَا أيّها المَنْصُورُ بالجَدّ سَعْيُهُ | وَيَا أيّها المَنْصُورُ بالسّعيِ جَدّهُ |
| تَوَلّى الصِّبَى عَنّي فأخلَفتَ طِيبَهُ | وَمَا ضَرّني لمّا رَأيْتُكَ فَقدُهُ |
| لَقَدْ شَبّ في هذا الزّمانِ كُهُولُهُ | لَدَيْكَ وَشابَتْ عندَ غَيرِكَ مُرْدُهُ |
| ألا لَيْتَ يَوْمَ السّيرِ يُخبرُ حَرُّهُ | فَتَسْألَهُ وَاللّيْلَ يُخْبرُ بَرْدُهُ |
| وَلَيْتَكَ تَرْعاني وَحَيرَانُ مُعرِضٌ | فتَعْلَمَ أنّي من حُسامِكَ حَدّهُ |
| وَأنّي إذا باشَرْتُ أمراً أُريدُهُ | تَدانَتْ أقاصِيهِ وَهَانَ أشَدُّهُ |
| وَمَا زَالَ أهلُ الدّهرِ يَشْتَبِهونَ لي | إلَيْكَ فَلَمّا لُحْتَ لي لاحَ فَرْدُهُ |
| يُقالُ إذا أبصَرْتُ جَيْشاً وَرَبَّهُ | أمامكَ رَبٌّ رَبُّ ذا الجيشِ عبدُهُ |
| وَألْقَى الفَمَ الضّحّاكَ أعلَمُ أنّهُ | قَريبٌ بذي الكَفّ المُفَدّاةِ عهدُهُ |
| فَزَارَكَ مني مَنْ إلَيْكَ اشتِياقُهُ | وَفي النّاسِ إلاّ فيكَ وَحدَكَ زُهدُهُ |
| يُخَلِّفُ مَنْ لم يَأتِ دارَكَ غَايَةً | وَيأتي فيَدري أنّ ذلكَ جُهْدُهُ |
| فإنْ نِلْتُ ما أمّلْتُ منكَ فرُبّمَا | شَرِبْتُ بمَاءٍ يُعجِزُ الطّيرَ وِرْدُهُ |
| وَوَعْدُكَ فِعْلٌ قَبلَ وَعْدٍ لأنّهُ | نَظيرُ فَعَالِ الصّادِقِ القوْلِ وَعدُهُ |
| فكنْ في اصْطِناعي مُحسِناً كمُجرِّبٍ | يَبِنْ لَكَ تَقرِيبُ الجَوَادِ وَشَدُّهُ |
| إذا كنتَ في شَكٍّ من السّيفِ فابْلُهُ | فإمّا تُنَفّيهِ وَإمّا تُعِدّهُ |
| وَمَا الصّارِمُ الهِندِيُّ إلاّ كَغَيرِهِ | إذا لم يُفارِقْهُ النِّجادُ وَغِمْدُهُ |
| وَإنّكَ لَلْمَشْكُورُ في كُلّ حالَةٍ | وَلَوْ لم يكُنْ إلاّ البَشاشَةَ رِفْدُهُ |
| فكُلُّ نَوَالٍ كانَ أوْ هُوَ كائِنٌ | فلَحظَةُ طَرْفٍ منكَ عنديَ نِدّهُ |
| وَإنّي لَفي بَحْرٍ منَ الخَيرِ أصْلُهُ | عَطَاياكَ أرْجُو مَدّهَا وَهيَ مَدُّهُ |
| وَمَا رَغْبَتي في عَسْجَدٍ أستَفيدُهُ | وَلَكِنّها في مَفْخَرٍ أسْتَجِدّهُ |
| يَجُودُ بِهِ مَن يَفضَحُ الجودَ جودُهُ | وَيحمَدُهُ مَن يَفضَحُ الحمدَ حمدُهُ |
| فإنّكَ ما مرّ النُّحُوسُ بكَوْكَبٍ | وَقَابَلْتَهُ إلاّ وَوَجْهُكَ سَعدُهُ |
حَسَمَ الصّلْحُ ما اشتَهَتْهُ الأعادي
| حَسَمَ الصّلْحُ ما اشتَهَتْهُ الأعادي | وَأذاعَتْهُ ألْسُنُ الحُسّادِ |
| وَأرَادَتْهُ أنْفُسٌ حَالَ تَدْبِيـ | ـرُكَ مَا بَيْنَهَا وَبَينَ المُرَادِ |
| صَارَ ما أوْضَعَ المُخِبّونَ فيهِ | مِن عِتابٍ زِيادَةً في الوِدادِ |
| وَكَلامُ الوُشَاةِ لَيسَ على الأحْـ | ـبَابِ، سُلطانُهُ على الأضْدادِ |
| إنّمَا تُنْجِحُ المَقَالَةُ في المَرْ | ءِ إذا وَافَقَتْ هَوىً في الفُؤادِ |
| وَلَعَمْرِي لَقد هُزِزْتَ بمَا قِيـ | ـلَ فأُلْفِيتَ أوْثَقَ الأطْوَادِ |
| وَأشَارَتْ بمَا أبَيْتَ رِجَالٌ | كُنتَ أهدَى منهَا إلى الإرْشَادِ |
| قد يُصِيبُ الفَتى المُشيرُ وَلم يَجْـ | ـهدْ وَيُشوِي الصّوَابَ بعد اجتهادِ |
| نِلْتَ ما لا يُنالُ بالبِيضِ وَالسُّمْـ | ـرِ وَصُنْتَ الأرْوَاحَ في الأجْسَادِ |
| وَقَنَا الخَطِّ في مَراكِزِها حَوْ | لَكَ وَالمُرْهَفَاتُ في الأغْمادِ |
| ما دَرَوْا إذ رَأوْا فُؤادَكَ فيهِمْ | سَاكِناً أنّ رَأيَهُ في الطّرَادِ |
| فَفَدَى رَأيَكَ الذي لم تُفَدْهُ | كُلُّ رَأيٍ مُعَلَّمٍ مُسْتَفَادِ |
| وَإذا الحِلْمُ لمْ يَكُنْ عن طِباعٍ | لم يَكُنْ عَن تَقَادُمِ المِيلادِ |
| فَبِهَذا وَمِثْلِهِ سُدْتَ يا كا | فُورُ وَاقتَدْتَ كُلّ صَعبِ القِيادِ |
| وَأطَاعَ الذي أطَاعَكَ وَالطّا | عَةُ لَيْسَتْ خَلائِقَ الآسَادِ |
| إنّمَا أنْتَ وَالِدٌ وَالأبُ القَا | طعُ أحنى من وَاصِلِ الأوْلادِ |
| لا عَدا الشرُّ مَن بَغَى لكُما الشرّ | وَخَصّ الفَسَادُ أهلَ الفَسَادِ |
| أنتُمَا مَا اتّفَقْتُما الجِسْمُ وَالرّو | حُ فَلا احتَجتُما إلى العُوّادِ |
| وَإذا كان في الأنابيبِ خُلْفٌ | وَقَعَ الطّيْشُ في صُدورِ الصِّعادِ |
| أشمَتَ الخُلْفُ بالشُّراةِ عِداهَا | وَشَفَى رَبَّ فَارِسٍ من إيَادِ |
| وَتَوَلّى بَني اليَزِيدِيّ بالبَصْـ | ـرَةِ حتى تَمَزّقُوا في البلادِ |
| وَمُلُوكاً كأمْسِ في القُرْبِ مِنّا | وَكَطَسْمٍ وَأُخْتِها في البعادِ |
| بكُمَا بِتُّ عَائِذاً فِيكُمَا مِنْـ | ـهُ وَمن كَيدِ كُلّ باغٍ وَعَادِ |
| وَبِلُبّيْكُمَا الأصِيلَينِ أنْ تَفْـ | رُقَ صُمُّ الرّمَاحِ بَينَ الجِيَادِ |
| أوْ يَكُونَ الوَليُّ أشْقَى عَدُوٍّ | بالذي تَذخَرَانِهِ مِن عَتَادِ |
| هَلْ يَسُرّنَ بَاقِياً بَعْدَ مَاضٍ | مَا تَقُولُ العُداةُ في كلّ نَادِ |
| مَنَعَ الوُدُّ وَالرّعَايَةُ وَالسّؤ | دُدُ أنْ تَبْلُغَا إلى الأحْقَادِ |
| وَحُقُوقٌ تُرَقّقُ القَلْبَ للقَلْـ | ـبِ وَلَوْ ضُمّنَتْ قُلُوبَ الجَمادِ |
| فَغَدَا المُلْكُ باهِراً مَنْ رَآهُ | شَاكِراً ما أتَيْتُمَا مِنْ سَدادِ |
| فيهِ أيْديكُمَا عَلى الظّفَرِ الحُلْـ | ـوِ وَأيدي قَوْمٍ عَلى الأكْبَادِ |
| هذِهِ دَوْلَةُ المَكارِمِ وَالرّأ | فَةِ وَالمَجْدِ وَالنّدَى وَالأيَادِي |
| كَسَفَتْ ساعةً كما تكسِفُ الشّمْـ | ـسُ وَعادَتْ وَنُورُها في ازْدِيادِ |
| يَزْحَمُ الدّهرَ رُكنُها عن أذاهَا | بِفَتًى مَارِدٍ على المُرّادِ |
| مُتْلِفٍ مُخْلِفٍ وَفِيٍّ أبِيٍّ | عَالِمٍ حَازِمٍ شُجَاعٍ جَوَادِ |
| أجفَلَ النّاسُ عن طَرِيقِ أبي المِسـ | ـكِ وَذَلّتْ لَهُ رِقَابُ العِبَادِ |
| كَيْفَ لا يُتْرَكُ الطّرِيقُ لسَيْلٍ | ضَيّقٍ عَنْ أتِيّهِ كُلُّ وَادِ |
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
| عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ | بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ |
| أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ | فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ |
| لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا | وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ |
| وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً | أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ |
| لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي | شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ |
| يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما | أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟ |
| أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني | هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ |
| إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَةً | وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ |
| ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ | أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ |
| أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِناً وَيَداً | أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيدُ |
| إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُمُ | عَنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ |
| جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ | منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ |
| ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ | إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُودُ |
| أكُلّمَا اغتَالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّدَهُ | أوْ خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيدُ |
| صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا | فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ |
| نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها | فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ |
| العَبْدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بأخٍ | لَوْ أنّهُ في ثِيَابِ الحُرّ مَوْلُودُ |
| لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ | إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ |
| ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍ | يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُودُ |
| ولا تَوَهّمْتُ أنّ النّاسَ قَدْ فُقِدوا | وَأنّ مِثْلَ أبي البَيْضاءِ مَوْجودُ |
| وَأنّ ذا الأسْوَدَ المَثْقُوبَ مَشْفَرُهُ | تُطيعُهُ ذي العَضَاريطُ الرّعاديد |
| جَوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني | لكَيْ يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقْصُودُ |
| وَيْلُمِّهَا خُطّةً وَيْلُمِّ قَابِلِهَا | لِمِثْلِها خُلِقَ المَهْرِيّةُ القُودُ |
| وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُهُ | إنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديدُ |
| مَنْ عَلّمَ الأسْوَدَ المَخصِيّ مكرُمَةً | أقَوْمُهُ البِيضُ أمْ آبَاؤهُ الصِّيدُ |
| أمْ أُذْنُهُ في يَدِ النّخّاسِ دامِيَةً | أمْ قَدْرُهُ وَهْوَ بالفِلْسَينِ مَرْدودُ |
| أوْلى اللّئَامِ كُوَيْفِيرٌ بمَعْذِرَةٍ | في كلّ لُؤمٍ، وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ |
| وَذاكَ أنّ الفُحُولَ البِيضَ عاجِزَةٌ | عنِ الجَميلِ فكَيفَ الخِصْيةُ السّودُ؟ |
جَاءَ نَيرُوزُنَا وَأنتَ مُرَادُهْ
| جَاءَ نَيرُوزُنَا وَأنتَ مُرَادُهْ | وَوَرَتْ بالذي أرَادَ زِنادُهْ |
| هَذِهِ النّظْرَةُ التي نَالَهَا مِنْـ | ـكَ إلى مِثْلِها من الحَوْلِ زَادُهْ |
| يَنْثَني عَنكَ آخِرَ اليَوْمِ مِنْهُ | نَاظِرٌ أنْتَ طَرْفُهُ وَرُقَادُهْ |
| نحنُ في أرْضِ فارِسٍ في سُرُورٍ | ذا الصّبَاحُ الذي نرَى ميلادُهْ |
| عَظّمَتْهُ مَمَالِكُ الفُرْسِ حتى | كُلُّ أيّامِ عَامِهِ حُسّادُهْ |
| مَا لَبِسْنَا فيهِ الأكاليلَ حتى | لَبِسَتْهَا تِلاعُهُ وَوِهَادُهْ |
| عندَ مَنْ لا يُقاسُ كسرَى أبوسا | سانَ مُلْكاً بهِ وَلا أوْلادُهْ |
| عَرَبيٌّ لِسَانُهُ فَلْسَفيٌّ | رَأيُهُ فَارِسِيّةٌ أعْيَادُهْ |
| كُلّمَا قالَ نائِلٌ أنَا مِنْهُ | سَرَفٌ قالَ آخَرٌ ذا اقْتِصادُهْ |
| كَيفَ يرْتَدّ مَنكِبي عن سَمَاءٍ | والنِّجادُ الذي عَلَيْهِ نِجَادُهْ |
| قَلّدَتْني يَمينُهُ بحُسَامٍ | أعقَبَتْ منهُ وَاحِداً أجْدادُهْ |
| كُلّمَا استُلَّ ضاحَكَتْهُ إيَاةٌ | تَزْعُمُ الشّمسُ أنّهَا أرْآدُهْ |
| مَثَّلُوهُ في جَفْنِهِ خِيفَةَ الفَقْـ | ـدِ فَفي مِثْلِ أثْرِهِ إغْمَادُهْ |
| مُنْعَلٌ لا مِنَ الحَفَا ذَهَباً يَحْـ | ـمِلُ بَحراً فِرِنْدُهُ إزْبَادُهْ |
| يَقْسِمُ الفَارِسَ المُدَجَّجَ لا يَسْـ | ـلَمُ مِنْ شَفْرَتَيْهِ إلاّ بِدادُهْ |
| جَمَعَ الدّهْرُ حَدَّهُ ويَدَيْهِ | وَثَنَائي فاستَجمَعَتْ آحَادُهْ |
| وَتَقَلّدْتُ شامَةً في نَداهُ | جِلْدُها مُنْفِساتُهُ وَعَتَادُهْ |
| فَرّسَتْنَا سَوَابِقٌ كُنَّ فيهِ | فارَقَتْ لِبْدَهُ وَفيها طِرَادُهْ |
| وَرَجَتْ رَاحَةً بِنَا لا تَرَاهَا | وَبلادٌ تَسيرُ فيهَا بِلادُهْ |
| هل لِعُذري عند الهُمامِ أبي الفضْـ | ـلِ قَبُولٌ سَوَادُ عَيني مِدادُهْ |
| أنَا مِنْ شِدّةِ الحَيَاءِ عَليلٌ | مَكْرُماتُ المُعِلِّهِ عُوّادُهْ |
| مَا كَفاني تَقصِيرُ ما قُلتُ فيهِ | عن عُلاهُ حتى ثَنَاهُ انْتِقَادُهْ |
| إنّني أصْيَدُ البُزاةِ وَلَكِنّ | أجَلّ النّجُومِ لا أصْطادُهْ |
| رُبّ ما لا يُعَبِّرُ اللّفْظُ عَنْهُ | وَالذي يُضْمِرُ الفُؤادُ اعتِقادُهْ |
| ما تَعَوّدتُ أن أرَى كأبي الفضْـ | ـلِ وَهَذا الذي أتَاهُ اعتِيادُهْ |
| إنّ في المَوْجِ للغَرِيقِ لعُذْراً | وَاضِحاً أنْ يَفُوتَهُ تَعْدادُهْ |
| للنّدَى الغَلبُ إنّهُ فاضَ وَالشّعْـ | ـرُ عِمادي وَابنُ العميدِ عِمادُهْ |
| نَالَ ظَنّي الأُمُورَ إلاّ كَريماً | لَيْسَ لي نُطْقُهُ وَلا فيّ آدُهْ |
| ظالِمُ الجُودِ كُلّما حَلّ رَكْبٌ | سِيمَ أنْ تحمِلَ البِحارَ مَزَادُهْ |
| غَمَرَتْني فَوَائِدٌ شَاءَ فيها | أنْ يكونَ الكلامُ مِمّا أُفَادُهْ |
| مَا سَمِعْنَا بمَنْ أحَبّ العَطَايَا | فاشتَهَى أنْ يكونَ فيهَا فُؤادُهْ |
| خَلَقَ الله أفْصَحَ النّاسِ طُرّاً | في مَكانٍ أعْرَابُهُ أكْرَادُهْ |
| وَأحَقُّ الغُيُوثِ نَفْساً بحَمْدٍ | في زَمانٍ كلُّ النّفوسِ جَرَادُهْ |
| مِثلَمَا أحدَثَ النّبُوّةَ في العَا | لَمِ وَالبَعْثَ حِينَ شاعَ فَسَادُهْ |
| زَانَتِ اللّيْلَ غُرّةُ القَمَرِ الطّا | لعِ فيهِ وَلم يَشِنْهَا سَوَادُهْ |
| كَثُرَ الفِكْرُ كيفَ نُهدي كما أهْـ | ـدَتْ إلى رَبّها الرّئيسِ عِبَادُه |
| وَالذي عِندَنَا مِنَ المَالِ وَالخَيْـ | لِ فَمِنْهُ هِبَاتُهُ وَقِيَادُهْ |
| فَبَعَثْنَا بِأرْبَعِينَ مِهَاراً | كلُّ مُهْرٍ مَيْدانُهُ إنْشَادُهْ |
| عَدَدٌ عِشْتَهُ يَرَى الجِسْمُ فيهِ | رَباً لا يَرَاهُ فِيمَا يُزَادُهْ |
| فَارْتَبِطْهَا فإنّ قَلْباً نَمَاهَا | مرْبِطٌ تَسْبِقُ الجِيادَ جيادُهْ |