رحلت عنك رحيل المرء عن وطنه

رَحَلتُ عَنكَ رَحيلَ المَرءِ عَن وَطَنِهوَرِحلَةَ السَكَنِ المُشتاقِ عَن سَكَنِه
وَما تَباعَدتُ إِلّا أَنَّ مُستَتِراًمِنَ الزَمانِ نَأَتهُ الدارُ عَن جُنَنِه
أُنسٌ لَوَ أَنّي بِنِصفِ العُمرِ مِن أَمَمٍأَشريهِ ما خِلتُني أَغلَيتُ في ثَمَنِه
فَإِن تَكَلَّفتُ صَبراً عَنكَ أَو مُنِيَتنَفسي بِهِ فَهوَ صَبرُ الطَرفِ عَن وَسَنِه
وَما تَعَرَّضتُ مِن شَينوخَ عارِفَةًإِلّا تَعَرَّضَ عُثنونٌ عَلى ذَقَنِه
فَاِسلَم أَبا صالِحٍ لِلمَجدِ تَعمُرُهُبِأَريَحِيَّةِ مَحمودِ النَثّا حَسَنِه
قصائد البحتري

أرق العين أن قرة عيني

أَرَّقَ العَينَ أَنَّ قُرَّةَ عَينيدَخَلَت بَينَهُ اللَيالي وَبَيني
إِن يُقَدِّر لَنا الزَمانُ إِلتقاءًفَهوَ حُكمي عَلى الزَمانِ وَديني
ما لِشَيءٍ بَشاشَةَ بَعدَ شَيءٍكَتَلاقٍ مُواشِكٍ بَعدَ بَينِ
صافَحَت في وَداعِها فَأَرَتناذَهَباً مِن خِضابِها في لُجَينِ
أَصدَقُ الناسِ مَن يُشيدُ بِقَولٍإِنَّ سَيفَ الإِمامِ ذو السَيفَينِ
تَقِفُ العَينُ عِندَ أَنوَرِ وَجهٍيَتَجَلّى لَنا وَأَندى يَدَينِ
قادَ آباؤُهُ الجِيادَ مُلوكاًقَبلَ قَودِ الجِيادِ مِن ذي رُعَينِ
من قصائد البحتري

نطالب بشرا بسقيا المدام

نُطالِبُ بِشراً بِسُقيا المُدامِ وَبِشرٌ يُطالِبُنا بِالثَمَن
أَمِن عادَةٍ لَكَ في بَيعِهاأَمِ البُخلُ مِنكَ طَريقٌ قَمَن
فَإِن بِعتِناها فَنَكِّب بِناعَنِ البَخسِ في بَيعِها وَالغَبَن
وَأَوفِ لَنا الكَيلَ حَتّى نَعُددُ قَبيحَكَ في بَيعِناها حَسَن
عَذيرِيَ مِن تاجِرٍ خازِنٍبَضائِعَهُ في أَصيصٍ وَدَن
وَبَعضُهُمُ في اِختِياراتِهِيُحِبُّ الدَناءَةَ حُبَّ الوَطَن
قصيدة البحتري

سلام أيها الملك اليماني

سَلامٌ أَيُّها المَلِكُ اليَمانيلَقَد غَلَبَ البِعادُ عَلى التَداني
ثَمانٍ قَد مَضَينَ بِلا تَلاقٍوَما في الصَبرِ فَضلٌ عَن ثَمانِ
وَما أَعتَدُّ مِن عُمري بِيَومٍيَمُرُّ وَلا أَراكَ وَلا تَراني
قصيدة البحتري

وثقت بسعد فما أفلحت

وَثِقتُ بِسَعدٍ فَما أَفلَحَتأَمانَةُ سَعدٍ وَلا خَونُهُ
وَقَد بَزَّ أَدهَمَهُ لَونُهُفَراحَ سَواءً وَبِرذَونُهُ
وَكَيفَ سُكوني إِلى غَيبِهِوَلَونُ يَدي عِندَهُ لَونُهُ
قصائد البحتري

أبلغ ذفافينا رسالة مشتاق

أَبلِغ ذُفافِيَّنا رِسالَةَ مُشتاقٍ أَسرَّ الشَكوى وَأَعلَنَها
رُبَّ غَداةٍ لِلقَصفِ في حَلَبٍيَجني ضُحىً وَردَها وَسَوسَنَها
لِلَّهِ أَزمانُنا بِعَلوَةِ ماأَطيَبَ أَيّامِها وَأَحسَنَها
نُبِّئتَها زُوِّجَت أَخا خَنَثٍأَغَنَّ رَطبَ الأَطرافِ لَيِّنَها
نيكَت زِناءً فَكَشخَنَتهُ وَقَدنيكَ بُغاءً أَيضاً فَكَشخَنَها
تَرومُ إِخوانَها وَيَمنَعُهامِنهُم لَقَد ساءَها وَأَحزَنَها
لَو شاءَ لا بورِكَت مَشيأَتُهُأَبلَغَها بِالطَلاقِ مَأمَنَها
قصيدة البحتري