حَلَلْتَ مِنَ المَجْدِ أعْلى مَكَانِ

حَلَلْتَ مِنَ المَجْدِ أعْلى مَكَانِ، وَبَلّغَكَ الله أقْصَى الأمَاني
فَإنّكَ، لا عَدِمَتْكَ العُلا، أخٌ لا كإخوة ِ هذا الزمانِ
صَفَاؤكَ في البُعْدِ مِثْلُ الدّنُوّ، وودكَ في القلبِ مثلُ اللسانِ
كسونا أخوتنا بالصفاءِ كما كسيتُ بالكلامِ المعاني

ما كنتُ مُذْ كنتُ إلاّ طَوْعَ خُلاَّني

ما كنتُ مُذْ كنتُ إلاّ طَوْعَ خُلاَّني، ليستْ مؤاخذة ُ الإخوانِ منْ شاني
يَجْني الخَليلُ، فأسْتَحلي جِنَايَتَهُ حتى أدلَّ على عفوي وإحساني
وَيُتْبِعُ الذّنْبَ ذَنْباً حِينَ يَعرِفُني عَمداً، وَأُتْبِعُ غُفرَاناً بِغُفْرَانِ
يَجْني عَليّ وَأحْنُو، صَافِحاً أبَداً، لا شَيءَ أحسَنُ مِنْ حانٍ على جَانِ

بَني زُرَارَة َ لَوْ صَحَتْ طَرَائِقُكُمْ

بَني زُرَارَة َ لَوْ صَحَتْ طَرَائِقُكُمْ لكنتمُ عندنا في المنزلِ الداني
لكنْ جهلتهمْ لدينا حقَّ أنفسكمْ ، وَبَاعَ بَائِعُكُمْ رِبْحاً بِخُسْرَانِ
فإنْ تكونوا براءً ، منْ جنايتهِ ؛ فإنَّ منْ رفدَ الجاني هوَ الجاني
ما بالكمْ ! يا أقلَّ اللهُ خيركمُ لا تَغْضَبُونَ لِهَذَا المُوثَقِ العَاني؟
جارٌ نَزَعْنَاهُ قَسْراً في بُيُوتِكُمُ، وَالخَيْلُ تَعْصِبُ فُرْساناً بِفُرْسَانِ
إذْ لاتردونَ عنْ أكنافِ أهلكمُ شوازبَ الخيلِ منْ مثنى ووحدانِ
بـ ” المرج “، إذْ ” أمُّ بسامٍ ” تناشدني : بناتُ عمكَ ! يا “حار بنَ حمدانِ “
فظلتُ أثني صدورَ الخيلِ ساهمة ً بِكُلّ مُضْطَغِنٍ بِالحِقْدِ، مَلآنِ
ونحنُ قومٌ ، إذا عدنا بسيئة ٍ على العشيرة ِ ، أعقبنا بإحسانِ

أتَعُزُّ أنْتَ عَلى رُسُوم مَغَانِ

أتَعُزُّ أنْتَ عَلى رُسُوم مَغَانِ، فأقيمَ للعبراتِ سوقَ هوانِ
فَرْضٌ عَليّ، لِكُلّ دارٍ وَقْفَة ٌ تقضي حقوقَ الدارِ والأجفانِ
لولا تذكر منْ هويتُ بـ ” حاجرٍ “ لم أبكِ فيهِ مواقدَ النيرانِ
ولقدْ أراهُ ، قبيلَ طارقة ِ النوى ، مأوى الحسانِ ، ومنزلَ الضيفانِ
وَمَكَانَ كُلّ مُهَنّدٍ، وَمَجَرَّ كُـ ــلِّ مثقفٍ ، ومجالَ كلِّ حصانِ
نَشَرَ الزّمَانُ عَلَيْهِ، بَعْدَ أنِيسِهِ، حللَ الفناءِ ؛ وكلَّ شيءٍ فانِ ‍!
وَلَقَدْ وَقَفْتُ فَسَرّني مَا سَاءَني فيهِ ، وأضحكني الذي أبكاني
ورأيتُ في عرصاتهِ مجموعة ً أسدَ الشرى ، وربائبِ الغزلانِ
يَا وَاقِفَانِ، مَعِي، عَلى الدّارِ اطلُبا غَيرِي لهَا، إنْ كُنْتُمَا تَقِفَانِ!
مَنَعَ الوُقُوفَ، على المَنَازِلِ، طارقٌ أمَرَ الدّمُوعَ بِمُقْلَتي وَنَهاني
فَلَهُ، إذا وَنَتِ المَدامِعُ أوْ هَمَتْ، عِصْيَانُ دَمعي، فِيهِ، أوْ عِصْيَاني
إنا لجمعنا البكاءُ ، وكلنا يبكي على شجنٍ منَ الأشجارِ
ولقدْ جعلتُ الحبَّ سترَ مدامعي وَلِغَيرِهِ عَيْنَايَ تَنْهَمِلانِ
أبْكي الأحِبّة َ بِالشّآمِ، وَبَيْنَنَا قُلَلُ الدّرُوبِ وَشَاطِئَا جَيْحَانِ
وَحُسِبْتُ فِيمَا أشْعَلَتْ نِيرَاني مثلي على كنفٍ منَ الأحزانِ
فضلتْ لديَّ مدامعٌ فبكيتُ للـ ـبَاكِي بِهَا، وَوَلِهْتُ لِلْوَلْهَانِ
ما لي جَزِعْتُ مِنَ الخُطُوبِ وَإنّمَا أخَذَ المُهَيْمِنُ بَعْضَ مَا أعطاني
ولقد سررتُ كما غممتُ عشائري زَمَناً، وَهَنّأني الّذِي عَنّاني
وأسرتُ في مجرى خيولي غازياً وحبستُ فيما أشعلتْ نيراني
يرمي بنا ، شطرَ البلادِ ، مشيعٌ صَدْقُ الكَرِيهَة ِ، فائِضُ الإحسانِ
بَلَدٌ، لَعَمْرُكَ، لمْ أزَلْ زَوّارَهُ معَ سيدٍ قرمٍ أغرَّ ، هجانِ
إنّا لَنَلْقى الخَطْبَ فِيكَ وَغَيرَهُ بموفقٍ عندَ الخطوبِ ، معانِِ
وَلَطَالَمَا حَطّمْتُ صَدْرَ مُثَقَّفٍ، وَلَطَالَمَا أرْعَفْتُ أنْفَ سِنَانِ
وَلَطَالَما قُدْتُ الجِيَادَ إلى الوُغى قُبَّ البُطُونِ، طَوِيلَة َ الأرْسَانِ
وأنا الذي ملأَ البسيطة َ كلها ناري ، وطنَّبَ في السماءِ دخاني
إنْ لمْ تكنْ طالتْ سنيَّ فإنَّ لي رأيَ الكُهُولِ وَنَجْدَة َ الشّبَانِ
قَمِنٌ، بِمَا سَاءَ الأعَادِي، مَوْقفي، وَالدّهرُ يَبْرُزُ لي مَعَ الأقْرَانِ
يمضي الزمانُ ، وما ظفرتُ بصاحبٍ إلاَّ ظفرتُ بصاحبٍ خوانِ
يَا دَهْرُ خُنتَ مَعَ الأصَادِقِ خُلّتي وَغَدَرْتَ بي في جُمْلَة ِ الإخْوَانِ
لَكِنّ سَيْفَ الدّوْلَة ِ المَوْلَى الّذِي لمْ أنسهُ وأراهُ لا ينساني
أيُضِيعُني مَنْ لَمْ يَزَلْ ليَ حافِظاً، كَرَماً، وَيَخفِضني الّذِي أعْلاني!
خِدْنُ الوَفَاءِ، وَلا وَفيٌّ غَيْرَهُ، يَرْضَى أُعَاني ضِيقَ حَالَة ِ عَانِ
إنّي أغَارُ عَلى مَكَانيَ أنْ أرَى فيهِ رجالاً لا تسدُ مكاني
أو أنْ تكونَ وقيعة ٌ أو غارة ٌ ما لي بها أثرٌ معَ الفتيانِ
إقرا السلامَ ، على الذينَ سيوفهمْ ـمّا أُحْرِجُوا، عَطَفوا على هَامَانِ
سَيفَ الهُدى من حَدّ سَيفِكَ يُرْتجى يومٌ ، يذلُ الكفرَ للإيمانِ
هَذِي الجُيوشُ، تجيشُ نحوَ بِلادِكم مَحْفُوفَة ً بِالكُفْرِ وَالصُّلْبَانِ
ألبغيُ أكثرُ ما تقلُّ خيولهمْ وَالبَغْيُ شَرُّ مُصَاحِبِ الإنْسَانِ
لَيْسُوا يَنُونَ، فلا تَنُوا في أمرِكُمْ، لاَ ينهضُ الواني لغيرِ الواني
غضباً لدينِ اللهِ أنْ لا تغضبوا لَمْ يَشْتَهِرْ في نَصْرِهِ سَيْفَانِ
حَتى كَأنّ الوَحْيَ فِيكُمْ مُنْزَلٌ، ولكمْ تُخصُ فضائلُ القرآنِ
قَدْ أغضَبُوكُمْ فاغضَبُوا، وَتأهّبُوا لِلْحَرْبِ أُهْبَة َ ثَائِرٍ، غَضْبَانِ
فـ ” بنو كلابٍ ” وهيَ قلٌّ أغضبتْ فدهتْ قبائلُ ” مسهرِ بنِ قنانِ “
وَبَنُو عُبَادٍ، حِينَ أُحْرِجَ حارِثٌ جروا التخالفَ في “بني شيبانِ”
خلُّا ” عدياً ” ، وهوَ صاحبُ ثأرهمْ كَرَماً، وَنَالوا الثّأرَ بابنِ أبَانِ
والمسلمونَ ، بشاطيء “اليرموكِ ” لمـ
وحماة ُ ” هاشمَ ” حينَ أخرجَ صدرها جروا البلاءَ على ” بني مروانِ”
وَالتّغْلَبِيّونَ احْتَمَوْا عَنْ مِثْلِهَا فعدوا على العادينَ بـ ” السُّلاَّنِ “
وبغى على ” عبسٍ ” “حذيفة ُ ” فاشتفتْ مِنهُ صَوَارِمُهُمْ وَمِنْ ذُبْيَانِ
وسراة ُ “بكرٍ ” ، بعدَ ضيقٍ فرقوا جمعَ الأعاجمِ عنْ ” أنوشروانِ “
أبْقَتْ لِبَكْرٍ مَفْخَراً، وَسَمَا لهَا، مِنْ دُونِ قَوْمِهِما، يَزِيدُ وَهَاني
المَانِعِينَ العَنْقَفِيرَ بِطَعْنِهِمْ، والثائرينَ بمقتلِ ” النعمانِ ” ‍!

مَا صَاحِبي إلاّ الّذِي مِنْ بِشْرِهِ

مَا صَاحِبي إلاّ الّذِي مِنْ بِشْرِهِ عُنْوَانُهُ في وَجْهِهِ وَلِسَانِهِ
كَمْ صَاحِبٍ لمْ أَغنِ عَنْ إنْصَافِهِ في عُسْرِهِ، وَغَنِيتُ عَن إحْسَانِهِ

وإنْ ضاقَ الخناقُ حماها

………. علاها ، وإنْ ضاقَ الخناقُ حماها
و ما اشتورتْ إلاَّ وأصبحَ شيخها، وَلا أحْرَبَتْ إلاّ وَكَانَ فَتَاهَا
وَلا ضُرِبَتْ بَينَ القِبَابِ قِبَابُهُ، وأصبحَ مأوى الطارقينَ سواها