مغرمٌ ، مؤلمٌ ، جريحٌ ، أسيرٌ

مغرمٌ ، مؤلمٌ ، جريحٌ ، أسيرٌ إنّ قَلْباً، يُطِيقُ ذا، لَصَبُورُ
وَكَثِيرٌ مِنَ الرّجَالِ حَدِيدٌ، وَكَثِيرٌ مَنَ القُلُوبِ صُخُورُ
قُلْ لِمَنْ حَلّ بِالشّآمِ طَليقاً، بِأبي قَلْبُكَ الطّلِيقُ الأسِيرُ
أنَا أصْبَحْتُ لا أُطِيقُ حَراكاً، كيفَ أصبحتَ أنتَ يا ” منصورُ ” ؟

أتَتْني عَنْكَ أخْبَارُ

أتَتْني عَنْكَ أخْبَارُ، و بانتْ منكَ أسرارُ
وَلاحَتْ لي، مِنَ السّلْوَ ة ِ، آيَاتٌ وَآثَارُ
أرَاهَا مِنْكَ بِالقَلْبِ، و للأحشاءِ أبصارُ
إذا ما بردَ الحبُّ فَمَا تُسْخِنُهُ النّارُ

قَمَرٌ، دُونَ حُسْنِهِ الأقمارُ

قَمَرٌ، دُونَ حُسْنِهِ الأقمارُ، وَكَثِيبٌ مِنَ النّقَا، مُسْتَعَارُ
و غزالٌ فيهِ نفارٌ ، ولاَ بدْ عَ فَمِنْ شِيمَة ِ الظّبَاءِ النّفَارُ
لا أُعَاصِيهِ في اجْتِرَاحِ المَعَاصِي، في هَوَى مِثْلِهِ تَطِيبُ النّارُ
قَد حَذِرْتُ المِلاحَ دَهْراً، وَلكن ساقني ، نحوَ حبهِ ، المقدارُ
كمْ أردتُ السلوَّ فاستعطفتني رقية ٌ منْ رقاكَ يا عيَّـارُ

جنى جانٍ ، وأنتَ عليهِ حانٍ

جنى جانٍ ، وأنتَ عليهِ حانٍ ، وَعَادَ، فَعُدْتَ بِالكَرَمِ الغَزِيرِ
صبرتَ عليهِ حتى جاءَ ، طوعاً ، إلَيْكَ، وَتِلْكَ عَاقِبَة ُ الصّبُورِ
فَإنْ تَكُ عَدْلَة ٌ في الجِسْمِ كَانَتْ فما عدلَ الضميرُ عنِ الضميرِ
و مثلُ ” أبي فراسٍ ” منْ تجافى لَهُ عَنْ فِعْلِهِ، مِثْلُ الأمِيرِ

بكيتُ ، فلما لمْ أرَ الدمعَ نافعي

بكيتُ ، فلما لمْ أرَ الدمعَ نافعي ، رَجَعتُ إلى صَبرٍ، أمَرّ مِنَ الصّبرِ
و قدرتُ أنَّ الصبرَ ، بعدَ فراقهم ، يساعدني ، وقتاً ، فعزيتُ عنْ صبري

ما زالَ معتلجَ الهمومِ بصدرهِ

ما زالَ معتلجَ الهمومِ بصدرهِ حَتى أبَاحَكَ مَا طَوَى مِن سِرّهِ
أضمرتُ حبكَ ، والدموعُ تذيعهُ ، و طويتُ وجدكَ ، والهوى في نشرهِ
تردُ الدموعُ ، لما تجنُّ ضلوعهُ ، تترى إلى وجناتهِ أو نحرهِ
من لي بعطفة ِ ظالمٍ ، منْ شأنهِ نسيانُ مشتغلِ اللسانِ بذكرهِ ؟
يا ليتَ مؤمنهُ سلوى – ما دعتْ ورقُ الحمامِ – مؤمني منْ هجرهِ
منْ لي بردِّ الدمعِ ، قسراً ، والهوى يغدو عليهِ ، مشمراً ، في نصرهِ ؟
أعيا عليَّ أخٌ ، وثقتُ بودهِ ، وَأمِنْتُ في الحَالاتِ عُقْبَى غَدْرِهِ
وَخَبَرْتُ هَذَا الدّهْرَ خِبْرَة َ نَاقِدٍ حتى أنستُ بخيرهِ وبشرهِ
لا أشْتَرِي بَعْدَ التّجَرّبِ صَاحِباً إلا وددتُ بأنني لمْ أشرهِ
منْ كلِّ غدارٍ يقرُّ بذنبهِ فيكونُ أعظمُ ذنبهِ في عذرهِ
ويجيءُ ، طوراً ، ضرهُ في تفعهِ ، جهلاً ، وطوراً ، نفعهُ في ضره
فصبرتُ لمْ أقطعْ حبالَ ودادهُ و سترتُ منهُ ، مااستطعتُ ، بسترهِ
وَأخٍ أطَعْتُ فَمَا رَأى لي طَاعَتي حَتى خَرَجتُ، بأمرِهِ، عَنْ أمرِهِ
و تركتُ حلوَ العيشِ لمْ أحفلْ بهِ لمَّـا رأيتُ أعزَّهُ في مره
وَالمَرْءُ لَيْسَ بِبَالِغٍ في أرْضِهِ، كالصقرِ ليسَ بصائدٍ في وكرهِ
أنفقْ منَ الصبرِ الجميلِ ، فإنهُ لمْ يَخشَ فَقراً مُنْفِقٌ مِنْ صَبرِهِ
واحلمْ وإنْ سفهَ الجليسُ ، وقلْ لهُ حُسْنَ المَقَالِ إذَا أتَاكَ بِهُجْرِهِ
وَأحَبُّ إخْوَاني إليّ أبَشَّهُم بصديقهِ في سرهِ أو جهرهِ
لا خيرَ في برِّ الفتى ما لمْ يكنْ أصفى مشارب برهِ في بشرهِ
ألقى الفتى فأريدُ فائضَ بشرهِ و أجلُّ أنْ أرضى بفائضِ برهٍ
ياربِّ مضطغنِ الفؤادِ ، لقيتهُ بِطَلاقَة ٍ، فَسَلَلْتُ مَا في صَدْرِهِ