و ما كنتُ أخشى أنْ أبيتَ وبيننا

و ما كنتُ أخشى أنْ أبيتَ وبيننا خليجانِ و” الدربُ ” الأشمُّ و” آلسُ “
ولا أنني أستصحبُ الصبرَ ساعة ً ولي عنكَ مناعٌ ودونكَ حابسُ
ينافسني فيكَ الزمانُ وأهلهُ وَكُلُّ زَمَانٍ لي عَلَيْكَ مُنَافِسُ
شرَيتُكَ من دهرِي بذي النّاس كلّهم فلا أنا مَبخُوسٌ وَلا الدّهرُ بَاخِسُ
وَمَلّكتُكَ النّفسَ النّفيسَة طائِعاً، و تبذلُ للمولى النفوسُ النفائسُ
تَشَوّقَني الأهْلُ الكِرَامُ وأوْحَشَتْ مَوَاكِبُ بَعْدِي عِنْدَهُمْ وَمَجالِسُ
وَرُبّتَمَا زَانَ الأمَاجِدَ مَاجِدٌ، وَرُبّتَمَا زَانَ الفَوَارِسَ فَارِسُ!
رفعتُ على الحسادِ نفسي ؛ وهلْ همُ و ما جمعوا لوْ شئتُ إلا فرائسُ ؟
أيدركُ ما أدركتُ إلاَّ ابنُ همة ٍ يُمَارِسُ في كَسبِ العُلى ما أُمارِسُ؟
يضيقُ مكاني عنْ سوايَ لأنني عَلى قِمّة ِ المَجْدِ المُؤثَّلِ جَالِسُ
سبقتُ وقومي بالمكارمِ والعلاَ و إنْ زعمتْ منْ آخرينَ المعاطسُ

سقى ثرى ” حلبٍ ” ما دمتَ ساكنها

سقى ثرى ” حلبٍ ” ما دمتَ ساكنها يا بدرُ ، غيثانِ منهلُّ ومنبجسُ
أسِيرُ عَنهَا وَقَلبي في المُقَامِ بِهَا، كأنّ مُهرِي لِثُقلِ السّيرِ مُحتَبَسُ
هَذا وَلَوْلا الّذي في قَلْبِ صَاحِبِهِ مِنَ البَلابِلِ لمْ يَقْلَقْ بهِ فَرَسُ
كأنّما الأرْضُ والبُلدانُ مُوحشَة ٌ، و ربعها دونهنَّ العامرُ الأنسُ
مثلُ الحصاة ِ التي يرمى بها أبداً إلى السماءِ فترقى ثمَّ تنعكسُ

لِمَنْ أُعاتِبُ؟ ما لي؟ أينَ يُذهَبُ بي؟

لِمَنْ أُعاتِبُ؟ ما لي؟ أينَ يُذهَبُ بي؟ قَدْ صَرّحَ الدّهْرُ لي بِالمَنعِ وَاليَاسِ
أبْغي الوَفَاءَ بِدَهْرٍ لا وَفَاءَ لَهُ، كَأنّني جَاهِلٌ بِالدّهْرِ وَالنّاسِ!

لما رأت أثر السنان بخده

لَمّا رَأتْ أثَرَ السّنَانِ بِخَدّهِظلتْ تقابلهُ بوجهٍ عابسِ ‍
خَلَفَ السّنَانُ بهِ مَوَقِعَ لَثْمِهَابئسَ الخلافة ُ للمحبِّ البائسِ ‍
أبيات شعر أبو فراس الحمداني

ما أنسَ قولتهنَّ ، يومَ لقينني

ما أنسَ قولتهنَّ ، يومَ لقينني : ” أزرى السنانُ بوجهِ هذا البائسِ! “
قالتْ لهنَّ ، وأنكرتْ ما قلنهُ : أجَمِيعُكُنّ عَلى هَوَاهُ مُنَافِسِي؟
إني ليعجبني ، إذا عاينتهُ ، أثرُ السنانِ بصحنِ خدِّ الفارسِ

المَرْءُ رَهْنُ مَصَائِبٍ لا تَنْقَضِي

المَرْءُ رَهْنُ مَصَائِبٍ لا تَنْقَضِي حَتى يُوَارَى جِسْمُهُ في رَمْسِهِ
فَمُؤجَّلٌ يَلقَى الرّدى في أهلِهِ، وَمُعَجَّلٌ يَلقَى الرّدى في نَفسِهِ