تَاللَهِ لا يَذهَبُ شَيخي باطِلا ~ حَتّى أُبيرَ مالِكاً وَكاهِلا
القاتِلينَ المَلِكَ الحُلاحِلا ~ خَيرَ مَعَدٍّ حَسَباً وَنائِلا
يا لَهفَ هِندٍ إِذ خَطِئنَ كاهِلا ~ نَحنُ جَلَبنا القُرَّحَ القَوافِلا
يَحمِلنَنا وَالأَسَلَ النَواهِلا ~ مُستَفرَماتٍ بِالحَصى جَوافِلا
تَستَنفِرِ الأَواخِرُ الأَوائِلا
أَلا قَبَّحَ اللَهُ البَراجِمَ كُلَّها
وَجَدَّعَ يَربوعاً وَعَفَّرَ دارِمَا
وَآثَرَ بِالمِلحاةِ آلَ مُجاشِعٍ
رِقابَ إِماءٍ يَقتَنينَ المَفارِما
فَما قاتَلوا عَن رَبِّهِم وَرَبيبِهِم
وَلا آذَنوا جاراً فَيَظفَرَ سالِما
وَما فَعَلوا فِعلَ العُوَيرِ بِجارِهِ
لَدى بابِ هِندٍ إِذ تَجَرَّدَ قائِما
غَشيتُ دِيارَ الحَيِّ بِالبَكَراتِ
فَعارِمَةٍ فَبَرقَةِ العِيَراتِ
فَغَولٍ فَحِلّيتٍ بِأَكنافِ مُنعَجٍ
إِلى عاقِلٍ فَالجُبِّ ذي الأَمَراتِ
ظَلَلتُ رِدائي فَوقَ رَأسِيَ قاعِداً
أَعُدُّ الحَصى ما تَنقَضي عَبَراتي
أَعِنّي عَلى التَهمامِ وَالذِكَراتِ
يَبِتنَ عَلى ذي الهَمِّ مُعتَكِراتِ
بِلَيلِ التَمامِ أَو وَصَلنَ بِمِثلِهِ
مُقايَسَةً أَيّامُها نَكِراتِ
كَأَنّي وَرِدفي وَالقِرابَ وَنُمرُقي
عَلى ظَهرِ عيرٍ وارِدِ الخَبِراتِ
أَرَنَّ عَلى حُقبٍ حَيالٍ طَروقَةٍ
كَذَودِ الأَجيرِ الأَربَعِ الأَشَراتِ
عَنيفٍ بِتَجميعِ الضَرائِرِ فاحِشٍ
شَتيمٍ كَذِلقِ الزُجِّ ذي ذَمَراتِ
وَيَأكُلنَ بُهمى جَعدَةً حَبَشِيَّةً
وَيَشرَبنَ بَردَ الماءِ في السَبَراتِ
فَأَورَدَها ماءً قَليلاً أَنيسُهُ
يُحاذِرنَ عَمراً صاحِبَ القُتُراتِ
تَلِثُّ الحَصى لَثّاً بِسُمرٍ رَزينَةٍ
مَوازِنَ لا كُزمٍ وَلا مَعِراتِ
وَيُرخينَ أَذناباً كَأَنَّ فُروعَها
عُرا خِلَلٍ مَشهورَةٍ ضَفِراتِ
وَعَنسٍ كَأَلواحِ الإِرانِ نَسَأتُها
عَلى لاحِبٍ كَالبُردِ ذي الحَبَراتِ
فَغادَرتُها مِن بَعدِ بُدنِ رَذِيَّةٍ
تُغالي عَلى عوجٍ لَها كَدِناتِ
وَأَبيَضَ كَالمِخراقِ بَلَّيتُ حَدَّهُ
وَهَبَّتَهُ في الساقِ وَالقَصَراتِ
أَلا إِنَّ قَوماً كُنتُمُ أَمسَ دونَهُم
هُمُ مَنَعوا جاراتِكُم آلَ غُدرانِ
عُوَيرٌ وَمَن مِثلُ العُوَيرِ وَرَهطِهِ
وَأَسعَدَ في لَيلِ البَلابِلِ صَفوانِ
ثِيابُ بَني عَوفٍ طَهارى نَقِيَّةٌ
وَأَوجُهُهُم عِندَ المُشاهِدِ غِرّانِ
هُمُ أَبلَغوا الحَيَّ المُضَلَّلَ أَهلَهُم
وَساروا بِهِم بَينَ العِراقِ وَنَجرانِ
فَقَد أَصبَحوا وَاللَهِ أَصفاهُمُ بِهِ
أَبَرَّ بِميثاقٍ وَأَوفى بِجِيرانِ
أَلا إِلّا تَكُن إِبِلٌ فَمِعزى
كَأَنَّ قُرونَ جُلَّتِها العِصِيُّ
وَجادَ لَها الرَبيعُ بِواقِصاتٍ
فَآرامٍ وَجادَ لَها الوَلِيُّ
إِذا مُشَّت حَوالِبُها أَرَنَّت
كَأَنَّ الحَيَّ صَبَّحَهُم نَعِيُّ
تَروحُ كَأَنَّها مِمّا أَصابَت
مُعَلَّقَةٌ بِأَحقَيها الدُلِيُّ
فَتوسِعُ أَهلَها أَقِطاً وَسَمناً
وَحَسبُكَ مِن غِنى شِبعٌ وَرِيُّ
جَزَعتُ وَلَم أَجزَع مِنَ البَينِ مَجزَعا
وَعَزَّيتُ قَلباً بِالكَواعِبِ مولَعا
وَأَصبَحتُ وَدَّعتُ الصِبا غَيرَ أَنَّني
أُراقِبُ خُلّاتٍ مِنَ العَيشِ أَربَعا
فَمِنهُنَّ قَولي لِلنَدامى تَرَفَّقوا
يُداجونَ نَشّاجاً مِنَ الخَمرِ مُترَعا
وَمِنهُنَّ رَكضُ الخَيلِ تَرجُمُ بِالقَنا
يُبادِرنَ سِرباً آمِناً أَن يُفَزَّعا
وَمِنهُنَّ نَصُّ العيسِ وَاللَيلُ شامِلٌ
تَيَمَّمُ مَجهولاً مِنَ الأَرضِ بَلقَعا
خَوارِجَ مِن بَرِّيَّةٍ نَحوَ قَريَةٍ
يُجَدِّدنَ وَصلاً أَو يُقَرِّبنَ مَطمَعا
وَمِنهُنَّ سَوْقي الخودِ قَد بَلَّها النَّدى
تُراقِبُ مَنظومَ التَمائِمِ مُرضَعا
تَعِزُّ عَلَيها رَيبَتي وَيَسوؤُها
بُكاهُ فَتَثني الجيدَ أَن يَتَضَرَّعا
بَعَثتُ إِلَيها وَالنُجومُ طَوالِعٌ
حِذاراً عَلَيها أَن تَقومَ فَتُسمَعا
فَجاءَت قُطوفَ المَشيِ هَيّابَةَ السُرى
يُدافِعُ رُكناها كَواعِبَ أَربَعا
يُزَجِّينَها مَشيَ النَزيفِ وَقَد جَرى
صُبابُ الكَرى في مُخِّها فَتَقَطَّعا
تَقولُ وَقَد جَرَّدتُها مِن ثِيابِها
كَما رُعتَ مَكحولَ المَدامِعِ أَتلَعا
وَجَدِّكَ لَو شَيءٌ أَتانا رَسولُهُ
سِواكَ وَلَكِن لَم نَجِد لَكَ مَدفَعا
فَبِتنا تَصُدُّ الوَحشُ عَنّا كَأَنَّنا
قَتيلانِ لَم يَعلَم لَنا الناسُ مَصرَعا
تُجافي عَنِ المَأثورِ بَيني وَبَينَها
وَتُدني عَلَيَّ السابِرِيَّ المُضَلَّعا
إِذا أَخَذَتها هِزَّةُ الرَوعِ أَمسَكَت
بِمَنكِبِ مِقدامٍ عَلى الهَولِ أَروَعا