وبَنِيّةٍ مِنْ خَيْزُرانٍ ضُمّنتْ | بِطّيخَةً نَبَتَتْ بنارٍ في يَدِ |
نَظَمَ الأميرُ لها قِلادَةَ لُؤلُؤٍ | كفِعالِهِ وكَلامِهِ في المَشْهَدِ |
كالكأسِ باشَرَها المِزاجُ فأبرَزَتْ | زَبَداً يَدورُ على شَرابٍ أسْوَدِ |
قصائد العصر العباسي
مجموعة من أروع قصائد العصر العباسي شعراء العصر العباسي وقصائدهم الرائعة هنا.
وسَوْداءَ مَنظومٍ عَلَيها لآلىءٌ
وسَوْداءَ مَنظومٍ عَلَيها لآلىءٌ | لها صُورَةُ البِطّيخِ وهيَ من النّدِّ |
كأنّ بَقايا عَنبَرٍ فوْقَ رَأسِها | طلوعُ رَواعي الشيبِ في الشَعَرِ الجعْدِ |
أتُنكِرُ ما نَطَقْتُ بهِ بَديهاً
أتُنكِرُ ما نَطَقْتُ بهِ بَديهاً | ولَيسَ بمُنْكَرٍ سَبْقُ الجَوادِ |
أُراكِضُ مُعوِصاتِ الشّعرِ قسراً | فأقْتُلُها وغيري في الطّرادِ |
أوَدُّ مِنَ الأيّامِ مَا لا تَوَدُّهُ
أوَدُّ مِنَ الأيّامِ مَا لا تَوَدُّهُ | وَأشكُو إلَيهَا بَيْنَنَا وَهْيَ جُنْدُهُ |
يُباعِدْنَ حِبّاً يَجْتَمِعْنَ وَوَصْلُهُ | فكَيفَ بحِبٍّ يَجْتَمِعنَ وَصَدُّهُ |
أبَى خُلُقُ الدّنْيَا حَبِيباً تُديمُهُ | فَمَا طَلَبي مِنهَا حَبيباً تَرُدّهُ |
وَأسْرَعُ مَفْعُولٍ فَعَلْتَ تَغَيُّراً | تَكَلفُ شيءٍ في طِباعِكَ ضِدّهُ |
رَعَى الله عِيساً فَارَقَتْنَا وَفَوْقَهَا | مَهاً كُلها يُولَى بجَفْنَيْهِ خَدُّهُ |
بوَادٍ بِهِ مَا بالقُلُوبِ كَأنّهُ | وَقَدْ رَحَلُوا جِيدٌ تَنَاثَرَ عِقدُهُ |
إذا سَارَتِ الأحداجُ فَوْقَ نَبَاتِهِ | تَفَاوَحَ مِسكُ الغانِياتِ وَرَنْدُهُ |
وَحالٍ كإحداهُنّ رُمْتُ بُلُوغَهَا | وَمِنْ دونِها غَوْلُ الطريقِ وَبُعدُهُ |
وَأتْعَبُ خَلْقِ الله مَنْ زَادَ هَمُّهُ | وَقَصّرَ عَمّا تَشتَهي النّفس وَجدُهُ |
فَلا يَنحَلِلْ في المَجدِ مالُكَ كُلّهُ | فيَنحَلَّ مَجْدٌ كانَ بالمالِ عَقدُهُ |
وَدَبِّرْهُ تَدْبيرَ الذي المَجْدُ كَفُّهُ | إذا حارَبَ الأعداءَ وَالمَالَ زَنْدُهُ |
فَلا مَجْدَ في الدّنْيَا لمَنْ قَلّ مَالُهُ | وَلا مالَ في الدّنيا لمَنْ قَلّ مَجدُهُ |
وَفي النّاسِ مَنْ يرْضَى بميسورِ عيشِهِ | وَمَرْكوبُهُ رِجْلاهُ وَالثّوْبُ جلدُه |
وَلَكِنّ قَلْباً بَينَ جَنْبَيّ مَا لَهُ | مَدًى يَنتَهي بي في مُرَادٍ أحُدُّهُ |
يَرَى جِسْمَهُ يُكْسَى شُفُوفاً تَرُبُّهُ | فيَختارُ أن يُكْسَى دُرُوعاً تهُدّهُ |
يُكَلّفُني التّهْجيرَ في كلّ مَهْمَهٍ | عَليقي مَرَاعِيهِ وَزَاديَ رُبْدُهُ |
وَأمْضَى سِلاحٍ قَلّدَ المَرْءُ نَفْسَهُ | رَجَاءُ أبي المِسْكِ الكَريمِ وَقصْدُهُ |
هُما ناصِرَا مَنْ خانَهُ كُلُّ ناصِرٍ | وَأُسرَةُ مَنْ لم يُكثِرِ النّسلَ جَدُّهُ |
أنَا اليَوْمَ مِنْ غِلْمانِهِ في عَشيرَةٍ | لَنَا وَالِدٌ مِنْهُ يُفَدّيهِ وُلْدُهُ |
فَمِنْ مَالِهِ مالُ الكَبيرِ وَنَفْسُهُ | وَمِنْ مَالِهِ دَرُّ الصّغِيرِ وَمَهْدُهُ |
نَجُرّ القَنَا الخَطّيّ حَوْلَ قِبَابِهِ | وَتَرْدي بِنا قُبُّ الرّباطِ وَجُرْدُهُ |
وَنَمْتَحِنُ النُّشّابَ في كلّ وَابِلٍ | دَوِيُّ القِسِيّ الفَارِسِيّةِ رَعْدُهُ |
فإنْ لا تَكُنْ مصرُ الشَّرَى أوْ عَرِينَه | فإنّ الذي فيهَا منَ النّاسِ أُسدُهُ |
سَبَائِكُ كافُورٍ وَعِقْيانُهُ الذي | بصُمّ القَنَا لا بالأصَابعِ نَقْدُهُ |
بَلاهَا حَوَالَيْهِ العَدُوُّ وَغَيْرُهُ | وَجَرّبَهَا هَزْلُ الطّرَادِ وَجِدّهُ |
أبو المِسْكِ لا يَفْنى بذَنْبِكَ عفوُهُ | وَلَكِنّهُ يَفْنى بعُذْرِكَ حِقدُهُ |
فَيَا أيّها المَنْصُورُ بالجَدّ سَعْيُهُ | وَيَا أيّها المَنْصُورُ بالسّعيِ جَدّهُ |
تَوَلّى الصِّبَى عَنّي فأخلَفتَ طِيبَهُ | وَمَا ضَرّني لمّا رَأيْتُكَ فَقدُهُ |
لَقَدْ شَبّ في هذا الزّمانِ كُهُولُهُ | لَدَيْكَ وَشابَتْ عندَ غَيرِكَ مُرْدُهُ |
ألا لَيْتَ يَوْمَ السّيرِ يُخبرُ حَرُّهُ | فَتَسْألَهُ وَاللّيْلَ يُخْبرُ بَرْدُهُ |
وَلَيْتَكَ تَرْعاني وَحَيرَانُ مُعرِضٌ | فتَعْلَمَ أنّي من حُسامِكَ حَدّهُ |
وَأنّي إذا باشَرْتُ أمراً أُريدُهُ | تَدانَتْ أقاصِيهِ وَهَانَ أشَدُّهُ |
وَمَا زَالَ أهلُ الدّهرِ يَشْتَبِهونَ لي | إلَيْكَ فَلَمّا لُحْتَ لي لاحَ فَرْدُهُ |
يُقالُ إذا أبصَرْتُ جَيْشاً وَرَبَّهُ | أمامكَ رَبٌّ رَبُّ ذا الجيشِ عبدُهُ |
وَألْقَى الفَمَ الضّحّاكَ أعلَمُ أنّهُ | قَريبٌ بذي الكَفّ المُفَدّاةِ عهدُهُ |
فَزَارَكَ مني مَنْ إلَيْكَ اشتِياقُهُ | وَفي النّاسِ إلاّ فيكَ وَحدَكَ زُهدُهُ |
يُخَلِّفُ مَنْ لم يَأتِ دارَكَ غَايَةً | وَيأتي فيَدري أنّ ذلكَ جُهْدُهُ |
فإنْ نِلْتُ ما أمّلْتُ منكَ فرُبّمَا | شَرِبْتُ بمَاءٍ يُعجِزُ الطّيرَ وِرْدُهُ |
وَوَعْدُكَ فِعْلٌ قَبلَ وَعْدٍ لأنّهُ | نَظيرُ فَعَالِ الصّادِقِ القوْلِ وَعدُهُ |
فكنْ في اصْطِناعي مُحسِناً كمُجرِّبٍ | يَبِنْ لَكَ تَقرِيبُ الجَوَادِ وَشَدُّهُ |
إذا كنتَ في شَكٍّ من السّيفِ فابْلُهُ | فإمّا تُنَفّيهِ وَإمّا تُعِدّهُ |
وَمَا الصّارِمُ الهِندِيُّ إلاّ كَغَيرِهِ | إذا لم يُفارِقْهُ النِّجادُ وَغِمْدُهُ |
وَإنّكَ لَلْمَشْكُورُ في كُلّ حالَةٍ | وَلَوْ لم يكُنْ إلاّ البَشاشَةَ رِفْدُهُ |
فكُلُّ نَوَالٍ كانَ أوْ هُوَ كائِنٌ | فلَحظَةُ طَرْفٍ منكَ عنديَ نِدّهُ |
وَإنّي لَفي بَحْرٍ منَ الخَيرِ أصْلُهُ | عَطَاياكَ أرْجُو مَدّهَا وَهيَ مَدُّهُ |
وَمَا رَغْبَتي في عَسْجَدٍ أستَفيدُهُ | وَلَكِنّها في مَفْخَرٍ أسْتَجِدّهُ |
يَجُودُ بِهِ مَن يَفضَحُ الجودَ جودُهُ | وَيحمَدُهُ مَن يَفضَحُ الحمدَ حمدُهُ |
فإنّكَ ما مرّ النُّحُوسُ بكَوْكَبٍ | وَقَابَلْتَهُ إلاّ وَوَجْهُكَ سَعدُهُ |
حَسَمَ الصّلْحُ ما اشتَهَتْهُ الأعادي
حَسَمَ الصّلْحُ ما اشتَهَتْهُ الأعادي | وَأذاعَتْهُ ألْسُنُ الحُسّادِ |
وَأرَادَتْهُ أنْفُسٌ حَالَ تَدْبِيـ | ـرُكَ مَا بَيْنَهَا وَبَينَ المُرَادِ |
صَارَ ما أوْضَعَ المُخِبّونَ فيهِ | مِن عِتابٍ زِيادَةً في الوِدادِ |
وَكَلامُ الوُشَاةِ لَيسَ على الأحْـ | ـبَابِ، سُلطانُهُ على الأضْدادِ |
إنّمَا تُنْجِحُ المَقَالَةُ في المَرْ | ءِ إذا وَافَقَتْ هَوىً في الفُؤادِ |
وَلَعَمْرِي لَقد هُزِزْتَ بمَا قِيـ | ـلَ فأُلْفِيتَ أوْثَقَ الأطْوَادِ |
وَأشَارَتْ بمَا أبَيْتَ رِجَالٌ | كُنتَ أهدَى منهَا إلى الإرْشَادِ |
قد يُصِيبُ الفَتى المُشيرُ وَلم يَجْـ | ـهدْ وَيُشوِي الصّوَابَ بعد اجتهادِ |
نِلْتَ ما لا يُنالُ بالبِيضِ وَالسُّمْـ | ـرِ وَصُنْتَ الأرْوَاحَ في الأجْسَادِ |
وَقَنَا الخَطِّ في مَراكِزِها حَوْ | لَكَ وَالمُرْهَفَاتُ في الأغْمادِ |
ما دَرَوْا إذ رَأوْا فُؤادَكَ فيهِمْ | سَاكِناً أنّ رَأيَهُ في الطّرَادِ |
فَفَدَى رَأيَكَ الذي لم تُفَدْهُ | كُلُّ رَأيٍ مُعَلَّمٍ مُسْتَفَادِ |
وَإذا الحِلْمُ لمْ يَكُنْ عن طِباعٍ | لم يَكُنْ عَن تَقَادُمِ المِيلادِ |
فَبِهَذا وَمِثْلِهِ سُدْتَ يا كا | فُورُ وَاقتَدْتَ كُلّ صَعبِ القِيادِ |
وَأطَاعَ الذي أطَاعَكَ وَالطّا | عَةُ لَيْسَتْ خَلائِقَ الآسَادِ |
إنّمَا أنْتَ وَالِدٌ وَالأبُ القَا | طعُ أحنى من وَاصِلِ الأوْلادِ |
لا عَدا الشرُّ مَن بَغَى لكُما الشرّ | وَخَصّ الفَسَادُ أهلَ الفَسَادِ |
أنتُمَا مَا اتّفَقْتُما الجِسْمُ وَالرّو | حُ فَلا احتَجتُما إلى العُوّادِ |
وَإذا كان في الأنابيبِ خُلْفٌ | وَقَعَ الطّيْشُ في صُدورِ الصِّعادِ |
أشمَتَ الخُلْفُ بالشُّراةِ عِداهَا | وَشَفَى رَبَّ فَارِسٍ من إيَادِ |
وَتَوَلّى بَني اليَزِيدِيّ بالبَصْـ | ـرَةِ حتى تَمَزّقُوا في البلادِ |
وَمُلُوكاً كأمْسِ في القُرْبِ مِنّا | وَكَطَسْمٍ وَأُخْتِها في البعادِ |
بكُمَا بِتُّ عَائِذاً فِيكُمَا مِنْـ | ـهُ وَمن كَيدِ كُلّ باغٍ وَعَادِ |
وَبِلُبّيْكُمَا الأصِيلَينِ أنْ تَفْـ | رُقَ صُمُّ الرّمَاحِ بَينَ الجِيَادِ |
أوْ يَكُونَ الوَليُّ أشْقَى عَدُوٍّ | بالذي تَذخَرَانِهِ مِن عَتَادِ |
هَلْ يَسُرّنَ بَاقِياً بَعْدَ مَاضٍ | مَا تَقُولُ العُداةُ في كلّ نَادِ |
مَنَعَ الوُدُّ وَالرّعَايَةُ وَالسّؤ | دُدُ أنْ تَبْلُغَا إلى الأحْقَادِ |
وَحُقُوقٌ تُرَقّقُ القَلْبَ للقَلْـ | ـبِ وَلَوْ ضُمّنَتْ قُلُوبَ الجَمادِ |
فَغَدَا المُلْكُ باهِراً مَنْ رَآهُ | شَاكِراً ما أتَيْتُمَا مِنْ سَدادِ |
فيهِ أيْديكُمَا عَلى الظّفَرِ الحُلْـ | ـوِ وَأيدي قَوْمٍ عَلى الأكْبَادِ |
هذِهِ دَوْلَةُ المَكارِمِ وَالرّأ | فَةِ وَالمَجْدِ وَالنّدَى وَالأيَادِي |
كَسَفَتْ ساعةً كما تكسِفُ الشّمْـ | ـسُ وَعادَتْ وَنُورُها في ازْدِيادِ |
يَزْحَمُ الدّهرَ رُكنُها عن أذاهَا | بِفَتًى مَارِدٍ على المُرّادِ |
مُتْلِفٍ مُخْلِفٍ وَفِيٍّ أبِيٍّ | عَالِمٍ حَازِمٍ شُجَاعٍ جَوَادِ |
أجفَلَ النّاسُ عن طَرِيقِ أبي المِسـ | ـكِ وَذَلّتْ لَهُ رِقَابُ العِبَادِ |
كَيْفَ لا يُتْرَكُ الطّرِيقُ لسَيْلٍ | ضَيّقٍ عَنْ أتِيّهِ كُلُّ وَادِ |
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ
عيدٌ بأيّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ | بمَا مَضَى أمْ بأمْرٍ فيكَ تجْديدُ |
أمّا الأحِبّةُ فالبَيْداءُ دونَهُمُ | فَلَيتَ دونَكَ بِيداً دونَهَا بِيدُ |
لَوْلا العُلى لم تجُبْ بي ما أجوبُ بهَا | وَجْنَاءُ حَرْفٌ وَلا جَرْداءُ قَيْدودُ |
وَكَانَ أطيَبَ مِنْ سَيفي مُعانَقَةً | أشْبَاهُ رَوْنَقِهِ الغِيدُ الأمَاليدُ |
لم يَترُكِ الدّهْرُ مِنْ قَلبي وَلا كبدي | شَيْئاً تُتَيّمُهُ عَينٌ وَلا جِيدُ |
يا سَاقِيَيَّ أخَمْرٌ في كُؤوسكُما | أمْ في كُؤوسِكُمَا هَمٌّ وَتَسهيدُ؟ |
أصَخْرَةٌ أنَا، ما لي لا تُحَرّكُني | هَذِي المُدامُ وَلا هَذي الأغَارِيدُ |
إذا أرَدْتُ كُمَيْتَ اللّوْنِ صَافِيَةً | وَجَدْتُهَا وَحَبيبُ النّفسِ مَفقُودُ |
ماذا لَقيتُ منَ الدّنْيَا وَأعْجَبُهُ | أني بمَا أنَا شاكٍ مِنْهُ مَحْسُودُ |
أمْسَيْتُ أرْوَحَ مُثْرٍ خَازِناً وَيَداً | أنَا الغَنيّ وَأمْوَالي المَوَاعِيدُ |
إنّي نَزَلْتُ بكَذّابِينَ، ضَيْفُهُمُ | عَنِ القِرَى وَعَنِ الترْحالِ محْدُودُ |
جودُ الرّجالِ من الأيدي وَجُودُهُمُ | منَ اللّسانِ، فَلا كانوا وَلا الجُودُ |
ما يَقبضُ المَوْتُ نَفساً من نفوسِهِمُ | إلاّ وَفي يَدِهِ مِنْ نَتْنِهَا عُودُ |
أكُلّمَا اغتَالَ عَبدُ السّوْءِ سَيّدَهُ | أوْ خَانَهُ فَلَهُ في مصرَ تَمْهِيدُ |
صَارَ الخَصِيّ إمَامَ الآبِقِينَ بِهَا | فالحُرّ مُسْتَعْبَدٌ وَالعَبْدُ مَعْبُودُ |
نَامَتْ نَوَاطِيرُ مِصرٍ عَنْ ثَعَالِبِها | فَقَدْ بَشِمْنَ وَما تَفنى العَنَاقيدُ |
العَبْدُ لَيْسَ لِحُرٍّ صَالِحٍ بأخٍ | لَوْ أنّهُ في ثِيَابِ الحُرّ مَوْلُودُ |
لا تَشْتَرِ العَبْدَ إلاّ وَالعَصَا مَعَهُ | إنّ العَبيدَ لأنْجَاسٌ مَنَاكِيدُ |
ما كُنتُ أحْسَبُني أحْيَا إلى زَمَنٍ | يُسِيءُ بي فيهِ عَبْدٌ وَهْوَ مَحْمُودُ |
ولا تَوَهّمْتُ أنّ النّاسَ قَدْ فُقِدوا | وَأنّ مِثْلَ أبي البَيْضاءِ مَوْجودُ |
وَأنّ ذا الأسْوَدَ المَثْقُوبَ مَشْفَرُهُ | تُطيعُهُ ذي العَضَاريطُ الرّعاديد |
جَوْعانُ يأكُلُ مِنْ زادي وَيُمسِكني | لكَيْ يُقالَ عَظيمُ القَدرِ مَقْصُودُ |
وَيْلُمِّهَا خُطّةً وَيْلُمِّ قَابِلِهَا | لِمِثْلِها خُلِقَ المَهْرِيّةُ القُودُ |
وَعِنْدَها لَذّ طَعْمَ المَوْتِ شَارِبُهُ | إنّ المَنِيّةَ عِنْدَ الذّلّ قِنْديدُ |
مَنْ عَلّمَ الأسْوَدَ المَخصِيّ مكرُمَةً | أقَوْمُهُ البِيضُ أمْ آبَاؤهُ الصِّيدُ |
أمْ أُذْنُهُ في يَدِ النّخّاسِ دامِيَةً | أمْ قَدْرُهُ وَهْوَ بالفِلْسَينِ مَرْدودُ |
أوْلى اللّئَامِ كُوَيْفِيرٌ بمَعْذِرَةٍ | في كلّ لُؤمٍ، وَبَعضُ العُذرِ تَفنيدُ |
وَذاكَ أنّ الفُحُولَ البِيضَ عاجِزَةٌ | عنِ الجَميلِ فكَيفَ الخِصْيةُ السّودُ؟ |