| فَارَقْتُكُمْ فإذا ما كانَ عِندكُمُ | قَبلَ الفِراقِ أذًى بَعدَ الفراقِ يَدُ |
| إذا تَذكّرْتُ ما بَيني وَبَيْنَكُمُ | أعانَ قَلبي على الشّوْقِ الذي أجِدُ |
قصائد العصر العباسي
مجموعة من أروع قصائد العصر العباسي شعراء العصر العباسي وقصائدهم الرائعة هنا.
أهلاً بدارٍ سباك أغْيدُها
| أهلاً بدارٍ سباك أغْيدُها | أبعد ما بان عنك خُرَّدُها |
| ظِلْتَ بِهَا تَنْطَوِي عَلى كَبِدٍ | نَضِيجَةٍ فَوْقَ خِلْبِهَا يَدُهَا |
| يَا حَادِيَيْ عيسِهَا وَأحْسَبُني | أُوجَدُ مَيْتاً قُبَيْلَ أفْقِدُهَا |
| قِفَا قَليلاً بها عَليّ فَلا | أقَلّ مِنْ نَظْرَةٍ أُزَوَّدُهَا |
| فَفي فُؤادِ المُحِبّ نَارُ جَوًى | أحَرُّ نَارِ الجَحيمِ أبْرَدُهَا |
| شَابَ مِنَ الهَجْرِ فَرْقُ لِمّتِهِ | فَصَارَ مِثْلَ الدّمَقْسِ أسْوَدُهَا |
| يَا عَاذِلَ العَاشِقِينَ دَعْ فِئَةً | أضَلّهَا الله كَيفَ تُرْشِدُهَا |
| لَيْسَ يُحِيكُ المَلامُ في هِمَمٍ | أقْرَبُهَا مِنْكَ عَنْكَ أبْعَدُهَا |
| بِئْسَ اللّيَالي سَهِدْتُ مِنْ طَرَبٍ | شَوْقاً إلى مَنْ يَبِيتُ يَرْقُدُهَا |
| أحْيَيْتُهَا وَالدّمُوعُ تُنْجِدُني | شُؤونُهَا وَالظّلامُ يُنْجِدُهَا |
| لا نَاقَتي تَقْبَلُ الرّدِيفَ وَلا | بالسّوْطِ يَوْمَ الرّهَانِ أُجْهِدُهَا |
| شِرَاكُهَا كُورُهَا وَمِشْفَرُهَا | زِمَامُهَا وَالشُّسُوعُ مِقْوَدُهَا |
| أشَدُّ عَصْفِ الرّيَاحِ يَسْبُقُهُ | تَحْتيَ مِنْ خَطْوِهَا تَأوّدُهَا |
| في مِثْلِ ظَهْرِ المِجَنّ مُتّصِلٍ | بمِثْلِ بَطْنِ المِجَنّ قَرْدَدُهَا |
| مُرْتَمِياتٌ بِنَا إلى ابنِ عُبَيْـ | ـدِ الله غِيطَانُهَا وَفَدْفَدُهَا |
| إلى فَتًى يُصْدِرُ الرّمَاحَ وَقَدْ | أنْهَلَهَا في القُلُوبِ مُورِدُهَا |
| لَهُ أيَادٍ إليّ سَابِقَةٌ | أعُدّ مِنْهَا وَلا أُعَدّدُهَا |
| يُعْطي فَلا مَطْلَةٌ يُكَدّرُهَا | بِهَا وَلا مَنّةٌ يُنَكّدُهَا |
| خَيْرُ قُرَيْشٍ أباً وَأمْجَدُهَا | أكثَرُهَا نَائِلاً وَأجْوَدُهَا |
| أطْعَنُهَا بالقَنَاةِ أضْرَبُهَا | بالسّيْفِ جَحْجاحُهَا مُسَوَّدُهَا |
| أفْرَسُهَا فَارِساً وَأطْوَلُهَا | بَاعاً وَمِغْوَارُهَا وَسَيّدُهَا |
| تَاجُ لُؤيّ بنِ غَالِبٍ وَبِهِ | سَمَا لَهَا فَرْعُهَا وَمَحْتِدُهَا |
| شَمْسُ ضُحَاهَا هِلالُ لَيلَتِهَا | دُرُّ تَقَاصِيرِهَا زَبَرْجَدُهَا |
| يَا لَيْتَ بي ضَرْبَةً أُتيحَ لهَا | كمَا أُتِيحَتْ لَهُ مُحَمّدُهَا |
| أثّرَ فِيهَا وَفي الحَدِيدِ ومَا | أثّرَ في وَجْهِهِ مُهَنّدُهَا |
| فَاغْتَبَطَتْ إذْ رَأتْ تَزَيّنَهَا | بِمِثْلِهِ وَالجِرَاحُ تَحْسُدُهَا |
| وَأيْقَنَ النّاسُ أنّ زَارِعَهَا | بالمَكْرِ في قَلْبِهِ سَيَحْصِدُهَا |
| أصْبَحَ حُسّادُهُ وَأنْفُسُهُمْ | يُحْدِرُهَا خَوْفُهُ وَيُصْعِدُهَا |
| تَبْكي علَى الأنْصُلِ الغُمُودُ إذَا | أنْذَرَهَا أنّهُ يُجَرِّدُهَا |
| لِعِلْمِهَا أنّهَا تَصِيرُ دَماً | وَأنّهُ في الرّقَابِ يُغْمِدُهَا |
| أطْلَقَهَا فَالعَدُوّ مِنْ جَزَعٍ | يَذُمّهَا وَالصّدِيقُ يَحْمَدُهَا |
| تَنْقَدِحُ النّارُ مِنْ مَضارِبِهَا | وَصَبُّ مَاءِ الرّقابِ يُخْمِدُهَا |
| إذَا أضَلّ الهُمَامُ مُهْجَتَهُ | يَوْماً فَأطْرَافُهُنّ تَنْشُدُهَا |
| قَدْ أجْمَعَتْ هَذِهِ الخَلِيقَةُ لي | أنّكَ يا ابنَ النّبيّ أوْحَدُهَا |
| وأنّكَ بالأمْسِ كُنْتَ مُحْتَلِماً | شَيْخَ مَعَدٍّ وَأنْتَ أمْرَدُهَا |
| وَكَمْ وَكَمْ نِعْمَةٍ مُجَلِّلَةٍ | رَبّيْتَهَا كانَ مِنْكَ مَوْلِدُهَا |
| وَكَمْ وَكَمْ حَاجَةٍ سَمَحْتَ بهَا | أقْرَبُ منّي إليّ مَوْعِدُهَا |
| وَمَكْرُمَاتٍ مَشَتْ علَى قَدَمِ الْـ | ـبِرّ إلى مَنْزِلي تُرَدّدُهَا |
| أقَرّ جِلْدي بهَا عَليّ فَلا | أقْدِرُ حَتّى المَمَاتِ أجْحَدُهَا |
| فَعُدْ بهَا لا عَدِمْتُهَا أبَداً | خَيْرُ صِلاتِ الكَرِيمِ أعْوَدُهَا |
كمْ قَتيلٍ كمَا قُتِلْتُ شَهيدِ
| كمْ قَتيلٍ كمَا قُتِلْتُ شَهيدِ | لِبَياضِ الطُّلَى وَوَرْدِ الخُدودِ |
| وَعُيُونِ المَهَا وَلا كَعُيُونٍ | فَتَكَتْ بالمُتَيَّمِ المَعْمُودِ |
| دَرَّ دَرُّ الصَّبَاءِ أيّامَ تَجْرِيـ | ـرِ ذُيُولي بدارِ أثْلَةَ عُودِي |
| عَمْرَكَ الله! هَلْ رَأيتَ بُدوراً | طَلَعَتْ في بَراقِعٍ وعُقُودِ |
| رَامِياتٍ بأسْهُمٍ رِيشُها الهُدْ | بُ تَشُقّ القُلوبَ قبلَ الجُلودِ |
| يَتَرَشّفْنَ مِنْ فَمي رَشَفَاتٍ | هُنّ فيهِ أحْلى مِنَ التّوْحيدِ |
| كُلُّ خُمْصَانَةٍ أرَقُّ منَ الخَمْـ | ـرِ بقَلْبٍ أقسَى مِنَ الجُلْمُودِ |
| ذاتِ فَرْعٍ كأنّما ضُرِبَ العَنْـ | ـبَرُ فيهِ بمَاءِ وَرْدٍ وَعُودِ |
| حالِكٍ كالغُدافِ جَثْلٍ دَجُو | جيٍّ أثيثٍ جَعْدٍ بلا تَجْعِيدِ |
| تَحْمِلُ المِسْكَ عن غَدائرِها الرّيـ | ـحُ وَتَفْتَرُّ عَن شَنيبٍ بَرُودِ |
| جَمَعَتْ بينَ جسْمِ أحمَدَ والسّقْـ | ـمِ وَبَينَ الجُفُونِ وَالتّسْهِيدِ |
| هَذِهِ مُهْجَتي لَدَيْكِ لحَيْني | فانْقُصِي مِنْ عَذابِها أوْ فَزيدي |
| أهْلُ ما بي منَ الضّنَى بَطَلٌ صِيـ | ـدَ بتَصْفيفِ طُرّةٍ وبجيدِ |
| كُلُّ شيءٍ مِنَ الدّماءِ حَرامٌ | شُرْبُهُ مَا خَلا ابْنَةَ العُنْقُودِ |
| فاسْقِنيهَا فِدًى لعَيْنَيْكَ نَفسي | مِنْ غَزَالٍ وَطارِفي وَتليدي |
| شَيْبُ رَأسِي وَذِلّتي ونُحولي | وَدُمُوعي عَلى هَوَاكَ شُهُودي |
| أيّ يَوْمٍ سَرَرْتَني بوِصالٍ | لمْ تَرُعْني ثَلاثَةً بِصُدُودِ |
| مَا مُقامي بأرْضِ نَخْلَةَ إلاّ | كمُقامِ المَسيحِ بَينَ اليَهُودِ |
| مَفْرَشِي صَهْوَةُ الحِصانِ وَلَكِـ | ـنّ قَميصِي مسرُودَةٌ مِنْ حَديدِ |
| لأمَةٌ فاضَةٌ أضَاةٌ دِلاصٌ | أحْكَمَتْ نَسْجَها يَدَا داوُدِ |
| أينَ فَضْلي إذا قَنِعْتُ منَ الدّهْـ | ـرِ بعَيْشٍ مُعَجَّلِ التّنكيدِ |
| ضاقَ صَدري وطالَ في طَلبِ الرّزْ | قِ قيامي وَقَلّ عَنهُ قُعُودِي |
| أبَداً أقْطَعُ البِلادَ وَنَجْمي | في نُحُوسٍ وَهِمّتي في سُعُودِ |
| وَلَعَلّي مُؤمّلٌ بَعْضَ مَا أبْـ | ـلُغُ باللّطْفِ من عَزيزٍ حَميدِ |
| لِسَرِيٍّ لِباسُهُ خَشِنُ القُطْـ | ـنِ وَمَرْوِيّ مَرْوَ لِبْسُ القُرُودِ |
| عِشْ عزيزاً أوْ مُتْ وَأنتَ كَرِيمٌ | بَينَ طَعْنِ القَنَا وَخَفْقِ البُنُودِ |
| فَرُؤوسُ الرّمَاحِ أذْهَبُ للغَيْـ | ـظِ وَأشفَى لِغلّ صَدرِ الحَقُودِ |
| لا كَما قد حَيِيتَ غَيرَ حَميدٍ | وإذا مُتَّ مُتَّ غَيْرَ فَقيدِ |
| فاطْلُبِ العِزّ في لَظَى وَدَعِ الذّ | لّ وَلَوْ كانَ في جِنانِ الخُلُودِ |
| يُقْتَلُ العاجِزُ الجَبَانُ وقَدْ يَعـ | ـجِزُ عَن قَطْع بُخْنُقِ المَولودِ |
| وَيُوَقَّى الفَتى المِخَشُّ وقَدْ خوّ | ضَ في ماءِ لَبّةِ الصّنْديدِ |
| لا بقَوْمي شَرُفْتُ بل شَرُفُوا بي | وَبنَفْسِي فَخَرْتُ لا بجُدودِي |
| وبهمْ فَخْرُ كلّ مَنْ نَطَقَ الضّا | دَ وَعَوْذُ الجاني وَغَوْثُ الطّريدِ |
| إنْ أكُنْ مُعجَباً فعُجبُ عَجيبٍ | لمْ يَجدْ فَوقَ نَفْسِهِ من مَزيدِ |
| أنَا تِرْبُ النّدَى وَرَبُّ القَوَافي | وَسِمَامُ العِدَى وغَيظُ الحَسودِ |
| أنَا في أُمّةٍ تَدارَكَهَا اللّـ | ـهُ غَريبٌ كصَالِحٍ في ثَمودِ |
أقْصِرْ فَلَسْتَ بزائِدي وُدّا
| أقْصِرْ فَلَسْتَ بزائِدي وُدّا | بَلَغَ المَدَى وَتَجاوَزَ الحَدَّا |
| أرْسَلْتَها مَمْلُوءَةً كَرَماً | فَرَدَدْتُها مَمْلُوءَةً حَمْدَا |
| جاءَتْكَ تَطْفَحُ وَهيَ فَارِغَةٌ | مَثْنَى بهِ وَتَظُنّهَا فَرْدَا |
| تَأبَى خَلائِقُكَ التي شَرُفَتْ | ألاّ تَحِنّ وَتَذْكُرَ العَهْدَا |
| لَوْ كُنْتَ عَصراً مُنْبِتاً زَهَراً | كُنْتَ الرّبيعَ وكانَتِ الوَرْدَا |
الْيَوْمَ عَهدُكُمُ فأينَ المَوْعِدُ؟
| الْيَوْمَ عَهدُكُمُ فأينَ المَوْعِدُ؟ | هَيهاتِ ليسَ ليَوْمِ عَهدِكُمُ غَدُ |
| ألمَوْتُ أقرَبُ مِخْلَباً من بَيْنِكُمْ | وَالعَيشُ أبعَدُ منكُمُ لا تَبعُدُوا |
| إنّ التي سفَكَتْ دَمي بجُفُونِها | لم تَدْرِ أنّ دَمي الذي تَتَقَلّدُ |
| قالَتْ وقَد رَأتِ اصْفِراري من بهِ | وَتَنَهّدَتْ فأجَبْتُها المُتَنَهِّدُ |
| فَمَضَتْ وقد صَبَغَ الحَياءُ بَياضَهَا | لَوْني كَما صَبَغَ اللُّجَينَ العَسجَدُ |
| فرَأيتُ قَرْنَ الشّمسِ في قمرِ الدّجى | مُتَأوّداً غُصْنٌ بِهِ يَتَأوّدُ |
| عَدَوِيّةٌ بَدَوِيّةٌ مِنْ دُونِهَا | سَلْبُ النّفُوسِ ونارُ حرْبٍ توقَدُ |
| وَهَواجِلٌ وصَواهِلٌ ومَنَاصِلٌ | وذَوابِلٌ وتَوَعّدٌ وتَهَدُّدُ |
| أبْلَتْ مَوَدّتَها اللّيالي بَعْدَنَا | ومَشَى عَلَيها الدّهرُ وهوَ مُقَيَّدُ |
| بَرّحْتَ يا مَرَضَ الجُفُونِ بِمُمرَضٍ | مَرِضَ الطّبيبُ لهُ وَعِيدَ العُوّدُ |
| فَلَهُ بَنُو عَبْدِ العَزيزِ بنِ الرّضَى | ولكُلّ رَكْبٍ عيسُهُمْ والفَدْفَدُ |
| مَن في الأنامِ مِنَ الكِرامِ ولا تَقُلْ | مَن فيكِ شأمُ سوَى شجاعٍ يُقصَدُ |
| أعطى فقُلتُ: لجودِه ما يُقْتَنَى، | وَسَطا فقلتُ: لسَيفِهِ ما يُولَدُ |
| وَتَحَيّرَتْ فيهِ الصّفاتُ لأنّهَا | ألْفَتْ طَرائِقَهُ عَلَيها تَبْعُدُ |
| في كلّ مُعْتَرَكٍ كُلًى مَفْرِيّةٌ | يَذْمُمْنَ منهُ ما الأسِنّةُ تَحمَدُ |
| نِقَمٌ عَلى نِقَمِ الزّمانِ يَصُبّها | نِعَمٌ على النّعَمِ التي لا تُجْحَدُ |
| في شَانِهِ ولِسانِهِ وبَنَانِهِ | وَجَنانِهِ عَجَبٌ لمَنْ يَتَفَقّدُ |
| أسَدٌ دَمُ الأسَدِ الهِزَبْرِ خِضابُهُ | مَوْتٌ فَريصُ المَوْتِ منهُ يُرْعَدُ |
| ما مَنْبِجٌ مُذْ غِبْتَ إلاّ مُقْلَةٌ | سهدتْ وَوَجْهُكَ نوْمُها والإثمِدُ |
| فاللّيلُ حينَ قَدِمْتَ فيها أبْيَضٌ | والصّبْحُ مُنذُ رَحَلْتَ عنها أسوَدُ |
| ما زِلْتَ تَدنو وهْيَ تَعْلُو عِزّةً | حتى تَوَارَى في ثَراها الفَرْقَدُ |
| أرْضٌ لها شَرَفٌ سِواها مِثْلُهَا | لوْ كانَ مثْلُكَ في سِواها يُوجَدُ |
| أبْدَى العُداةُ بكَ السّرورَ كأنّهُمْ | فرِحوا وعِندَهُمُ المُقيمُ المُقْعِدُ |
| قَطّعْتَهُمْ حَسَداً أراهُمْ ما بهِمْ | فَتَقَطّعُوا حَسَداً لمنْ لا يَحسُدُ |
| حتى انْثَنَوْا ولَوْ أنّ حرّ قُلوبهمْ | في قَلْبِ هاجِرَةٍ لَذابَ الجَلْمَدُ |
| نَظَرَ العُلُوجُ فلَمْ يَروْا من حَوْلهم | لمّا رَأوْكَ وقيلَ هذا السّيّدُ |
| بَقيَتْ جُمُوعُهُمُ كأنّكَ كُلّها | وبَقيتَ بَينَهُمُ كأنّكَ مُفْرَدُ |
| لهفَانَ يَستوْبي بكَ الغَضَبَ الوَرَى | لوْ لم يُنَهْنِهْكَ الحِجى والسّؤدُدُ |
| كنْ حيثُ شئتَ تَسِرْ إليكَ رِكابُنا | فالأرْضُ واحِدَةٌ وأنتَ الأوْحَدُ |
| وَصُنِ الحُسامَ ولا تُذِلْهُ فإنّهُ | يَشكُو يَمينَكَ والجَماجمُ تَشهَدُ |
| يَبِسَ النّجيعُ عَلَيْهِ وَهْوَ مُجَرَّدٌ | مِنْ غِمْدِهِ وكأنّما هوَ مُغْمَدُ |
| رَيّانُ لَوْ قَذَفَ الذي أسْقَيْتَهُ | لجَرَى منَ المُهَجاتِ بَحْرٌ مُزْبدُ |
| ما شارَكَتْهُ مَنِيّةٌ في مُهْجَةٍ | إلاّ وشَفْرَتُهُ على يَدِها يَدُ |
| إنّ العَطايا والرّزايا والقَنا | حُلَفاءُ طَيٍّ غَوّرُوا أوْ أنجَدُوا |
| صِحْ يا لَجُلْهُمَةٍ تُجِبْكَ وإنّما | أشفَارُ عَينِكَ ذابِلٌ ومُهَنّدُ |
| من كلّ أكبَرَ مِنْ جِبالِ تِهامَةٍ | قَلْباً ومِنْ جَوْدِ الغَوَادي أجوَدُ |
| يَلْقاكَ مُرْتَدِياً بأحْمَرَ مِنْ دَمٍ | ذَهَبَتْ بخُضرَتِهِ الطُّلَى والأكْبُدُ |
| حتى يُشارَ إلَيكَ: ذا مَوْلاهُمُ | وَهُمُ المَوَالي والخَليقَةُ أعْبُدُ |
| أنّى يَكُونُ أبَا البَرِيّةِ آدَمٌ | وأبوكَ والثّقَلانِ أنْتَ مُحَمّدُ |
| يَفنى الكَلامُ ولا يُحيطُ بفَضْلِكُمْ | أيُحيطُ ما يَفْنى بمَا لا يَنْفَدُ |
أيَا خَدّدَ الله وَرْدَ الخُدودِ
| أيَا خَدّدَ الله وَرْدَ الخُدودِ | وَقَدّ قُدودَ الحِسانِ القُدودِ |
| فَهُنّ أسَلْنَ دَماً مُقْلَتي | وَعَذّبْنَ قَلبي بطُولِ الصّدودِ |
| وكَمْ للهَوَى من فَتًى مُدْنَفٍ | وكَمْ للنّوَى من قَتيلٍ شَهيدِ |
| فوَا حَسْرَتَا ما أمَرّ الفِراقَ | وَأعْلَقَ نِيرانَهُ بالكُبُودِ |
| وأغْرَى الصّبابَةَ بالعاشِقِينَ | وَأقْتَلَهَا للمُحِبّ العَميدِ |
| وَألْهَجَ نَفْسي لغَيرِ الخَنَا | بحُبّ ذَواتِ اللَّمَى والنّهُودِ |
| فكانَتْ وكُنّ فِداءَ الأميرِ | ولا زالَ مِنْ نِعْمَةٍ في مَزيدِ |
| لقَد حالَ بالسّيفِ دونَ الوَعيدِ | وحالَتْ عَطاياهُ دونَ الوُعودِ |
| فأنْجُمُ أمْوالِهِ في النّحُوسِ | وأنْجُمُ سُؤّالِهِ في السّعُودِ |
| ولَوْ لمْ أخَفْ غَيرَ أعْدائِهِ | عَلَيْهِ لَبَشّرْتُهُ بالخُلُودِ |
| رَمَى حَلَباً بِنَواصِي الخُيُولِ | وسُمْرٍ يُرِقْنَ دَماً في الصّعيدِ |
| وبِيضٍ مُسافِرَةٍ ما يُقِمْـ | ـنَ لا في الرّقابِ ولا في الغُمُودِ |
| يَقُدْنَ الفَنَاءَ غَداةَ اللّقاءِ | إلى كلّ جيشٍ كَثيرِ العَديدِ |
| فَوَلّى بأشياعِهِ الخَرْشَنيُّ | كَشاءٍ أحَسّ بِزَأرِ الأسُودِ |
| يَرَوْنَ مِنَ الذّعر صَوْتَ الرّياحِ | صَهيلَ الجِيادِ وخَفْقَ البُنُودِ |
| فَمَنْ كالأميرِ ابنِ بنْتِ الأميـ | ـرِ أوْ مَنْ كآبائِهِ والجُدُودِ |
| سَعَوْا للمَعالي وَهُمْ صبْيَةٌ | وسادوا وجادوا وهُمْ في المُهودِ |
| أمَالِكَ رِقّي ومَنْ شَأنُهُ | هِباتُ اللُّجَينِ وعِتْقُ العَبيدِ |
| دَعَوْتُكَ عِندَ انْقِطاعِ الرّجَا | ءِ والمَوْتُ مني كحَبل الوَريدِ |
| دَعَوْتُكَ لمّا بَراني البَلاءُ | وأوْهَنَ رِجْليّ ثِقْلُ الحَديدِ |
| وقَدْ كانَ مَشيُهُما في النّعالِ | فقَد صارَ مَشيُهُما في القُيُودِ |
| وكنت منَ النّاسِ في مَحْفِلٍ | فَها أنَا في مَحْفِلٍ مِنْ قُرُودِ |
| تُعَجِّلُ فيّ وُجوبَ الحُدودِ | وَحَدّي قُبَيلَ وُجوبِ السّجودِ |
| وقيل: عَدَوْتَ على العالمينَ | بَينَ وِلادي وبَينَ القُعُودِ |
| فَما لَكَ تَقْبَلُ زُورَ الكَلامِ | وقَدْرُ الشّهادَةِ قَدْرُ الشّهُودِ |
| فَلا تَسْمَعَنّ مِنَ الكَاشِحِينَ | وَلا تَعْبَأنّ بِعِجْلِ اليَهُودِ |
| وكنْ فارِقاً بينَ دَعوَى أرَدتُ | وَدَعوَى فَعَلْتُ بشَأوٍ بَعيدِ |
| وفي جُودِ كَفّيْكَ ما جُدْتَ لي | بنَفسي ولوْ كنتُ أشْقَى ثَمُودِ |