اختَرْتُ دَهْمَاءَتَينِ يا مَطَرُ

اختَرْتُ دَهْمَاءَتَينِ يا مَطَرُ وَمَنْ لَهُ في الفَضائلِ الخِيَرُ
وَرُبّمَا فالَتِ العُيُونُ وقَدْ يَصْدُقُ فيهَا وَيكْذِبُ النّظَرُ
أنتَ الذي لَوْ يُعابُ في مَلاَءٍ ما عِيبَ إلاّ بأنّهُ بَشَرُ
وَأنّ إعْطاءَهُ الصّوَارِمُ وَالـ ـخَيْلُ وَسُمْرُ الرّماحِ والعَكَرُ
فاضِحُ أعْدائِهِ كأنّهُمُ لَهُ يَقِلّونَ كُلّمَا كَثُرُوا
أعاذَكَ الله مِنْ سِهَامِهِمِ وَمُخْطِىءٌ مَنْ رَمِيُّهُ القَمَرُ

أنَا بالوُشاةِ إذا ذكَرْتُكَ أشْبَهُ

أنَا بالوُشاةِ إذا ذكَرْتُكَ أشْبَهُ تأتي النّدَى وَيُذاعُ عَنْكَ فَتَكْرَهُ
وَإذا رَأيْتُكَ دونَ عِرْضٍ عَارِضاً أيْقَنْتُ أنّ الله يَبْغي نَصْرَهُ

رِضاكَ رِضايَ الّذي أُوثِرُ

رِضاكَ رِضايَ الّذي أُوثِرُ وَسِرُّكَ سِرّي فَما أُظْهِرُ
كَفَتْكَ المُرُوءَةُ ما تَتّقي وَآمَنَكَ الوُدُّ مَا تَحْذَرُ
وَسِرُّكُمُ في الحَشَا مَيّتٌ إذا أُنْشِرَ السّرُّ لا يُنْشَرُ
كَأنّي عَصَتْ مُقْلَتي فيكُمُ وَكَاتَمَتِ القَلْبَ مَا تُبْصِرُ
وَإفْشَاءُ مَا أنَا مُسْتَوْدَعٌ مِنَ الغَدْرِ وَالحُرُّ لا يَغدُرُ
إذا مَا قَدَرْتُ عَلى نَطْقَةٍ فإنّي عَلى تَرْكِها أقْدَرُ
أُصَرّفُ نَفْسِي كَمَا أشْتَهي وَأمْلِكُهَا وَالقَنَا أحْمَرُ
دَوَالَيْكَ يا سَيْفَهَا دَوْلَةً وَأمْرَكَ يا خَيرَ مَنْ يَأمُرُ
أتَاني رَسُولُكَ مُسْتَعْجِلاً فَلَبّاهُ شِعْرِي الذي أذْخَرُ
وَلَوْ كانَ يَوْمَ وَغىً قاتِماً لَلَبّاهُ سَيْفيَ وَالأشْقَرُ
فَلا غَفَلَ الدّهْرُ عَن أهْلِهِ فإنّكَ عَيْنٌ بهَا يَنْظُرُ

أرى ذلكَ القُرْبَ صارَ ازْوِرارَا

أرى ذلكَ القُرْبَ صارَ ازْوِرارَا وَصارَ طَوِيلُ السّلامِ اختِصارَا
تَرَكْتَنيَ اليَوْمَ في خَجْلَةٍ أمُوتُ مِراراً وَأحْيَا مِرارَا
أُسَارِقُكَ اللّحْظَ مُسْتَحْيِياً وَأزْجُرُ في الخَيلِ مُهري سِرارَا
وَأعْلَمُ أنّي إذا ما اعتَذَرْتُ إلَيْكَ أرَادَ اعْتِذاري اعتِذارَا
كَفَرْتُ مَكارِمَكَ البَاهِرا تِ إنْ كانَ ذلكَ مني اخْتِيارَا
وَلَكِنْ حَمَى الشّعْرَ إلاّ القَليـ ـلَ هَمٌّ حَمَى النّوْمَ إلاّ غِرارَا
وَما أنَا أسقَمْتُ جسمي بِهِ وَلا أنَا أضرَمتُ في القلبِ نَارَا
فَلا تُلزِمَنّي ذُنُوبَ الزّمَانِ، إلَيّ أسَاءَ وَإيّايَ ضَارَا
وَعِنْدي لَكَ الشُّرُدُ السّائِرا تُ لا يختَصِصْنَ منَ الأرْضِ دارَا
قَوَافٍ إذا سِرْنَ عَنْ مِقْوَلي وَثَبْنَ الجِبالَ وَخُضْنَ البِحارَا
وَلي فيكَ مَا لم يَقُلْ قَائِلٌ وَمَا لم يَسِرْ قَمَرٌ حَيثُ سَارَا
فَلَوْ خُلِقَ النّاسُ منْ دَهرِهِمْ لَكانُوا الظّلامَ وَكنتَ النّهارَا
أشَدُّهُمُ في النّدَى هِزّةً وَأبْعَدُهُمْ في عَدُوٍّ مُغَارَا
سَمَا بكَ هَمّيَ فوْقَ الهُمومِ فَلَسْتُ أعُدُّ يَسَاراً يَسَارَا
وَمَنْ كنتَ بَحْراً لَهُ يا عَليُّ لَمْ يَقْبَلِ الدُّرَّ إلاّ كِبَارَا

الصوم والفطر والأعياد والعصر

الصّوْمُ وَالفِطْرُ وَالأعْيادُ وَالعُصُرُ مُنيرَةٌ بكَ حتى الشّمسُ والقَمَرُ
تُرِي الأهِلّةَ وَجْهاً عَمَّ نَائِلُهُ فَما يُخَصُّ بهِ من دُونِها البَشَرُ
ما الدّهرُ عندَكَ إلاّ رَوْضَةٌ أُنُفٌ يا مَنْ شَمَائِلُهُ في دَهْرِهِ زَهَرُ
مَا يَنتَهي لكَ في أيّامِهِ كَرَمٌ فَلا انْتَهَى لكَ في أعْوامِهِ عُمُرُ
فإنّ حَظّكَ من تَكرارِها شَرَفٌ وَحَظَّ غَيرِكَ منها الشّيبُ والكِبَرُ

ظُلمٌ لذا اليَوْمِ وَصْفٌ قبلَ رُؤيَتِهِ

ظُلمٌ لذا اليَوْمِ وَصْفٌ قبلَ رُؤيَتِهِ لا يصْدُقُ الوَصْفُ حتى يَصْدُقَ النظرُ
تَزَاحَمَ الجَيشُ حتى لم يَجِدْ سَبَباً إلى بِساطِكَ لي سَمْعٌ وَلا بَصَرُ
فكُنتُ أشهَدَ مُخْتَصٍّ وَأغْيَبَهُ مُعَايِناً وَعِيَاني كُلُّهُ خَبَرُ
ألْيَوْمَ يَرْفَعُ مَلْكُ الرّومِ نَاظرَهُ لأنّ عَفوَكَ عَنْهُ عندَهُ ظَفَرُ
وَإنْ أجَبْتَ بشَيْءٍ عَنْ رَسائِلِهِ فَمَا يَزالُ على الأمْلاكِ يَفْتَخِرُ
قَدِ اسْتَرَاحَتْ إلى وَقْتٍ رِقابُهُمُ منَ السّيوفِ وَباقي القَوْمِ يَنتَظِرُ
وَقَدْ تُبَدِّلُهَا بالقَوْمِ غَيْرَهُمُ لكيْ تَجِمَّ رُؤوسُ القَوْمِ وَالقَصَرُ
تَشبيهُ جُودِكَ بالأمْطارِ غَادِيَةً جُودٌ لكَفّكَ ثانٍ نَالَهُ المَطَرُ
تكَسَّبُ الشمْسُ منكَ النّورَ طالعَةً كمَا تَكَسّبَ منها نُورَهُ القَمَرُ