الدَهرُ يَومانِ ذا أَمنٌ وَذا خَطَرُ | وَالعَيشُ عَيشانِ ذا صَفوٌ وذا كَدَرُ |
أَما تَرى البَحرَ تَعلو فَوقَهُ جِيَفٌ | وَتَستَقِرُّ بِأَقصى قاعِهِ الدُرَرُ |
وَفي السَماءِ نُجومٌ لا عِدادَ لَها | وَلَيسَ يُكسَفُ إِلّا الشَمسُ وَالقَمَرُ |
شعر العصر العباسي
اشعار و قصائد شعر من العصر العباسي أجمل قصائد العرب في العصر العباسي.
أرى راحة للحق عند قضائه
أَرى راحَةً لِلحَقِّ عِندَ قَضائِهِ | وَيَثقُلُ يَوماً إِن تَرَكتَ عَلى عَمدِ |
وَحَسبُكَ حَظّاً أَن تُرى غَيرَ كاذِبٍ | وَقَولَكَ لَم أَعلَم وَذاكَ مِنَ الجَهدِ |
وَمَن يَقضِ حَقَّ الجارِ بَعدَ اِبنَ عَمِّهِ | وَصاحِبِهِ الأَدنى عَلى القُربِ وَالبُعدِ |
يَعِش سَيِّداً يَستَعذِبُ الناسُ ذِكرَهُ | وَإِن نابَهُ حَقٌّ أَتَوهُ عَلى قَصدِ |
إن كنت تغدو في الذنوب جليداً
إِن كُنتَ تَغدو في الذُنوبِ جَليداً | وَتَخافُ في يَومِ المَعادِ وَعيدا |
فَلَقَد أَتاكَ مِنَ المُهَيمِنِ عَفوُهُ | وَأَفاضَ مِن نِعَمٍ عَلَيكَ مَزيدا |
لا تَيأَسَنَّ مِن لُطفِ رَبِّكَ في الحَشا | في بَطنِ أُمِّكَ مُضغَةً وَوَليدا |
لَو شاءَ أَن تَصلى جَهَنَّمَ خالِداً | ما كانَ أَلهَمَ قَلبَكَ التَوحيدا |
ما في المقام لذي عقل وذي أدب
ما في المَقامِ لِذي عَقلٍ وَذي أَدَبِ | مِن راحَةٍ فَدَعِ الأَوطانَ وَاِغتَرِبِ |
سافِر تَجِد عِوَضاً عَمَّن تُفارِقُهُ | وَانصَب فَإِنَّ لَذيذَ العَيشِ في النَصَبِ |
إِنّي رَأَيتُ وُقوفَ الماءِ يُفسِدُهُ | إن ساحَ طابَ وَإِن لَم يَجرِ لَم يَطِبِ |
وَالأُسدُ لَولا فِراقُ الأَرضِ ما افتَرَسَت | وَالسَهمُ لَولا فِراقُ القَوسِ لَم يُصِبِ |
وَالشَمسُ لَو وَقَفَت في الفُلكِ دائِمَةً | لَمَلَّها الناسُ مِن عُجمٍ وَمِن عَرَبِ |
وَالتِبرُ كَالتُربِ مُلقىً في أَماكِنِهِ | وَالعودُ في أَرضِهِ نَوعٌ مِنَ الحَطَبِ |
فَإِنْ تَغَرَّبَ هَذا عَزَّ مَطلَبُهُ | وَإِن تَغَرَّبَ ذاكَ عَزَّ كَالذَهَبِ |
جسمي لا جسمك النحيل
جِسمِيَ لا جِسمُكَ النَحيلُ | وَيا عَليلاً أَنا العَليلُ |
حُمّاكَ حُمّايَ غَيرَ شَكٍّ | فَلَيتَني دونَكَ البَديلُ |
حَمَيتُ نَفسي لَذيذَ عَيشٍ | إِذِ احتَمى ذَلِكَ الخَليلُ |
وَحالَ مِن دونِهِ حِجابٌ | فَعادَني لَيلِيَ الطَويلُ |
إِنّي لَأَرضى بِخَطِّ سَطرٍ | أَو أَن يَجيني لَهُ رَسولُ |
غروب دمع من الأجفان تنهمل
غُروبُ دَمعٍ مِنَ الأَجفانِ تَنهَمِلُ | وَحُرقَةٌ بِغَليلِ الحُزنِ تَشتَعِلُ |
وَلَيسَ يُطفِئُ نارَ الحُزنِ إِذ وَقَدَت | عَلى الجَوانِحِ إِلّا الواكِفُ الخَضِلُ |
إِن لَجَّ حُزنٌ فَلا بِدعٌ وَلا عَجَبٌ | أَو قَلَّ صَبرٌ فَلا لَومٌ وَلا عَذَلُ |
عَمري لَقَد فَدَحَ الخَطبُ الَّذي طَرَقَت | بِهِ اللَيالي وَجَلَّ الحادِثُ الجَلَلُ |
لِلَّهِ أَيُّ يَدٍ بانَ الحِمامُ بِها | مِنّا وَأَيَّةُ نَفسٍ غالَها الأَجَلُ |
سَيِّدَةُ الناسِ حَقّاً بَعدَ سَيِّدِهِم | وَمَن لَها المَأثُراتُ السُبَّقُ الأُوَلُ |
جَرى لَها قَدَرٌ حَتمٌ فَحَلَّ بِها | مَكروهُهُ وَقَضاءٌ موشِكٌ عَجِلُ |
فَكُلُّ عَينٍ لَها مِن عَبرَةٍ دِرَرٌ | وَكُلُّ قَلبٍ لَهُ مِن حَسرَةٍ شُغُلُ |
عَمَّ البُكاءُ عَلَيها وَالمُصابُ بِها | كَما يَعُمُّ سَحابُ الديمَةِ الهَطِلُ |
فَالشَرقُ وَالغَربُ مَغمورانِ مِن أَسَفٍ | باقٍ لِفِقدانِها وَالسَهلُ وَالجَبَلُ |
مَثوبَةُ اللَهِ مِمّا فارَقَت عِوَضٌ | وَجَنَّةُ الخُلدِ مِما خَلَّفَت بَدَلُ |
قُل لِلإِمامِ الَّذي آلاؤُهُ جُمَلٌ | وَبِشرُهُ أَمَلٌ وَسُخطُهُ وَجَلُ |
لَكَ البَقاءُ عَلى الأَيّامِ يَقتَبِلُ | وَالعُمرُ يَمتَدُّ بِالنُعمى وَيَتَّصِلُ |
وَالناسُ كُلُّهُمُ في كُلِّ حادِثَةٍ | فِداءُ نَعلِكَ أَن يَغتالَكَ الزَلَلُ |
إِذا بَقيتَ لِدينِ اللَهِ تَكلَؤُهُ | فَكُلُّ رُزءٍ صَغيرُ القَدرِ مُحتَمَلُ |
لَئِن رُزِقتَ الَّتي ما مِثلُها اِمرَأَةٌ | لَقَد أُتيتَ الَّذي لَم يُؤتَهُ رَجُلُ |
صَبراً وَمَعرِفَةً بِاللَهِ صادِقَةً | وَالصَبرُ أَجمَلُ ثَوبٍ حينَ يُبتَذَلُ |
عَزَّيتَ نَفسَكَ عَنها بِالنَبِيِّ وَما | في الخُلدِ بَعدَ النَبِيِّ المُصطَفى أَمَلُ |
وَكَيفَ نَرجو خُلوداً لَم يُخَصَّ بِهِ | مِن قَبلِنا أَنبِياءُ اللَهِ وَالرُسُلُ |
عَمَّرَكَ اللَهُ في النَعماءِ مُبتَهِجاً | بِها وَأَعطاكَ مِنها فَوقَ ما تَسَلُ |