أمِنْ كُلّ شيءٍ بَلَغْتَ المُرادَا | وفي كلّ شأوٍ شأوْتَ العِبَادَا |
فَمَاذا تَرَكْتَ لمَنْ لم يَسُد | وماذا ترَكْتَ لمَنْ كانَ سَادَا |
كأنّ السُّمانَى إذا ما رَأتْكَ | تَصَيَّدُها تَشْتَهي أنْ تُصادَا |
ابو الطيب المتنبي
مجموعة مميزة من قصائد الشاعر الكبير أبو الطيب المتنبي أبيات شعر رائعة لابو الطيب المتنبي.
وشامِخٍ مِنَ الجِبالِ أقْوَدِ
وشامِخٍ مِنَ الجِبالِ أقْوَدِ | فَرْدٍ كيأفُوخِ البَعِيرِ الأصْيَدِ |
يُسارُ مِنْ مَضِيقِهِ والجَلْمَدِ | في مِثْلِ مَتْنِ المَسَدِ المُعَقَّدِ |
زُرْناهُ للأمْرِ الذي لم يُعْهَدِ | للصّيْدِ والنّزْهَةِ والتّمَرُّدِ |
بكُلِّ مَسْقيِّ الدّماءِ أسْوَدِ | مُعاوِدٍ مُقَوَّدٍ مُقَلَّدِ |
بكُلّ نابٍ ذَرِبٍ مُحَدَّدِ | عَلى حِفافَيْ حَنَكٍ كالمِبْرَدِ |
كَطالِبِ الثّأرِ وإنْ لم يَحْقِدِ | يَقْتُلُ ما يَقْتُلُهُ ولا يَدِي |
يَنْشُدُ من ذا الخِشْفِ ما لم يَفقِدِ | فَثَارَ من أخضَرَ مَمْطُورٍ نَدِ |
كأنّهُ بَدْءُ عِذارِ الأمْرَدِ | فلَمْ يكَدْ إلاّ لحَتْفٍ يَهتَدي |
ولم يَقَعْ إلاّ عَلى بَطْنِ يَدِ | فَلَمْ يَدَعْ للشّاعِرِ المُجَوِّدِ |
وَصْفاً لَهُ عِندَ الأميرِ الأمْجَدِ | المَلِكِ القَرْمِ أبي مُحَمّدِ |
ألقانِصِ الأبْطالَ بالمُهَنّدِ | ذي النِّعَمِ الغُرّ البَوادي العُوّدِ |
إذا أرَدْتُ عَدّها لم تُعْدَدِ | وإنْ ذكَرْتُ فَضْلَهُ لم يَنْفَدِ |
ما ذا الوَداعُ وَداعُ الوامِقِ الكَمِدِ
ما ذا الوَداعُ وَداعُ الوامِقِ الكَمِدِ | هذا الوَداعُ وَداعُ الرّوحِ للجَسَدِ |
إذا السّحابُ زَفَتْهُ الرّيحُ مُرْتَفِعاً | فَلا عَدا الرّمْلَةَ البَيضاءَ من بَلَدِ |
ويا فِراقَ الأميرِ الرّحْبِ مَنْزِلُهُ | إنْ أنْتَ فارَقْتَنَا يَوْماً فلا تَعُدِ |
وبَنِيّةٍ مِنْ خَيْزُرانٍ ضُمّنتْ
وبَنِيّةٍ مِنْ خَيْزُرانٍ ضُمّنتْ | بِطّيخَةً نَبَتَتْ بنارٍ في يَدِ |
نَظَمَ الأميرُ لها قِلادَةَ لُؤلُؤٍ | كفِعالِهِ وكَلامِهِ في المَشْهَدِ |
كالكأسِ باشَرَها المِزاجُ فأبرَزَتْ | زَبَداً يَدورُ على شَرابٍ أسْوَدِ |
وسَوْداءَ مَنظومٍ عَلَيها لآلىءٌ
وسَوْداءَ مَنظومٍ عَلَيها لآلىءٌ | لها صُورَةُ البِطّيخِ وهيَ من النّدِّ |
كأنّ بَقايا عَنبَرٍ فوْقَ رَأسِها | طلوعُ رَواعي الشيبِ في الشَعَرِ الجعْدِ |
أتُنكِرُ ما نَطَقْتُ بهِ بَديهاً
أتُنكِرُ ما نَطَقْتُ بهِ بَديهاً | ولَيسَ بمُنْكَرٍ سَبْقُ الجَوادِ |
أُراكِضُ مُعوِصاتِ الشّعرِ قسراً | فأقْتُلُها وغيري في الطّرادِ |