| قالوا سَكَتَّ وَقَد خُوصِمتَ قُلتُ لَهُم | إِنَّ الجَوابَ لِبابِ الشَرِّ مِفتاحُ |
| والصمَّتُ عَن جاهِلٍ أَو أَحمَقٍ شَرَفٌ | وَفيهِ أَيضاً لِصَونِ العِرضِ إِصلاحُ |
| أَما تَرى الأُسْدَ تُخشى وَهِيَ صامِتَةٌ | وَالكَلبُ يخسى لَعَمري وَهوَ نَبّاحُ |
الإمام الشافعي
قصائد الشاعر الإمام الشافعي وهو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي وهو ثالث الأئمة الأربعة للمسلمين السنة وصاحب المذهب الشافعي.
يخاطبني السفيه بكل قبح
| يُخاطِبُني السَفيهُ بِكُلِّ قُبحٍ | فَأَكرَهُ أَن أَكونَ لَهُ مُجيبا |
| يَزيدُ سَفاهَةً فَأَزيدُ حِلماً | كَعودٍ زادَهُ الإِحراقُ طيبا |
سهري لتنقيح العلوم ألذ لي
| سَهَري لِتَنقيحِ العُلومِ أَلَذُّ لي | مِن وَصلِ غانِيَةٍ وَطيبِ عِناقِ |
| وَصَريرُ أَقلامي عَلى صَفَحاتِها | أَحلى مِنَ الدَوكاءِ وَالعُشّاقِ |
| وَأَلَذُّ مِن نَقرِ الفَتاةِ لِدَفِّها | نَقري لِأُلقي الرَملَ عَن أَوراقي |
| وَتَمايُلي طَرَباً لِحَلِّ عَويصَةٍ | في الدَرسِ أَشهى مِن مُدامَةِ ساقِ |
| وَأَبيتُ سَهرانَ الدُجى وَتَبِيتُهُ | نَوماً وَتَبغي بَعدَ ذاكَ لِحاقي |
فإذا سمعت بأن مجدودا حوى
| فَإِذا سَمِعتَ بِأَنَّ مَجدوداً حَوى | عُوداً فَأَثمَرَ في يَدَيهِ فَصَدِّقِ |
| وَإِذا سَمِعتَ بِأَنَّ مَحروماً أَتى | ماءً لِيَشرَبَهُ فَغاصَ فَحَقِّقِ |
| لَو كانَ بِالحِيَلِ الغِنى لَوَجَدتَني | بِنُجومِ أَقطارِ السَماءِ تَعَلُّقي |
| لَكِنَّ مَن رُزِقَ الحِجا حُرِمَ الغِنى | ضِدّانِ مُفتَرِقانِ أَيَّ تَفَرُّقِ |
| وَأَحَقُّ خَلقِ اللَهِ بِالهَمِّ اِمرُؤٌ | ذو هِمَّةٍ يُبلى بِرِزقٍ ضَيِّقِ |
| وَمِنَ الدَليلِ عَلى القَضاءِ وَحُكمِهِ | بُؤسُ اللَبيبِ وَطيبُ عَيشِ الأَحمَقِ |
| إِنَّ الَّذي رُزِقَ اليَسارَ فَلَم يَنَل | أَجراً وَلا حَمداً لِغَيرُ مُوَفَّقِ |
| وَالجَدُّ يُدني كُلَّ أَمرٍ شاسِعٍ | وَالجَدُّ يَفتَحُ كُلَّ بابٍ مُغلَقِ |
أأنثر درا بين سارحة البهم
| أَأَنثُرُ دُرّاً بَينَ سارِحَةِ البَهمِ | وَأَنظِمُ مَنثوراً لِراعِيَةِ الغَنَمِ |
| لَعَمري لَئِن ضُيِّعتُ في شَرِّ بَلدَةٍ | فَلَستُ مُضيعاً فيهِمُ غُرَرَ الكَلِم |
| لَئِن سَهَّلَ اللَهُ العَزيزُ بِلِطفِهِ | وَصادَفتُ أَهلاً لِلعُلومِ وَلِلحِكَم |
| بَثَثتُ مُفيداً وَاِستَفَدتُ وِدادَهُم | وَإِلّا فَمَكنونٌ لَدَيَّ وَمُكتَتِم |
| وَمَن مَنَحَ الجُهّالَ عِلماً أَضاعَهُ | وَمَن مَنَعَ المُستَوجِبينَ فَقَد ظَلَم |
عفوا تعف نساؤكم في المحرم
| عُفّوا تَعُفُّ نِساؤُكُم في المَحرَمِ | وَتَجَنَّبوا ما لا يَليقُ بِمُسلِمِ |
| إِنَّ الزِنا دَينٌ فَإِن أَقرَضتَهُ | كانَ الوَفا مِن أَهلِ بَيتِكَ فَاِعلَمِ |
| يا هاتِكاً حُرَمَ الرِجالِ وَقاطِعاً | سُبُلَ المَوَدَّةِ عِشتَ غَيرَ مُكَرَّمِ |
| لَو كُنتَ حُرّاً مِن سُلالَةِ ماجِدٍ | ما كُنتَ هَتّاكاً لِحُرمَةِ مُسلِمِ |
| مَن يَزنِ يُزنَ بِهِ وَلَو بِجِدارِهِ | إِن كُنتَ يا هَذا لَبيباً فَاِفهَمِ |