شَكَوتُ إِلى وَكِيعٍ سوءَ حِفظي | فَأرشَدني إِلى تَركِ المَعاصي |
وأخبرني بِأنَّ العلمَ نورٌ | ونورُ اللّهِ لا يُهدى لِعاصي |
الإمام الشافعي
قصائد الشاعر الإمام الشافعي وهو أبو عبد الله محمد بن إدريس الشافعي وهو ثالث الأئمة الأربعة للمسلمين السنة وصاحب المذهب الشافعي.
يا من يعانق دنيا لا بقاء لها
يا مَن يُعانِقُ دُنيا لا بَقاءَ لَها | يُمسي وَيُصبِحُ في دُنياهُ سَفّارا |
هَلّا تَرَكتَ لِذي الدُنيا مُعانَقَةً | حَتّى تُعانِقَ في الفِردَوسِ أَبكارا |
إِن كُنتَ تَبغي جِنانَ الخُلدِ تَسكُنُها | فَيَنبَغي لَكَ أَن لا تَأمَنَ النارا |
إذا رمت المكارم من كريم
إِذا رُمتَ المَكارِمَ مِن كَريمٍ | فَيَمِّم مَن بَنى لِلَّهِ بَيتا |
فَذاكَ اللَيثُ مَن يَحمي حِماهُ | وَيُكرِمُ ضَيفَهُ حَيّاً وَمَيتا |
إذا نطق السفيه فلا تجبه
إِذا نَطَقَ السَفيهُ فَلا تَجِبهُ | فَخَيرٌ مِن إِجابَتِهِ السُكوتُ |
فَإِن كَلَّمتَهُ فَرَّجتَ عَنهُ | وَإِن خَلَّيتَهُ كَمَداً يَموتُ |
و متعب العيس مرتاحا إلى بلد
و متعبُ العيسَ مرتاحاً إلى بلدِ | و الموتُ يطلُبُه من ذَلِكَ البلدِ |
و ضاحك و المنايا فوقَ هامته | لو كانَ يعلمُ غيباً ماتَ من كمدِ |
من كانَ لَمْ يُؤْتَ عِلْماً في بقاءِ غدٍ | ماذا تفكرهُ في رزقِ بعد غدِ |
يا واعظ الناس عما أنت فاعله
يا واعِظَ الناسِ عَمّا أَنتَ فاعِلُهُ | يا مَن يُعَدُّ عَلَيهِ العُمرُ بِالنَفَسِ |
اِحفَظ لِشَيبِكَ مِن عَيبٍ يُدَنِّسُهُ | إِنَّ البَياضَ قَليلُ الحَملِ لِلدَنَسِ |
كَحامِلٍ لِثِيابِ الناسِ يَغسِلُها | وَ ثَوبُهُ غارِقٌ في الرِجسِ وَ النَجَسِ |
تَبغي النَجاةَ وَلَم تَسْلُك طَريقَتَها | إِنَّ السَفينَةَ لا تَجري عَلى اليَبَسِ |
رُكوبُكَ النَعشَ يُنسيكَ الرُكوبَ عَلى | ما كُنتَ تَركَبُ مِن بَغلٍ وَ مِن فَرَسِ |
يَومَ القِيامَةِ لا مالٌ وَلا وَلَدٌ | وَ ضَمَّةُ القَبرِ تُنسي لَيلَةَ العُرسِ |