برَجاءِ جُودِكَ يُطْرَدُ الفَقْرُ | وبأنْ تُعادَى يَنْفَدُ العُمْرُ |
فَخَرَ الزُّجاجُ بأنْ شرِبْتَ بِهِ | وزَرَتْ على مَنْ عافَها الخَمْرُ |
وسَلِمْتَ مِنها وهْيَ تُسكِرُنَا | حتى كأنّكَ هابَكَ السُّكْرُ |
ما يُرْتَجَى أحَدٌ لمَكْرُمَةٍ | إلاّ الإلهُ وأنْتَ يا بَدْرُ |
لا تُنكِرَنّ رَحيلي عَنكَ في عَجَلٍ
لا تُنكِرَنّ رَحيلي عَنكَ في عَجَلٍ | فإنّني لرَحيلي غَيْرُ مُخْتَارِ |
ورُبّمَا فارَقَ الإنْسانُ مُهْجَتَهُ | يَوْمَ الوَغَى غَيرَ قالٍ خَشيَةَ العارِ |
وقَدْ مُنِيتُ بحُسّادٍ أُحارِبُهُمْ | فاجعلْ نَداكَ عليهم بعضَ أنصارِي |
عَذيري مِنْ عَذارَى من أُمورِ
عَذيري مِنْ عَذارَى من أُمورِ | سَكَنّ جَوانحي بَدَلَ الخُدورِ |
ومُبْتَسِماتِ هَيْجاواتِ عصرٍ | عنِ الأسيافِ لَيسَ عنِ الثّغُورِ |
رَكِبتُ مُشَمِّراً قَدَمي إلَيها | وكُلَّ عُذافِرٍ قَلِقِ الضُّفُورِ |
أواناً في بُيُوتِ البَدْوِ رَحْلي | وآوِنَةً عَلى قَتَدِ البَعِيرِ |
أُعَرِّضُ للرّماحِ الصُّمِّ نَحرِي | وأنْصِبُ حُرّ وَجْهي للهَجيرِ |
وأسري في ظَلامِ اللّيلِ وَحْدي | كأنّي مِنْهُ في قَمَرٍ مُنِيرِ |
فَقُلْ في حاجةٍ لم أقْضِ مِنها | على شَغَفي بها شَرْوَى نَقِيرِ |
ونَفْسٍ لا تُجيبُ إلى خَسِيسٍ | وعَينٍ لا تُدارُ على نَظيرِ |
وكَفٍّ لا تُنازِعُ مَنْ أتَاني | يُنازِعُني سِوَى شَرَفي وخِيري |
وقِلّةِ ناصِرٍ جُوزِيتَ عني | بشَرٍّ مِنكَ يا شَرّ الدّهورِ |
عَدُوّي كُلُّ شيءٍ فيكَ حتى | لخِلْتُ الأُكْمَ مُوغَرَةَ الصُّدورِ |
فلَوْ أنّي حُسِدْتُ عَلى نَفيسٍ | لجُدْتُ بهِ لِذي الجَدِّ العَثُورِ |
ولكِنّي حُسِدْتُ على حَياتي | وما خَيرُ الحَياةِ بِلا سُرُورِ |
فيا ابنَ كَرَوّسٍ يا نِصْفَ أعمى | وإن تَفخَرْ فيا نِصْفَ البَصيرِ |
تُعادينا لأنّا غَيرُ لُكْنٍ | وتُبْغِضُنا لأنّا غَيرُ عُورِ |
فلَوْ كنتَ امرأً يُهْجى هَجَوْنا | ولكِنْ ضاقَ فِتْرٌ عَن مَسيرِ |
وَوَقْتٍ وَفَى بالدّهْرِ لي عندَ سَيّدٍ
وَوَقْتٍ وَفَى بالدّهْرِ لي عندَ سَيّدٍ | وَفَى لي بأهْليهِ وزادَ كَثِيرَا |
شرِبْتُ على استِحْسانِ ضَوْءِ جَبينِهِ | وزَهْرٍ تَرَى للماءِ فيهِ خَريرَا |
غَدَا النّاسُ مِثْلَيْهِمْ به لاعدمتهُ | وأصْبَحَ دَهْري في ذَراهُ دُهُوراً |
أنَشْرُ الكِباءِ ووَجْهُ الأميرِ
أنَشْرُ الكِباءِ ووَجْهُ الأميرِ | وحُسنُ الغِناءِ وصافي الخُمُورِ |
فَداوِ خُماري بشُرْبي لَهَا | فإنّي سكِرْتُ بشُرْبِ السّرورِ |
لا تَلُومَنّ اليَهُودِيَّ عَلى
لا تَلُومَنّ اليَهُودِيَّ عَلى | أنْ يَرى الشّمسَ فلا يُنكِرُهَا |
إنّما اللّوْمُ على حاسِبِهَا | ظُلْمَةً مِنْ بَعدِ ما يُبصِرُهَا |