لمنِ الجدودُ الأكرمو | نَ ، من الورى ، إلا ليهْ ؟ |
مَنْ ذَا يَعُدّ، كَمَا أعُدّ، | منَ الجدودِ العاليهْ ؟ |
مَنْ ذَا يَقُومُ لِقَوْمِهِ، | بينَ الصفوفِ ، مقاميهْ ! ؟ |
مَنْ ذَا يَرُدّ صُدُورَهُـ | ـنّ، إذَا أغَرْنَ عَلانِيَهْ؟ |
أحْمِي حَرِيمِي أنْ يُبَا | حَ، وَلَستُ أحْمي مَالِيَهْ! |
وتخافني كــومُ اللقــا | حِ ، وقدْ أمنَّ عداتيهْ |
تمسي ، إذا طرقَ الضيو | فُ ، فناؤها بفنائيهْ |
ناري ، على شرفٍ تأجــ | ـجُ، لِلضُّيُوفِ السّارِيَهْ |
يَا نَارُ، إنْ لَمْ تَجْلِبِي | ضيفاً ، فلستُ بناريهْ ! |
والعـزُّ مضروبُ السرا | دِقِ وَالقِبَابِ الجَارِيَهْ |
يَجْني وَلا يُجْنَى عَلَيْـ | ـهِ، وَيَتّقِي الجُلّى بِيَهْ! |
انظرْ لضعفي ، ياقويُّ !
انظرْ لضعفي ، ياقويُّ ! | وَكُنْ لِفَقْرِي، يَا غَنيْ! |
أحسنْ إليَّ ؛ فإننــي | عبدٌ إلى نفسي مسيّ ! |
لَوْلا العَجُوزُ بِمَنْبِجٍ
لَوْلا العَجُوزُ بِمَنْبِجٍ | مَا خِفْتُ أسْبَابَ المَنِيّهْ |
وَلَكَانَ لي، عَمّا سَأَلْـ | ـتُ منَ الفدا ، نفسٌ أبيهْ |
لكنْ أردتُ مرادها ، | وَلَوِ انْجَذَبْتُ إلى الدّنِيّهْ |
وَأرَى مُحَامَاتي عَلَيْـ | ـهَا أنْ تُضَامَ مِنَ الحَمِيّهْ |
أمستْ بـ ” منبج ” ، حرة ً | بالحُزْنِ، من بَعدي، حَرِيّهْ |
لوْ كانَ يدفعُ حادثٌ ، | أوْ طارقٌ بجميلِ نيهْ |
لَمْ تَطّرِقْ نُوَبُ الحَوَا | دثِ أرضَ هاتيكَ التقيهْ |
لَكِنْ قَضَاءُ الله، وَالـ | أحكامُ تنفذُ في البريهْ |
وَالصَّبْرُ يَأتي كُلَّ ذِي | رُزْءٍ عَلى قَدْرِ الرّزِيّهْ |
لا زَالَ يَطْرِقُ مَنْبِجاً، | في كلِّ غادية ٍ ، تحيهْ |
فيها التقى ، والدينُ مجــ | ـمُوعَانِ في نَفْسٍ زَكِيّهْ |
يَا أُمّتَا! لا تَحْزَني، | وثقي بفضلِ اللهِ فيَّــهْ ! |
يَا أُمّتَا! لا تَيّأسِي، | للهِ ألطافٌُ خفيهْ |
كَمْ حَادِثٍ عَنّا جَلا | هُ، وَكَمْ كَفَانَا مِنْ بَلِيّهْ |
أوصيكِ بالصبرِ الجميــ | ــلِ ! فإنهُ خيرُ الوصيهْ ! |
عذل العواذل حول قلبي التائه
عَذْلُ العَواذِلِ حَوْلَ قَلبي التّائِهِ | وَهَوَى الأحِبّةِ مِنْهُ في سَوْدائِهِ |
يَشْكُو المَلامُ إلى اللّوائِمِ حَرَّهُ | وَيَصُدُّ حينَ يَلُمْنَ عَنْ بُرَحائِهِ |
وبمُهْجَتي يا عَاذِلي المَلِكُ الذي | أسخَطتُ أعذَلَ مِنكَ في إرْضائِهِ |
إنْ كانَ قَدْ مَلَكَ القُلُوبَ فإنّهُ | مَلَكَ الزّمَانَ بأرْضِهِ وَسَمائِهِ |
ألشّمسُ مِنْ حُسّادِهِ وَالنّصْرُ من | قُرَنَائِهِ وَالسّيفُ مِنْ أسمَائِهِ |
أينَ الثّلاثَةُ مِنْ ثَلاثِ خِلالِهِ | مِنْ حُسْنِهِ وَإبَائِهِ وَمَضائِهِ |
مَضَتِ الدّهُورُ وَمَا أتَينَ بمِثْلِهِ | وَلَقَدْ أتَى فَعَجَزْنَ عَنْ نُظَرَائِهِ |
القَلْبُ أعلَمُ يا عَذُولُ بدائِهِ
القَلْبُ أعلَمُ يا عَذُولُ بدائِهِ | وَأحَقُّ مِنْكَ بجَفْنِهِ وبِمَائِهِ |
فَوَمَنْ أُحِبُّ لأعْصِيَنّكَ في الهوَى | قَسَماً بِهِ وَبحُسْنِهِ وَبَهَائِهِ |
أأُحِبّهُ وَأُحِبّ فيهِ مَلامَةً؟ | إنّ المَلامَةَ فيهِ من أعْدائِهِ |
عَجِبَ الوُشاةُ من اللُّحاةِ وَقوْلِهِمْ | دَعْ ما نَراكَ ضَعُفْتَ عن إخفائِهِ |
ما الخِلُّ إلاّ مَنْ أوَدُّ بِقَلْبِهِ | وَأرَى بطَرْفٍ لا يَرَى بسَوَائِهِ |
إنّ المُعِينَ عَلى الصّبَابَةِ بالأسَى | أوْلى برَحْمَةِ رَبّهَا وَإخائِهِ |
مَهْلاً فإنّ العَذْلَ مِنْ أسْقَامِهِ | وَتَرَفُّقاً فالسّمْعُ مِنْ أعْضائِهِ |
وَهَبِ المَلامَةَ في اللّذاذَةِ كالكَرَى | مَطْرُودَةً بسُهادِهِ وَبُكَائِهِ |
لا تَعْذُلِ المُشْتَاقَ في أشْواقِهِ | حتى يَكونَ حَشاكَ في أحْشائِهِ |
إنّ القَتيلَ مُضَرَّجاً بدُمُوعِهِ | مِثْلُ القَتيلِ مُضَرَّجاً بدِمائِهِ |
وَالعِشْقُ كالمَعشُوقِ يَعذُبُ قُرْبُهُ | للمُبْتَلَى وَيَنَالُ مِنْ حَوْبَائِهِ |
لَوْ قُلْتَ للدّنِفِ الحَزينِ فَدَيْتُهُ | مِمّا بِهِ لأغَرْتَهُ بِفِدائِه |
وُقِيَ الأميرُ هَوَى العُيُونِ فإنّهُ | مَا لا يَزُولُ ببَأسِهِ وسَخَائِهِ |
يَسْتَأسِرُ البَطَلَ الكَمِيَّ بنَظْرَةٍ | وَيَحُولُ بَينَ فُؤادِهِ وَعَزائِهِ |
إنّي دَعَوْتُكَ للنّوائِبِ دَعْوَةً | لم يُدْعَ سامِعُهَا إلى أكْفَائِهِ |
فأتَيْتَ مِنْ فَوْقِ الزّمانِ وَتَحْتِهِ | مُتَصَلْصِلاً وَأمَامِهِ وَوَرائِهِ |
مَنْ للسّيُوفِ بأنْ يكونَ سَمِيَّهَا | في أصْلِهِ وَفِرِنْدِهِ وَوَفَائِهِ |
طُبِعَ الحَديدُ فكانَ مِنْ أجْنَاسِهِ | وَعَليٌّ المَطْبُوعُ مِنْ آبَائِهِ |
أتُنْكِرُ يا ابنَ إسْحَقٍ إخائي
أتُنْكِرُ يا ابنَ إسْحَقٍ إخائي | وتَحْسَبُ ماءَ غَيرِي من إنائي؟ |
أأنْطِقُ فيكَ هُجْراً بعدَ عِلْمي | بأنّكَ خَيرُ مَن تَحْتَ السّماءِ |
وأكْرَهُ مِن ذُبابِ السّيفِ طَعْماً | وأمْضَى في الأمورِ منَ القَضاءِ |
ومَا أرْبَتْ على العِشْرينَ سِنّي | فكَيفَ مَلِلْتُ منْ طولِ البَقاءِ؟ |
وما استَغرقتُ وَصْفَكَ في مَديحي | فأنْقُصَ مِنْهُ شَيئاً بالهِجَاءِ |
وهَبْني قُلتُ: هذا الصّبْحُ لَيْلٌ | أيَعْمَى العالمُونَ عَنِ الضّياءِ؟ |
تُطيعُ الحاسِدينَ وأنْتَ مَرْءٌ | جُعِلْتُ فِداءَهُ وهُمُ فِدائي |
وهاجي نَفْسِهِ مَنْ لم يُمَيّزْ | كَلامي مِنْ كَلامِهِمِ الهُراءِ |
وإنّ مِنَ العَجائِبِ أنْ تَراني | فَتَعْدِلَ بي أقَلّ مِنَ الهَبَاءِ |
وتُنْكِرَ مَوْتَهُمْ وأنا سُهَيْلٌ | طَلَعْتُ بمَوْتِ أوْلادِ الزّناءِ |