يقولونَ لا تخرقْ بحلمكَ هيبة ً | وأحسنُ شيءٍ زينَ الهيبة َ الحلمُ |
فلا تتركنَّ العفوَ عنْ كلِّ زلة ٍ | فما العَفُو مَذمُومٌ، وَإن عظُمَ الجُرْمُ |
نَفى النّوْمَ عن عَيني خَيالُ مُسَلِّمٍ
نَفى النّوْمَ عن عَيني خَيالُ مُسَلِّمٍ | تَأوّبَ مِنْ أسماءَ، وَالرّكبُ نُوّمُ |
ظِلِلْتُ وَأصْحابي عَبادِيدَ في الدّجى | ألَذَّ بِجَوّالِ الوِشَاحِ، وَأنْعَمُ |
وَسَائِلَة ٍ عَنّي فَقُلْتُ، تَعَجّباً: | كَأنّكِ لا تَدْرِينَ كَيْفَ المُتَيَّمُ؟ |
أعرني ، أقيكَ السوءَ ، نظرة َ وامقٍ | لَعَلّكَ تَرْثي، أوْ لَعَلّكَ تَرْحَمُ! |
فما أنا إلاَّ عبدكَ القنُّ في الهوى ، | وَما أنْتَ إلاّ المَالِكُ، المُتَحَكِّمُ |
وأرضى بما ترضى على السخطِ والرضا | وَأُغضِي، عَلى عِلْمٍ بِأنّكَ تَظْلِمُ |
يئستُ منَ الإنصافِ بيني وبينهُ ، | وَمَن ليَ بالإنْصَافِ وَالخَصْمُ يحكُمُ؟ |
وَخَطْبٍ مِنَ الأيّامِ أنْسَانيَ الهَوَى ، | وَأحلى بِفِيَّ المَوْتَ، وَالمَوْتُ عَلقَمُ |
وواللهِ ، ماشببتُ إلا علالهً ، | وَمِنْ نَارِ غَيرِ الحُبّ قَلْبِيَ يُضرَمُ |
ألاَ مُبْلِغٌ عَني الحُسَينَ أَلُوكَة ً، | تَضَمّنَهَا دُرُّ الكَلامِ المُنَظَّمُ |
لذيذُ الكرى ، حتى أراكَ ، محرمٌ | ونارُ الأسى بينَ الحشا تتضرمُ |
وَأتْرُكُ أنْ أبكي عَلَيكَ، تَطَيّراً، | وقلبيَ يبكي ، والجوانحُ تلطمُ |
وَإنّ جُفُوني إنْ وَنَتْ لَلَئِيمَة ٌ، | وإنَّ فؤادي إنْ سلوتُ لألأمُ |
وَأُظْهِرُ لِلأعْدَاءِ فِيكَ جَلادَة ً، | وَأكْتُمُ مَا ألْقَاهُ وَالله يَعْلَمُ |
سَأبكِيكَ، مَا أبقى ليَ الدّهرُ مُقلَة ً، | فإنْ عَزّني دَمْعٌ، فَما عَزّني دَمُ |
وَحُكْمي بُكاءُ الدّهرِ فيما يَنُوبُني، | وَحُكْمُ لَبِيدٍ فِيهِ حَوْلٌ مُجَرَّمُ |
و ما نحنُ إلاَّ ” وائلٌ ” و” مهلهلٌ “ | صَفَاءً، وَإلاّ مَالِكٌ وَمُتَمِّمُ! |
وَإنّي وَإيّاهُ لَعَيْنٌ وَأُخْتُهَا، | وَإنّي وَإيّاهُ لَكَفٌّ وَمِعْصَمُ |
تصاحبنا الأيامُ في ثوبِ ناصحٍ | ويختلنا منها ، على الأمنِ ، أرقمُ |
وَمَا أغْرَبَتْ فِيكَ اللّيَالي، وَإنّهَا | لتصدعنا منْ كلِّ شعبٍ وتثلمُ |
طوارقُ خطبٍ ، ما تغبُّ وفودها ، | وأحداثُ أيامٍ تغذُّ وتتئمُ |
فما عرفتني غيرَ ما أنا عارفُ | ولا علمتني غيرَ ما كنتُ أعلمُ |
مَتى لمْ تُصِبْ مِنَّ اللّيَالي ابنَ هِمّة ٍ | يجَشّمُهَا صَرْفُ الرّدَى فَتَجَشّمُ |
تهينُ علينا الحربُ نفساً عزيزة ً | إذَا عَاضَنَا مِنْهَا الثّنَاءُ المُنَمْنَمُ |
وَإنّي لَغِرٌّ إنْ رَضِيتُ بِصَاحِبٍ | يبشُ ، وفيهِ جانبٌ متجهمُ |
وَنَحْنُ أُنَاسٌ، لا تَزَالُ سَرَاتُنَا | لهَا مَشرَبٌ، بَين المَنَايَا، وَمَطْعَمُ |
نظرناإلى هذا الزمانِ ، وأهلهِ | فَهَانَ عَلَيْنَا مَا يَشِتّ وَيَنظِمُ |
وندعو كريماً منْ يجودُ بمالهِ ، | وَمَنْ يَبْذِلُ النّفسَ الكَريمَة َ أكرَمُ |
وَمَا ليَ لا أمضِي حَميداً وَمَطلَبي | بعيدٌ ،و ما فعلي بحالٍ مذممُ |
إذَا لمْ يكُنْ يُنجي الفِرَارُ من الرّدى ، | على حَالَة ٍ، فالصّبرُ أرْجَى وَأحزَمُ |
لكَ اللهُ إنا بينَ غادٍ ورائحٍ | نُعِدّ المَغَازي في البِلاَدِ وَنَغنَمُ |
وأرماحنا في كلِّ لبة ِ فارسٍ | تثقبُ تثقيبَ الجمانِ وتنظمُ |
سنضربهمْ ، مادامَ للسيفِ قائمٌ ، | ونطعنهمْ ، مادامَ للرمحِ لهذمُ |
ونقفوهمُ ، خلفَ الخليجِ بضمرٍ | تخوضُ بحاراً بعضُ خلجانها دمُ |
بكلِّ غلامٍ منْ “نزارٍ ” وغيرها | عليهِ من الماذي درعٌ مختمُ |
ونجنبُ ما ألقى ” الوجيهُ ” و” لاحقٌ “ | إلى كُلّ ما أبقى الجَديلُ وَشَدقَمُ |
ونعتقلُ الصمَّ العوالي إنها | طريقٌ إلى نيلِ المعالي وسلَّمُ |
رَأيْتُهُمُ يَرْجُونَ ثَأراً بِسَالِفٍ، | وفي كلِّ يومٍ يأخذ السيفُ منهمُ |
فقلْ لـ” ابن فقاس “: دعِ الحربَ جانباً ! | فإنكَ روميٌّ ، وخصمكَ مسلمُ |
فَوَجْهُكَ مَضرُوبٌ، وَأُمّكَ ثاكِلٌ، | وَسِبْطُكَ مأسُورٌ، وَعِرْسُكَ أيِّمُ |
ولمْ تنبْ عنكَ البيضُ في كلِّ مشهدٍ | وَلَكِنّ قَتلَ الشّيخِ فِينا مُحَرَّمُ |
إذا ضربتْ فوقَ الخليجِ قبابنا ، | وأمسى عليكَ الذلُّ ، وهوَ مخيمُ |
وأدى إلينا ” الملكُ ” جزية َ رأسهِ ، | وَفُكّ عن الأسرَى الوِثَاقُ وَسُلّمُوا |
فإنْ ترغبوا في الصلحِ فالصلحُ صالحُ | وَإنْ تجنَحوا للسّلمِ فالسّلمُ أسلمُ |
أعَاداتُ سَيْفِ الدّوْلَة ِ القَرْمِ إنّهَا | لإحدى الذي كشفتَ بلْ هيَ أعظمُ ! |
وَإنّ لِسَيْفِ الدّوْلَة ِ القَرْمِ عَادَة ً | تَرُومُ عُلُوقَ المُعجِزَاتِ فَتَرْأمُ |
وَقِيلَ لهَا: سَيفُ الهُدى ، قُلتُ: إنّه | ليفعلُ خيرُ الفاعلينَ ويكرمُ |
أما انتاشَ منْ مسَّ الحديدِ وثقلهِ | ” أبا وائلٍ ” والبيضُ في البيضِ تحكمُ |
تجرُّ عليهِ الحربُ ، منْ كلِّ جانبٍ ، | فَلا ضَجِرٌ جَافٍ، وَلا مُتَبَرِّمُ |
أخُو عَزَمَاتٍ في الحُرُوبِ إذَا أتَى | أتَى حادِثٌ، من جانِبِ الله مُبَرمُ |
نَخِفّ، إذَا ضَاقَتْ عَلَيْنَا أُمُورُنا، | بأبَيضِ وَجهِ الرّأيِ وَالخُطبُ مُظلِمُ |
ونرمي بأمرٍ لا نطيقُ احتمالهُ | إلى قرمنا ، والقرمُ بالأمرِ أقومُ |
إلى رجلٍ يلقاكَ في شخصٍ واحدٍ | ولكنهُ في الحربِ جيشٌ عرمرمُ |
نثيلٌ على الأعداءِ أعقابُ وطئهِ ، | صليبٌ على أفواهها حينَ تعجمُ |
ونمسكُ عنْ بعضِ الأمورِ مهابة ً ، | فيعلمُ ما يخفي الضميرُ ، ويفهمُ |
ونجني جناياتٍ عليهِ يقيلها ، | ونخطيءُ أحياناً إليهِ فيحلمُ |
يسوموننا فيكَ الفداءَ ، وإننا | لَنَرْجوكَ قَسراً وَالمَعاطِسُ تُرْغَمُ |
أترضى بأنْ نعطى السواءَ قسيمنا | إذا المجدُ بينَ الأغلبينَ يقسَّمُ ؟ |
وَما الأسرُ غُرْمٌ، وَالبَلاءُ مُحَمَّدٌ، | وَلا النّصْرُ غُنْمٌ، وَالهَلاكُ مُذَمَّمُ |
وَأقْدَمْتَ لَوْ أنّ الكَتائِبَ تُقْدِمُ | |
دَعَوْتَ خَلوفاً، حينَ تختلِفُ القَنَا، | وناديتَ صماً عنكَ ، حينَ تصممُ |
وَمَا عابَكَ، ابنَ السّابِقِينَ إلى العُلا، | تَأخّرُ أقْوَامٍ وَأنْتَ مُقَدَّمُ |
و مالكَ لا تلقى بمهجتكَ الردى ، | وأنتَ منَ القومِ الذينَ همُ همُ ! |
لعاً ، يا أخي ! – لامسكَ السوءُ – إنهُ | هُوَ الدّهرُ في حالَيه: بؤسٌ وَأنعُمُ |
و ما ساءني أني مكانكَ ، عانياً | وأسلمُ نفسي للإسارِ وتسلمُ |
طلبتكَ حتى لمْ أجدْ ليَ مطلباً ، | وَأقْدَمْتُ حَتى قَلّ مَنْ يَتَقدَّمُ |
وَلَكِنْ قَضَاءٌ فاتَني فيك مُبرَمُ! | |
فإنْ جَلّ هَذَا الأمرُ فَالله فَوْقَه، | وَإنْ عَظُمَ المَطْلُوب فالله أعظَمُ! |
وإني أخفي فيكَ ، ماليسَ خافياً | وَأكْتُمُ وجْداً، مِثْلُه لا يُكَتَّمُ |
ولو أنني وفيتُ رزءكَ حقهُ | لما خطَّ لي كفٌّ ، ولا فاهَ لي فمُ ! |
وراءكِ يا ” نميرُ” ! فلا إمامُ
وراءكِ يا ” نميرُ” ! فلا إمامُ | فَقَدْ حَرُمَ الجَزِيرَة ُ وَالشّآمُ |
لَنَا الدّنْيَا، فَمَا شِئْنَا حَلالٌ | لِسَاكِنِهَا، وَما شِئْنَا حَرَامُ |
وَيَنْفُذُ أمْرُنَا، في كُلّ حَيٍّ، | فَيُدْنِيهِ وَيُقْصِيهِ الكَلامُ |
أرَاجِيَة ً خُوَيْلَفَة ً ذِمَاماً | وراءكِ ، لا أمانَ ولا ذمامُ ! |
ألَمْ تُخْبِرْكِ خيلُكِ عن مَقامي | بِبَالِسَ يَوْمَ ضَاقَ بِهَا المَقَامُ! |
وَولّتْ تَتّقي، بَعْضاً بِبَعْضٍ، | لهمْ -والأرضُ واسعة ٌ – زحامُ |
سروا والليلُ يجمعنا ، ولمنْ | يبوحُ بهمْ ،ويكتمنا الظلامُ |
إلى أنْ صبَّحتهمْ بالمنايا | كَرَائِمُ، فَوْقَ أظْهُرِهَا كِرَامُ |
مِنَ الَعَرَشَاتِ تَلْحَقُ مَا رَأتْهُ | إذا طلبتْ ، وتعطى ما تسامُ |
تَنَازَعُ بي وَبِالفُرْسَانِ حَوْلي | تجفلهمْ ، كما جفلَ النعامُ |
بطحنا منهمُ ” مرجَ بنَ جحشٍ “ | فَلَمْ يَقِفُوا عَلَيْهِ، وَلمْ يُحامُوا |
أقُولُ لمُطْعِمٍ لمّا التَقَيْنَا، | وَقَدْ وَلَّى وَفي يَدِيَ الحُسَامُ |
أتجعلُ بيننا عشرينَ كعباً | وَتَهْرُبُ! سَوْءَة ً لكَ يا غُلامُ! |
أحَلّكُمُ بِدَارِ الضّيْمِ، قَسْراً، | هُمَامٌ لا يُضَامُ، وَلا يُرَامُ! |
أشدة ٌ ، ما أراهُ منكَ ، أمْ كرمُ !
أشدة ٌ ، ما أراهُ منكَ ، أمْ كرمُ ! | تجُودُ بالنّفسِ، وَالأرْوَاحِ تُصْطلمُ |
يا باذِلَ النّفسِ وَالأموَالِ مُبتسِماً، | أما يهولكَ لا موتٌ ، ولا عدمُ؟ ! |
لقدْ ظننتكَ ، بينَ الجحفلينِ ، ترى | أنّ السّلامَة َ، من وَقعِ القَنَا، تَصِمُ |
نشَدتُكَ الله، لا تَسمحْ بنفسِ عُلاً، | حَيَاة ُ صَاحِبِها تَحيا بِهَا الأمَمُ |
هِيَ الشّجَاعَة ُ إلاّ أنّهَا سَرَفٌ، | وكلُّ فضلكَ لا قصدٌ ولا أممُ |
إذا لَقيتَ رِقَاقَ البِيضِ، مِنفَرِداً، | تحتَ العَجاجَة ِ لمْ تُستَكْثرِ الخَدَمُ |
تفدي بنفسكَ أقواماً صنعتهمُ | وكانَ حقهمُ أنْ يفتدوكَ همُ |
وَمَنْ يُقَاتِلُ مَنْ تَلقى القِتالَ بِهِ، | وَلَيسَ يَفضُلُ عَنكَ الخَيلُ وَالبُهُمُ |
تَضِنّ بالحَرْبِ عَنّا، ضَنّ ذي بخَلٍ، | ومنكَ ، في كلِ حالٍ ، يعرفُ الكرمُ ! |
لا تَبْخَلَنّ عَلى قَوْمٍ إذَا قُتِلُوا | أثْنَى عَلَيكَ بَنُو الهَيْجَاءِ، دُونَهمُ |
ألبستَ ما لبسوا ، أركبتَ ما ركبوا | عرفتَ ما عرفوا ، علمتَ ما علموا |
كما أريتَ ببيضٍ، أنتَ واهبها ، | على خُيولِكَ خاضُوا البحرَ وهوَ دَمُ |
هُمُ الفَوَارِسُ، في أيّدِيهِمُ أسَلٌ، | فإنْ رأوكَ فأسدٌ ، والقنا أجمُ |
قَالُوا المَسِيرُ! فَهَزّ الرّمحُ عَامِلَهُ، | وَارْتَاحَ في جفنهِ الصّمصَامَة ُ الخَذِمُ |
فطالبتني بما ساءَ العداة َ ، وقدْ | عودتها ما تشاءُ الذئبُ والرخمُ |
حَقَّاً، لقد ساءني أمرٌ، ذُكِرْتُ لَهُ، | لَوْلا فِرَاقُكَ لمْ يُوجَدْ لَهُ ألَمُ |
لا تشغلني بأمرِ ” الشامِ ” أحرسهُ | إنّ الشآمَ عَلى مَنْ حَلّهُ حَرَمُ |
فَإنّ للثّغْرِ سُوراً مِنْ مَهَابَتِهِ، | صخورهُ منْ أعادي أهلهِ قممُ |
لا يحرمني ” سيفُ الدينِ ” صحبتهُ | فَهْيَ الحَيَاة ُ التي تَحيَا بِهَا النَّسَمُ |
و ماا عترضتُ عليهِ في أوامرهِ | لكنْ سألتُ ، ومنْ عاداتهِ ، نعمُ ! |
الدين مخترم والحق مهتضم
الدِّينُ مُخْتَرَمٌ، وَالحَقّ مُهْتَضَمُ | وفيءُ آلِ رسولِ اللهِ مقتسمُ |
والناسُ عندكَ لا ناسُ فيحفظهمْ | سومُ الرعاة ِ ولا شاءٌ ولا نعمُ |
إنّي أبِيتُ قَلِيلُ النّوْمِ أرّقَني | قلبٌ ، تصارعُ فيهِ الهمُّ والهممُ |
و عزمة ٌ لا ينامُ الليلَ صاحبها | إلاّ على ظَفَرٍ، في طَيّهِ كَرَمُ |
يُصَانُ مُهرِي لأِمرٍ لا أبُوحُ بِهِ | والدرعُ ،والرمحُ والصمصامة ُ الخذمُ |
وَكُلُّ مَائِرَة ِ الضّبْعَينِ، مَسْرَحُها | رمثُ الجزيرة ِ والخذرافُ والغنمُ |
و فتية ٌ قلبهمْ قلبٌ إذا ركبوا | يوماً ورأيهمُ رأيٌ إذا عزموا |
يا للرجالِ أما للهِ منتصفٌ | من الطّغاة ِ أمَا للدّينِ مُنتَقِمُ |
بنو عليٍّ رعايا في ديارهمُ | وَالأمرُ تَملِكُهُ النّسوَانُ، وَالخدَمُ |
محلؤونَ ، فأصفى شربهمْ وشلٌ | عندَ الورودِ ؛ وأوفى ودهمْ لممُ |
فَالأرْضُ، إلاّ عَلى مُلاّكِها، سَعَة ٌ | والمالُ ، إلاَّ أربابهِ ديمُ |
وَمَا السّعِيدُ بِهَا إلاّ الّذي ظَلَمُوا | وما الغنيُّ بها إلاَّ الذي حرموا |
للمتقينَ ، منَ الدنيا ، عواقبها | وإنْ تعجلَ منها الظالمُ الأثمُ |
لا يطغينَّ بني العباسِ ملكهمُ | بنو عليٍّ مواليهم وإنْ زعموا |
أتفخرونَ عليهمْ لا أبا لكمُ | حتى كأنَّ رسولَ اللهِ جدكمُ |
وَمَا تَوَازَنَ، يَوْماً، بَينَكُمْ شَرَفٌ | وَلا تَسَاوَتْ بكُمْ، في مَوْطِنٍ، قَدَمُ |
ولا لكمْ مثلهمْ ، في المجدِ متصلٌ | وَلا لِجَدّكُمُ مَسْعَاة ُ جَدّهِمُ |
ولا لعرقكمُ منْ عرقهمْ شبهٌ | ولا نفيلتكمْ منْ أمهمْ أممُ |
قامَ النبيُّ بها يومَ الغديرِ لهمْ | واللهُ يشهدُ ،والأملاكُ والأممُ |
حَتى إذا أصْبَحَتْ في غَيرِ صَاحِبها | باتتْ تنازعها الذؤبانُ والرخمُ |
وَصُيّرَتْ بَيْنَهُنْ شُورَى كَأنّهُمُ | لا يعرفونَ ولاة َ الحقِّ أيهم |
تاللهِ ، ماجهلَ الأقوامُ موضعها | لكِنّهُمْ سَتَرُوا وَجْهَ الذي عَلِمُوا |
ثُمّ ادّعَاهَا بَنُو العَبّاسِ إرْثَهُمُ | و مالهمْ قدمٌ ، فيها ، ولا قِدمُ |
لا يذكرونَ إذا ما معشرٌ ذكروا | ولا يحكمُ ، في أمرٍ ، لهمْ حكمُ |
ولا رآهمْ أبو بكرٍ وصاحبهُ | أهْلاً لِمَا طَلَبُوا مِنها، وَما زَعموا |
فَهَلْ هُمُ مُدّعُوها غَيرَ وَاجِبَة ٍ | أمْ هل أئمتهمْ في أخذها ظلموا |
أمَّـا عليَّ فقدْ أدنى قرابتكم | عندَ الولاية ِ ، إنْ لمْ تكفرِ النعمُ |
هلْ جاحدٌ يا بني العباسِ نعمتهُ | أبُوكُمُ، أمْ عُبَيْدُ الله، أمْ قُثَمُ |
بئسَ الجزاءُ جزيتمْ في بني حسنٍ | أباهم العَلَمُ الهَادِي وَأُمَّهُمُ |
لا بيعة ٌ ردعتكمْ عنْ دمائهمُ | ولا يمينٌ، ولا قربى ، ولا ذممُ |
هَلاَّ صَفَحْتُمْ عَنِ الأسْرَى بلا سَبَبٍ | للصَافِحينَ ببَدْرٍ عَنْ أسِيرِكُمُ |
هلا كففتمْ عنِ ” الديباجِ ” سوطكمُ | وَعَنْ بَناتِ رَسولِ الله شَتمَكُمُ |
مَا نُزّهَتْ لِرَسُولِ الله مُهْجَتُهُ | عَنِ السّيَاطِ فَهَلاّ نُزّهَ الحَرَمُ |
ما نَالَ منهم بَنو حَرْبٍ، وَإن عظُمَتْ | تِلكَ الجَرَائِرُ، إلاّ دُونَ نَيْلِكُمُ |
كَمْ غَدْرَة ٍ لكُمُ في الدّينِ وَاضِحَة ٍ | وكمْ دمٍ لـ رسولِ اللهِ عندكمُ |
أأنتمُ آلهُ فيما ترونَ ، وفي | أظفاركمْ منْ بنيهِ الطاهرينَ دمُ |
هيهاتَ! لاقربت قربى ، ولا رحمُ | يَوْماً إذا أقصَتِ الأخلاقُ وَالشّيَمُ |
كَانَتْ مَوَدّة ُ سَلْمَانٍ لَهُ رَحِماً | وَلمْ يَكُنْ بَينَ نُوحٍ وَابنِهِ رَحِمُ |
ياجاهداً في مساويهمْ يكتمها | غدرُ الرشيدِ بـ ” يحيى ” كيفَ ينكتمُ |
لَيسَ الرّشيدُ كمُوسَى في القِيَاسِ وَلا | “مأمونكمْ كـ”الرضا” إنْ أنصف الحكم |
ذاقَ الزّبِيرِيّ غِبّ الحِنثِ وَانكشَفتْ | عنِ “ابن ِفاطمة َ “الأقوالُ والتهمُ |
باؤوا بقتلِ الرضا منْ بعدِ بيعتهِ | وَأبصَرُوا بَعضَ يوْمٍ رُشدَهم وَعَموا |
يا عصبة ً شقيتْ ،من بعدما سعدتْ | ومعشراً هلكوا منْ بعدما سلموا |
لِبِئسَ ما لَقَيَتْ مِنهمْ، وَإنْ بليَتْ | بجانبِ الطفِّ تلكَ الأعظمُ الرممُ |
لاعنْ ” أبي مسلمٍ” في نصحهِ صفحوا، | وَلا الهُبَيرِيَّ نَجّى الحِلفُ وَالقَسَمُ |
ولاالأمانُ لأزدِ ” الموصل” اعتمدوا | فيهِ الوفاءَ، ولاعنْ عمهمْ حلموا |
أَبْلِغْ لَدَيْكَ بَني العَبّاسِ مألُكة ً | لاتدَّعوا ملكها ملاَّكها العجمُ |
أيّ المَفَاخِرِ أمْسَتْ في مَنَابِرِكُمْ | وَغَيْرُكُمْ آمِرٌ فِيهِنّ، مُحتكِمُ |
وَهَلْ يَزِيدُكُمْ مِنْ مَفْخَرٍ عَلَمٌ | وفي الخلافِ عليكمْ يخفقُ العلمُ |
خَلّوا الفَخَارَ لعلاّمِينَ، إنْ سُئلوا | يَوْمَ السّؤالِ، وَعَمّالِينَ إن علِموا |
لايغضبونَ لغيرِاللهِ، إنْ غضبوا | وَلا يُضِيعُونَ حُكْمَ الله إنْ حكموا |
تَبدوا التّلاوَة ُ من أبْياتِهِمْ، أبَداً | وفي بيوتكمْ الأوتارُ والنغمُ |
مافي ديارهمُ للخمرِ معتصرٌ | وَلا بُيُوتُهُمُ للسّوءِ مُعْتَصَمُ |
و لا تبيتُ لهمْ خنثى تنادمهمْ | و لا يرى لهمُ قردٌ لهُ حشمُ |
الرّكنُ وَالبيتُ وَالأستارُ مَنزِلُهُمْ | وَزَمزَمٌ، وَالصَّفَا، والحِجرُ والحَرَمُ |
صَلَّى الإلهُ عَلَيهمْ، أينَما ذُكرُوا | لأنهمْ للورى كهفٌ ومعتصمُ |
اللوم للعاشقين لوم
اللومُ للعاشقينَ لومُ | لأنَّ خطبَ الهوى عظيمُ |
فكيفَ ترجونَ لي سلواً | وَعِنْدِيَ المُقْعِدُ المُقِيمُ |
و مقلتي ملؤها دموعٌ | وَأضْلُعي حَشْوُهَا كُلُومُ |
يَا قَوْمِ! إني امرُؤٌ كَتُومٌ | تَصْحَبُني مُقْلَة ٌ نَمُومُ |
ألليلُ للعاشقينَ سترٌ | يَا لَيْتَ أوْقَاتَهُ تَدُومُ |
نديميَ النجمُ ، طولَ ليلي | حتى إذا غارتِ النجومُ |
أسلمني الصبحُ للبلايا | فَلا حَبِيبٌ، وَلا نَدِيمُ |
بـ ” رملتيْ عالجٍ ” رسومٌ | يَطُولُ مِنْ دُونِهَا الرّسِيمُ |
أنَخْتُ فيهِنّ يُعْمَلاتٍ، | ما عهدُ إرقالها ذميمُ |
آجدها قطعُ كلِّ وادٍ | أخْصَبَهُ نَبْتُهُ العَمِيمُ |
رَدّتْ عَلى الدّهرِ، في سُرَاهَا | ما وهبَ النجمُ ، والنجومُ |
تِلْكَ سَجَايَا مِنَ اللّيَالي، | للبؤسِ ما يخلقُ النعيمُ |
بَينَ ضُلُوعي هَوى ً مُقِيمٌ | لآلِ ” ورقاءَ ” لا يريمُ |
يُغَيّرُ الدّهْرُ كُلّ شَيْءٍ، | و هوَ صحيحٌ لهمْ ، سليمُ |
أمْنَعُ مَنْ رَامَهُ سِوَاهُمْ | منهُ ، كما تمنعُ الحريمُ |
وَهَلْ يُسَاوِيهِمُ قَرِيبٌ | أمْ هَلْ يُدَانِيهِمُ حَمِيمُ؟ |
و نحنُ في عصبة ٍ وأهلٍ | تَضُمّ أغْصَانَنَا أُرُومُ |
لمْ تتفرقْ بنا خؤول | في جذمِ عزٍّ ، ولا عمومُ |
سَمَتْ بِنَا وَائِلٌ، وَفَازَتْ | بالعزِّ أخوالنا ” تميمُ ” |
ودادهم خالصٌ ، صحيحٌ | وعهدهمْ ثابتٌ ، مقيمُ |
فذاكَ منهمْ بنا حديثٌ | وَهْوَ لآبَائِنَا قَدِيمُ |
نَرْعَاهُ، مَا طُرّقَتْ بِحَمْلٍ | أنثى ، وما أطفلتْ بغومُ |
نُدْني بَني عَمّنَا إلَيْنا، | فَضْلاً، كمَا يَفْعَلُ الكَرِيمُ |
أيدٍ لهمْ ، عندَ كلِّ خطبٍ | يثني بها الفادحُ الجسيمُ |
وألسنٌ ، دونهمْ ، حدادٌ | لُدٌّ إذَا قَامَتْ الخُصُومُ |
لمْ تَنْأ، عَنّا، لَهُمْ قُلُوبٌ | وإنْ نأتْ منهمُ ، جسومُ |
فلاَ عدمنا لهمْ ثناءً | كَأنّهُ اللّؤلُؤ النّظِيمُ |
لقدْ نمتنا لهمْ أصولٌ | مَا مَسّ أعْرَاقَهُنّ لُومُ |
تبقى ويبقونَ في نعيمٍ | مَا بَقيَ الرّكْنُ، وَالحَطِيمُ |