ألا للهِ ، يومُ الدارِ يوماً

ألا للهِ ، يومُ الدارِ يوماً بَعِيدَ الذّكْرِ، مَحْمُودَ المَآلِ
تركتُ بهِ نساءَ ” بني كلابٍ ” ، فواركَ ، ما يُرغنَ إلى الرجالِ
تركنا الشبخَ ، شيخَ” بني قريظٍ “ ببطنِ القاعِ ممنوعَ الذمالِ
مُقَاطِعَة ٌ أحِبّتُهُ، وَلَكِنْ يبيتُ منَ الخوامعِ في وصالِ
تخفُ إذا تطاردنا ” كلابٌ “؛ فكيف بها إذا قلنا نزالِ
تَرَكْنَاهَا، وَلَمْ يُتْرَكْنَ إلاّ لأبناءِ العمومة ِ ، والخوالي !
فلمْ ينهضنَ عنْ تلكَ الحشايا ؛ وَلَمْ يَبْرُزْنَ مِنْ تِلكَ الحِجَالِ

إذا كان فضلي لا أسوغ نفعه

إذا كانَ فضلي لا أسوغُ نفعهُفَأفضَلُ مِنْهُ أنْ أُرَى غَيرَ فَاضِلِ
ومنْ أضيعِ الأشياءِ مهجة ُ عاقلٍ يجوزُ على حوبائها حكمُ جاهلِ 
أبو فراس الحمداني

هواكَ هوايَ ، على كلِّ حالِ

هواكَ هوايَ ، على كلِّ حالِ وَإنْ مَسَّنِي فِيكَ بَعضُ المَلالِ
وكمْ لكَ عنديَ منْ غدرة ٍ ، وقولٍ ، تكذبهُ بالفعالِ ‍‍!
وَوَعْدٍ يُعَذَّبُ فِيهِ الكَرِيمُ إمّا بِخُلْفٍ، وَإمّا مِطَالِ
صَبَرْنَا لِسُخْطِكَ، صَبرَ الكرَامِ، فهذا رضاكَ ، فهلْ منْ نوالِ ؟
وَذُقْنَا مَرَارَة َ كأسِ الصّدُودِ، فَأينَ حَلاوَة ُ كَأسِ الوِصَالِ؟

أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَة ٌ

أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَة ٌ: أيا جارتا هل تشعرين بحالي ؟
معاذَ الهوى ‍! ماذقتُ طارقة َ النوى ، وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُ ببالِ
أتحملُ محزونَ الفؤادِ قوادمٌ على غصنٍ نائي المسافة ِ عالِ ؟
أيا جارتا ، ما أنصفَ الدهرُ بيننا ‍! تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِي!
تَعَالَيْ تَرَيْ رُوحاً لَدَيّ ضَعِيفَة ً، تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُ بَالي
أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكي طَلِيقَة ٌ، ويسكتُ محزونٌ ، ويندبُ سالِ ؟
لقد كنتُ أولى منكِ بالدمعِ مقلة ً؛ وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ!