| يَا عَمّرَ الله سَيْفَ الدّينِ مُغْتَبِطاً، | فكلُّ حادثة ٍ يرمى بها جللُ |
| مَنْ كانَ مِن كلّ مَفقُودٍ لَنا بدلاً | فَلَيْسَ مِنْهُ عَلى حَالاتِهِ بَدَلُ |
| يبكي الرجالُ، و”سيفُ الدينِ” مبتسمٌ، | حتى عنْ ابنكَ تعطى الصبرَ ، يا جبلُ |
| لمْ يَجهَلِ القَوْمُ منهُ فَضْلَ ما عرَفوا | لكِنْ عَرَفتَ من التّسليمِ ما جهِلُوا |
| هلْ تبلغُ القمرَ المدفونَ رائعة ٌ | منَ المقالِ ، عليها للأسى حلل ؟ |
| ما بَعدَ فَقدِكَ، في أهلٍ، وَلا وَلَدٍ، | و لا حياة ٍ ، ولا دنيا ، لنا ، أملُ |
| يا منْ أتتهُ المنايا ، غيرَ حافلة ٍ ! | أينَ العَبيدُ وَأينَ الخَيلُ وَالخَوَلُ؟ |
| أينَ الليوثُ ، التي حوليكَ ، رابضة ً ؟ | أينَ الصّنائعُ؟ أينَ الأهلُ؟ ما فَعَلوا؟ |
| أينَ السّيُوفُ التي يَحمِيكَ أقْطَعُهَا؟ | أينَ السّوَابقُ؟ أينَ البِيضُ وَالأسَلُ؟ |
| ياويحَ خالكَ ! بلْ يا ويحَ كلِّ فتى ً ! | أكُلَّ هذا تخَطَّى ، نحوَك، الأجلُ؟ |
يَا قَرْحُ، لمْ يَنْدَمِلِ الأوّلُ!
| يَا قَرْحُ، لمْ يَنْدَمِلِ الأوّلُ! | فهلْ بقلبي لكما محملُ ؟ |
| جُرْحانِ، في جَسْمٍ ضَعيفِ القوَى ، | حَيْثُ أصَابَا فَهُوَ المَقْتَلُ! |
| تقاسمُ الأيامُ أحبابنا ، | وَقِسْمُهَا الأفْضَلُ وَالأجْمَلُ |
| وَلَيْتَهَا، إذْ أخَذَتْ قِسْمَهَا، | عَنْ قِسْمِنَا تُغْمِضُ أوْ تَغفَلُ |
| وقيتَ في الآخرِ منْ صرفها الـ | ـجَائِرِ، مَا جَرّعَكَ الأوّلُ |
| فَفِدْيَة ُ المَأسُورِ مَقْبُولَة ٌ، | وَفِدْيَة ُ المَيّتِ لا تُقْبَلُ |
| لا تَعْدَمَنّ الصّبْرَ في حَالَة ٍ، | فَإنّهُ لَلْخُلُقُ الأجْمَلُ |
| وَعِشْتَ في عِزٍّ وَفي نِعْمَة ٍ، | وجدكَ المقتبلُ المقبلُ |
نعمْ ! تلكَ ، بينَ الواديينِ ، الخواتلُ
| نعمْ ! تلكَ ، بينَ الواديينِ ، الخواتلُ | وَذَلِكَ شَاءٌ، دُونهُنّ، وَجَامِلُ |
| فَما كنتَ، إذْ بانوا، بنَفسِكَ فاعلاً | فدونكَ متْ ؛ إنَّ الخليطَ لزائلُ |
| كأنَّ ابنة َ القيسيِ ، في أخواتها ، | خذولٌ ، تراعيها الظباءُ الخواذلُ |
| قُشَيْرِيّة ٌ، قَتْرِيّة ٌ، بَدَوِيّة ٌ، | لها ، بينَ أثناءِ الضلوعِ ، منازلُ |
| وَهَبْتُ سُلُوّي، ثُمّ جِئتُ أرُومُهُ، | وَمِنْ دُونِ ما رُمْتُ القَنَا وَالقَنَابلُ |
| هوانا غريبُ ؛ شزَّبُ الخيلِ والقنا | لنا كتبٌ ، والباتراتُ رسائلُ |
| أغَرْنَ عَلى قَلْبي بِخَيْلٍ من الهَوَى | فطاردَ عنهنَّ الغزالُ المغازلُ |
| بأسهمِ لفظٍ ، لمْ تركبْ نصالها، | و أسيافِ لحظٍ ، ما جلتها الصياقلُ |
| وَقَائِعُ قَتْلى الحُبّ فِيهَا كَثِيرَة ٌ، | ولم يشتهرْ سيفٌ ، ولاَ هزَّ ذابلُ |
| أراميتي ! كلُّ السهامِ مصيبة ٌ ؛ | و أنتِ ليَ الرامي ؛ وكلي مقاتلُ |
| وَإني لَمقْدَامٌ وَعِنْدَكِ هَائِبٌ، | وفي الحيِّ ” سحبان” ؛ وعندكَ ” باقلُ “ |
| يضلُّ عليًَّ القولُ ، إنْ زرتُ دارها، | وَيَعْزُبُ عَني وَجْهُ مَا أنَا فَاعِلُ |
| وحجتها العليا ، على كلِّ حالة ٍ | فباطلها حقٌّ ، وحقيَ باطلُ |
| تُطَالِبُني بِيضُ الصّوَارِمِ وَالقَنَا | بما وعدتْ حدَّيَّ فيَّ المخايلُ |
| وَلا ذَنْبَ لي، إنّ الفُؤادَ لَصَارِمٌ، | و إنَّ الحسامَ المشرفيَّ لفاصلُ |
| و إنَّ الحصانَ الوالقي لضامرٌ ، | وَإنّ الأصَمّ السّمْهَرِيّ لَعَاسِلُ |
| وَلَكِنّ دَهْراً دَافَعَتْني خُطُوبُهُ | كما دفعَ الدينَ الغريمُ المماطلُ |
| و أخلافُ أيامٍ ، إذا ما انتجعتها ، | حَلَبْتُ بَكِيّاتٍ، وَهُنّ حَوَافِلُ |
| وَلوْ نِيلَتِ الدّنْيَا بِفَضْلٍ مَنحْتُها | فضائلَ تحويها وتبقى فضائلُ |
| ولكنهما الأيامُ ، تجري بما جرتْ ، | فيسفلُ أعلاها ، ويعلو الأسافلُ |
| لَقد قَلّ أنْ تَلقى من النّاسِ مُجملاً | وأخشَى ، قَرِيباً، أنْ يَقِلّ المُجامِلُ |
| وَلَستُ بجَهمِ الوَجهِ في وَجهِ صَاحبي | وَلا قائِلٍ للضّيفِ: هَل أنتَ رَاحِل؟ |
| وَلَكِنْ قِرَاهُ ما تَشَهّى ، وَرِفْدُهُ، | ولوْ سألَ الأعمارَ ما هوَ سائلُ |
| ينالُ اختيارَ الصفحِ عنْ كلِّ مذنبٍ | لَهُ عِنْدَنَا مَا لا تَنَالُ الوَسَائِلُ |
| لَنَا عَقِبُ الأمْرِ، الّذِي في صُدُورِهِ | تطاولُ أعناقُ العدا ، والكواهلُ |
| أصاغرنا ، في المكرماتِ ، أكابرٌ | أوَاخِرُنَا، في المَأثُرَاتِ، أوَائِلُ |
| إذا صلتُ، يوماً، لمْ أجدْ لي مصاولاً ؛ | وإنْ قلتُ، يوماً ، لمْ أجدْ منْ يقاولُ! |
يا منْ أتانا بظهرِ الغيبِ ، قولهمٌ
| يا منْ أتانا بظهرِ الغيبِ ، قولهمٌ | لوْ شئتُ ، غاظتكمُ منا الأقاويلُ |
| لكنْ أرى أنَّ في الأقوالِ منقصة ً | مَا لَمْ تَسُدَّ الأقَاوِيلَ الأفَاعِيلُ |
أحِلُّ بالأرْضِ يَخشَى النّاسُ جانبَها
| أحِلُّ بالأرْضِ يَخشَى النّاسُ جانبَها | وَلا أُسَائِلُ أنّى يَسْرَحُ المَالُ |
| فهَيْبَتي في طِرَادِ الخَيلِ وَاقِعَة ٌ | وَالنّاسُ فَوْضَى ، وَمَالُ الحيّ إهمالُ |
| كذاكَ نحنُ ؛ إذا ما أزمة ٌ طرقتْ | حيَّا ، بحيثُ يخافُ الناسُ ، حلاَّلُ! |
العذرُ منكَ، على الحالاتِ مقبولُ
| ألعذرُ منكَ، على الحالاتِ مقبولُ ؛ | وَالعَتبُ مِنكَ، على العِلاّتِ، محْمولُ |
| لَوْلا اشْتِيَاقيَ لمْ أقْلَقْ لِبُعْدِكُمُ، | وَلا غَدَا في زَمَاني، بَعدكم، طولُ |
| وَكُلّ مُنْتَظَرٍ، إلاّكَ، مُحْتَقَرٌ، | و كلُّ شيءٍ ، سوى لقياكَ ، مملولُ ! |