مِنْ بَحْرِ شِعْرِكَ أغْتَرِفْ

مِنْ بَحْرِ شِعْرِكَ أغْتَرِفْ، و بفضلِ علمكَ أعترفْ
أنشدتني ؛ فكأنمــا شققتَ عنْ درٍّ صدفْ
شِعْراً، إذَا مَا قِسْتُهُ بجميعِ أشعارِ السلفْ
قصَّرنَ ، دونَ قراهُ تقــ ـصِيرَ الحُرُوفِ عَنِ الألِفْ

أيا ظالماً ، أمسى يعاتبُ منصفا ‍!

أيا ظالماً ، أمسى يعاتبُ منصفا ‍! أتلزمني ذنبَ المسيء تعجرفا ؟
بَدَأتَ بتَنْمِيقِ العِتابِ، مَخَافَة َ الـ ـعتابِ ، وذكري بالجفا ، خشية َ الجفا‍!
أوافي، على علاتِ عتبكَ ، صابراً وألفى ، على حالاتِ ظلمكَ ، منصفا
و كنتُ ، إذا صافيتُ خلاً ، منحتهُ بهجرانهِ وصلاً ، ومنْ غدرهِ وفا
فَهَيّجَ بي هذا الكِتَابُ صَبَابَة ً، و جددَ لي هذا العتابُ تأسفا
فإنْ أدْنَتِ الأيّامُ داراً بِعِيدَة ً شفى القلبَ مظلومٌ منَ العتبِ واشتفى ‍‍!
فإنْ كُنْتُهُ أقْرَرْتُ بالذّنْبِ، تائِباً، وَإنْ لم أكنْ أمسَكْتُ عنهُ، تألُّفَا!

غلامٌ فوقَ ما أصفُ

غلامٌ فوقَ ما أصفُ ، كَأنّ قَوَامَهُ ألِفُ
إذَا مَا مَالَ يُرْعِبُني أخَافُ عَلَيْهِ يَنْقَصِفُ
و أشفقُ منْ تأودهِ ، أخافُ يُذِيبُهُ التّرَفُ
سُرُورِي عِنْدَهُ لُمَعٌ، و دهري ، كلهُ ، أسفُ
وَأمْرِي، كُلّهُ، أمَمٌ، وَحُبّي وَحْدَهُ سَرَفُ

غَيرِي يُغَيّرُهُ الفَعَالُ الجَافي

غَيرِي يُغَيّرُهُ الفَعَالُ الجَافي، و يحولُ عنْ شيمِ الكريمِ الوافي
لا أرْتَضِي وُدّاً، إذا هُوَ لمْ يَدُمْ عِندَ الجَفَاءِ، وَقِلّة ِ الإنْصَافِ
تعسَ الحريصُ ، وقلَّ ما يأتي بهِ عِوَضاً من الإلحَاحِ والإلحَافِ
إنَّ الغنيَّ هو الغنيُّ بنفسهِ وَلَو أنّهُ عارِي المَناكِبِ، حَافِ
ما كلُّ ما فوقَ البسيطة ِ كافياً، فإذا قَنِعتَ فكُلّ شيءٍ كافِ
وَتَعافُ لي طَمَعَ الحَرِيصِ أُبُوّتي، و مروءتي ، وفتوتي ، وعفافي
ما كثرة ُ الخيلِ الجيادِ بزائدي شَرَفاً، وَلا عَدَدُ السّوَامِ الضّافي
خَيْلي، وَإنْ قَلّتْ، كَثيرٌ نَفعُها بينَ الصوارمِ ، والقنا الرَّعافِ
و مكارمي عددُ النجومِ ؛ ومنزلي مأوَى الكِرَامِ، وَمَنزِلُ الأضْيَافِ
لا أقتني لصروفِ دهري عدة ً حتى كأنَّ صروفهُ أحلافي
شِيَمٌ عُرِفتُ بهنّ، مُذْ أنَا يَافِعٌ، وَلَقَدْ عَرَفتُ بِمِثْلِهَا أسْلافي