| يُرْغِي ويُزْبِدُ بالقَافَاتِ تَحْسبُها | قصفَ المدافعِ في أفقِ البساتينِ | 
| منْ كلِّ قافٍ كأن اللهَ صوَّرها | من مارجِ النارِ تصويرَ الشياطينِ | 
| قد خصَّه اللهُ بالقافاتِ يعلُكها | واختَصَّ سُبحانَه بالكافِ والنُّونِ | 
| يَغيبُ عَنّا الحجا حِيناً ويحْضُرُه | حيناً فيخلطُ مختلاًّ بموزونِ | 
| لا يأمَنُ السامعُ المسكينُ وثْبَتَه | مِن كردفان إلى أعلى فِلَسطِينِ | 
| بَيْنَا تراه ينادي الناسَ في حَلَبٍ | إذا به يَتَحَدَّى القَومَ في الصِّينِ | 
| ولم يكن ذاكَ عن طَيشٍ ولا خَبَلٍ | لكنّها عَبقَرِيّاتُ الأساطينِ | 
| يَبيتُ يَنسُجُ أحلاماً مُذَهَّبَة ً | تُغني تفاسيرُها عن ابنِ سِيرِينِ | 
| طَوراً وَزيراً مُشاعاً في وِزارَتِه | يُصَرِّفُ الأمرَ في كلِّ الدَّواوينِ | 
| وتارَة ً زَوجَ عُطبُولٍ خَدَلَّجَة ٍ | حسناءَ تملِكُ آلافَ الفدادينِ | 
| يُعفَى من المَهرِ إكراماً للحيَتِه | وما أظَلَّته من دُنيا ومِن دِينِ | 
شَكَرْتُ جَمِيلَ صُنْعِكُمُ
| شَكَرْتُ جَمِيلَ صُنْعِكُمُ | ودَمعُ العَيْنِ مِقياسُ الشُّعُورِ | 
| لأوّلِ مَرّة ٍ قد ذاقَ جَفني | على ماذاقَه دَمعَ السُّرورِ | 
وافَى كِتابُكَ يَزْدَرِي
| وافَى كِتابُكَ يَزْدَرِي | بالدُّرِّ أو بالجَوهَرِ | 
| فقَرَأتُ فيِه رِسالة ً | مُزِجَتْ بذَوبِ السُّكرِ | 
| أجريْتَ في أّثنائهَا | نَهرَ انسِجامِ الكَوثَرِ | 
| وفرطْتَ بين سُطورِها | مَنْظُومَ تاجِ القَيصرِ | 
| وخَبَأْتَ في ألفاظِها | مِنْ كلِّ مَعْنى ً مُسْكِرِ | 
| فتَرَى المَعاني الفارسيّـ | ـة َ في مَغاني الأسطُرِ | 
| كالغانياتِ تَقَنَّعَتْ | خَوفَ المُريبِ المُجتري | 
| مَعنى ً أَلَذُّ مِن الشَّما | تَة ِ بالعَدُوِّ المُدْبرِ | 
| أَوْ مِنْ عِتابٍ بَيْنَ مَحْ | بُوبٍ وحِبٍّ مُعْذِرِ | 
| أو فَتْرَة ٍ أضاعَها الْ | ـقامِرُ عند المَيسِرِ | 
| أو مَجلسٍ للخَمرِ مَعْـ | ـقُودٍ بيومٍ مُمطِرِ | 
| تِسعُونَ بيتاً شِدْتَها | فوقَ سِنانِ السَّمهَرِي | 
| والسَّمْهَرِيُّ قَلَمٌ | في كَفِّ لَيْثٍ قَسْوَرِ | 
| اَفَتَى القَوافِي كيفَ أَذْ | ـتَ فقد أطَلتَ تَحَسُّري | 
| أتُرَى أَراكَ امِ الِّلقا | ءُ يكونُ يومَ المَحشِرِ | 
| ما كان ظَنِّي أنْ تَعيـ | ـشَ أيا لَئِيمَ المَكسِرِ | 
| ولقد قُذِفْتَ الى الجَحي | مِ وبئسَ عُقْبَي المُنْكَرِ | 
| تاللّه لو أَصْبَحْتَأَفْ | ـلاطُونَ تلكَ الأعصُرِ | 
| وبَرَعْتَجالِينُوسَ أو | لُقمَانَ بين الحُضَّرِ | 
| ما كنتَ إلاّ تافِهَ الْ | آدابِ عند المَعشَرِ | 
| غُفرانَكَ اللهُمَّ إنِّـ | ـي مِن ظُلامَتِهِ بَري | 
| سَوَّيْتَه كالَكْركَدَنِّ | وجاءَنا كالأَخْدَرِي | 
| وَجْهٌ ولا وَجْهُ الحُطُو | بِ وقامَة ٌ لم تُشبَرِ | 
| ومِن العَجائِبِ أنَّ مثـ | لَ لِسانِه لَمْ يُبْتَرِ | 
| كم باتَ يَلتَحِمُ العُرُو | ضَ وجاءَ بالأَمْرِ الفَرِي | 
| فافعَل به اللهُمَّ كالنَّـ | ـمرُوذِ فهو بها حَري | 
| وانزِلْ عليه السُّخْطَ إنْ | أَمْسَى ولَمْ يَسْتَغْفِرِ | 
| فهو الّذي ابتَدعَ الرّبَا | وأقامَ رُكنَ الفُجَّرِ | 
| وأقامَ دينَ عِبادَة ِ الدِّ | ينارِ بَيْنَ الأَظْهُرِ | 
| ولقد عَجبتُ لبُخلِه | ولكَفِّهِ المستَحجِرِ | 
| لا يَصْرفُ السُّحْتُوتَ إلاَّ | وهوَ غيرُ مُخَيَّرِ | 
| لو أنّ في إمكانِه | عيشاً بغيرِ تَضَوُّرِ | 
| لاختارَ سَدَّ الفَتحَتَيـ | ـنِ وقال: يا جَيبُ احذَرِ | 
طالَ الحديثُ عليكُمْ أيُّهَا السَّمَرُ
| طالَ الحديثُ عليكُمْ أيُّهَا السَّمَرُ | ولاحَ للنَّومِ في أجفانِكُمْ أَثَرُ | 
| وذلك اللَّيلُ قد ضاعَتْ رَواحِلُه | فليسَ يُرْجَى لهُ منْ بَعْدِهَا سَفَرُ | 
| هذي مَضاجِعُكُم يا قَومُ فالتَقِطوا | طِيبَ الكَرَى بعيونٍ شابهَا السَّهَرُ | 
| هل يُنْكِرُ النَّوْمَ جَفْنٌلو أتيحَ لهُ | إلاَّ أنا ونجُومُ اللَّيلِ والقَمَرُ | 
| أَبِيتُ أَسْأَلٌ نَفْسِي كيفَ قاطعنِي | هذَا الصَّديقُ ومالِي عنهُ مُصْطَبَرُ | 
| فما مُطَوَّقَة ٌ قدْ نالهَا شَرَكَ | عند الغُروبِ إليه ساقَها القَدَرُ | 
| باتتْ تُجاهِدُ هَمَّاً وهي آيِسَة ٌ | من النَّجاة ِ وجُنِحُ اللَّيلِ مُعتَكِرُ | 
| وباتَ زُغلولُها في وَكرِها فَزِعاً | مُرَوَّعاً لرُجوعِ الأمِّ ينتظرُ | 
| يُحَفِّزُ الخَوفُ أَحشاهُ وتُزْعِجهُ | إذا سَرَتْ نَسمَة ٌ أو وَسَوسَ الشَّجَرُ | 
| مِنِّي بأسْوَأَ حالاً حِينَ قاطعنِي | هذا الصَّديقُ فهَلاَّ كان يَذَّكِرُ | 
| يا بنَ الكِرامِ أتَنسى أنّني رَجُل | لِظِلِّ جاهِكَ بعدَ اللهِ مُفتَقِرُ | 
| إنِّي فتاكَ فلاَ تقطعْ مواصلتِي | هَبني جَنيتُ فقُلْ لي كيفَ أعتَذِرُ | 
يا كاتِبَ الشَّرقِ ويا خَيرَ مَن
| يا كاتِبَ الشَّرقِ ويا خَيرَ مَن | تَتْلُو بَنُو الشَّرقِ مَقاماتِهِ | 
| سافرْ وعُدْ يحفظكَ رَبُّ الوَرَى | وابعَثْ لنا عيسى بآياتِهِ | 
مَنْ لَمْ يَرَ المعرضَ في اتِّساعِ
| مَنْ لَمْ يَرَ المعرضَ في اتِّساعِ | وفاتَهُ ما فيِهِ مِنْ إبداعِ | 
| فمَعرِضُ القَومِ بلا نِزاعِ | في نَفْثَة ٍ مِنْ ذلكَ اليَرَاعِ |