نأتي إلى الدنيا

نأتي إلى الدنيا و نحن سواسيةطفل الملوك كطفل الحاشية
و نغادر الدنيا و نحن كما ترىمتشابهون على قبور حافية
أعمالنا تعلي و تخفض شأننا و حسابنا بالحق يوم الغاشية
حور، وأنهار، قصور عاليةو جهنم تصلى، و نار حامية
فاختر لنفسك ما تحب و تبتغيما دام يومُك و الليالي باقية
و غدا مصيرك لا تراجع بعدهإما جنان الخلد و إما الهاوية
أبو العتاهية

 إلى الله كل الأمر في الخلق كله

إِلى اللَهِ كُلُّ الأَمرِ في الخَلقِ كُلِّهِوَلَيسَ إِلى المَخلوقِ شَيءٌ مِنَ الأَمرِ
إِذا أَنا لَم أَقبَل مِنَ الدَهرِ كُلَّ ماتَكَرَّهتُ مِنهُ طالَ عَتبي عَلى الدَهرِ
تَعَوَّدتُ مَسَّ الضُرِّ حَتّى أَلِفتُهُوَأَحوَجَني طولُ العَزاءِ إِلى الصَبرِ
وَوَسَّعَ صَبري بِالأَذى الأُنسُ بِالأَذىوَقَد كُنتُ أَحياناً يَضيقُ بِهِ صدَري
وَصَيَّرَني يَأسي مِنَ الناسِ راجِياًلِسُرعَةِ لُطفِ اللَهِ مِن حَيثُ لا أَدري
أبو العتاهية

 يا رب أرجوك لا سواك

يا رَبِّ أَرجوكَ لا سِواكَوَلَم يَخِب سَعيُ مَن رَجاكَ
أَنتَ الَّذي لَم تَزَل خَفِيّاًلا تَبلُغُ الأَوهامَ مُنتَهاكَ
إِن أَنتَ لَم تَهدِنا ضَلَلنايا رَبِّ إِنَّ الهُدى هُداكَ
أَحَطتَ عِلماً بِنا جَميعاًأَنتَ تَرانا وَلا نَراكَ
أبو العتاهية

غلب اليقين علي شكي في الردى

غَلَبَ اليَقينَ عَليَّ شَكّي في الرَدىحَتّى كَأَنّي لا أَراهُ عِيانا
فَعَميتُ حَتّى صِرتُ فيهِ كَأَنَّنيأُعطيتُ مِن رَيبِ المَنونِ أَمانا
أبو العتاهية

ما أقطع الآجال للآمال

ما أَقطَعَ الآجالَ لِلآمالِوَ أَسرَعَ الآمالَ في الآجالِ
يُعجِبُني حالي وَ أَيُّ حالِيَبقى عَلى الأَيّامِ وَ اللَيالي
وَ كُلُّ شَيءٍ فَإِلى زَوالِيا عَجَباً مِنّي بِما اشتِغالي
وَالمَوتُ لا يَخطُرُ لي بِبالِوَنُبلُهُ مُسرِعَةٌ حِيالي
قصائد أبو العتاهية

 إن البخيل وإن أفاد غنى

إِنَّ البَخيلَ وَإِن أَفادَ غِنىًلَتَرى عَلَيهِ مَخايِلَ الفَقرِ
لَيسَ الغَنِيُّ بِكُلِّ ذي سِعَةٍفي المالِ لَيسَ بِواسِعِ الصَدرِ
ما فاتَني خَيرُ اِمرِئٍ وَضَعتعَنّي يَداهُ مَؤونَةَ الشُكرِ
قصائد أبو العتاهية