أشدة ٌ ، ما أراهُ منكَ ، أمْ كرمُ ! |
تجُودُ بالنّفسِ، وَالأرْوَاحِ تُصْطلمُ |
يا باذِلَ النّفسِ وَالأموَالِ مُبتسِماً، |
أما يهولكَ لا موتٌ ، ولا عدمُ؟ ! |
لقدْ ظننتكَ ، بينَ الجحفلينِ ، ترى |
أنّ السّلامَة َ، من وَقعِ القَنَا، تَصِمُ |
نشَدتُكَ الله، لا تَسمحْ بنفسِ عُلاً، |
حَيَاة ُ صَاحِبِها تَحيا بِهَا الأمَمُ |
هِيَ الشّجَاعَة ُ إلاّ أنّهَا سَرَفٌ، |
وكلُّ فضلكَ لا قصدٌ ولا أممُ |
إذا لَقيتَ رِقَاقَ البِيضِ، مِنفَرِداً، |
تحتَ العَجاجَة ِ لمْ تُستَكْثرِ الخَدَمُ |
تفدي بنفسكَ أقواماً صنعتهمُ |
وكانَ حقهمُ أنْ يفتدوكَ همُ |
وَمَنْ يُقَاتِلُ مَنْ تَلقى القِتالَ بِهِ، |
وَلَيسَ يَفضُلُ عَنكَ الخَيلُ وَالبُهُمُ |
تَضِنّ بالحَرْبِ عَنّا، ضَنّ ذي بخَلٍ، |
ومنكَ ، في كلِ حالٍ ، يعرفُ الكرمُ ! |
لا تَبْخَلَنّ عَلى قَوْمٍ إذَا قُتِلُوا |
أثْنَى عَلَيكَ بَنُو الهَيْجَاءِ، دُونَهمُ |
ألبستَ ما لبسوا ، أركبتَ ما ركبوا |
عرفتَ ما عرفوا ، علمتَ ما علموا |
كما أريتَ ببيضٍ، أنتَ واهبها ، |
على خُيولِكَ خاضُوا البحرَ وهوَ دَمُ |
هُمُ الفَوَارِسُ، في أيّدِيهِمُ أسَلٌ، |
فإنْ رأوكَ فأسدٌ ، والقنا أجمُ |
قَالُوا المَسِيرُ! فَهَزّ الرّمحُ عَامِلَهُ، |
وَارْتَاحَ في جفنهِ الصّمصَامَة ُ الخَذِمُ |
فطالبتني بما ساءَ العداة َ ، وقدْ |
عودتها ما تشاءُ الذئبُ والرخمُ |
حَقَّاً، لقد ساءني أمرٌ، ذُكِرْتُ لَهُ، |
لَوْلا فِرَاقُكَ لمْ يُوجَدْ لَهُ ألَمُ |
لا تشغلني بأمرِ ” الشامِ ” أحرسهُ |
إنّ الشآمَ عَلى مَنْ حَلّهُ حَرَمُ |
فَإنّ للثّغْرِ سُوراً مِنْ مَهَابَتِهِ، |
صخورهُ منْ أعادي أهلهِ قممُ |
لا يحرمني ” سيفُ الدينِ ” صحبتهُ |
فَهْيَ الحَيَاة ُ التي تَحيَا بِهَا النَّسَمُ |
و ماا عترضتُ عليهِ في أوامرهِ |
لكنْ سألتُ ، ومنْ عاداتهِ ، نعمُ ! |