واللّهِ ما ذاب الشّغف لغيرك | وما توردّت الخدود لغير غزلك |
ولا خفق الوتين لعزف غير عزفك | وإنّي على هجرِ المنتصف صبورُ |
تتوالى عليّ ليال عجاف والمواجِدُ | حلّقتٓ وأنت فيّٓ حضورُ |
أخفي دمعي عن حفيف الذكريات | بين الضوء والغسق تبورُ |
أٓعرجُ بنجواي لمدرك السجايا | وخافقي يلهج الغصّة خائبُ |
اشتكيكٓ للّه ينتشل طيفك | وأسأله قلبا من بعدك عقيمُ |
وهشيمٌ واسع يهلك بباقاياكٓ | حتى تتوفاني المنيّة ويلحفني رمادُ |
تتراكم شظايا الغياب بحورُ | وحزن رخيم تلاه خوف عميقُ |
من يٓسمع للموت صياحُ! | ومن يغدق فؤادي وهو عجوزُ |
واللّه ما حال بيني وبينك حجابُ | لكنّك بنيت ردما وعذرك غيابُ |
هذا تَلَهُّف عاتٍ هل يُلامُ! | وهذي فصول الهوى من البعد تتّقدُ |
أثمتٓ وإثمك من مقلتاي يُشاعُ | قذفت ونسيت أنّ من أردفك عفافُ |
ومن أحبّك من الطّهر يحلّقُ | بجناح الغزل الأول يصدحُ |
والقلب من غيث هواك محرومُ | إنّٓ اللّه يدري وهذا وحده فرجُ |
أيأتي من المحبوب شرُّ! | بعد أن كان غيمة تحنو وتُمطرُ |