| خَليلَيَّ مُرّا بي عَلى الأَبرَقِ الفَردِ – وَعَهدي بِلَيلى حَبَّذا ذاكَ مِن عَهدِ |
|
| أَلا يا صَبا نَجدٍ مَتى هِجتِ مِن نَجدِ – فَقَد زادَني مَسراكِ وَجداً عَلى وَجدي |
|
| أَإِن هَتَفَت وَرقاءُ في رَونَقِ الضُحى – عَلى فَنَنٍ غَضِّ النَباتِ مِنَ الرَندِ |
|
| بَكَيتُ كَما يَبكي الوَليدُ وَلَم أَزَل – جَليداً وَأَبدَيتُ الَّذي لَم أَكُن أُبدي |
|
| وَأَصبَحتُ قَد قَضَّيتُ كُلَّ لُبانَةٍ – تِهاميَّةٍ وَاِشتاقَ قَلبي إِلى نَجدِ |
|
| إِذا وَعَدَت زادَ الهَوى لِاِنتِظارِها – وَإِن بَخِلَت بِالوَعدِ مِتُّ عَلى الوَعدِ |
|
| وَإِن قَرُبَت داراً بَكَيتُ وَإِن نَأَت – كَلِفتُ فَلا لِلقُربِ أَسلو وَلا البُعدِ |
|
| فَفي كُلِّ حُبٍّ لا مَحالَةَ فَرحَةٌ – وَحُبُّكِ ما فيهِ سِوى مُحكَمِ الجُهدِ |
|
| أَحِنُّ إِلى نَجدٍ فَيا لَيتَ أَنَّني – سُقيتُ عَلى سُلوانِهِ مِن هَوى نَجدِ |
|
| أَلا حَبَّذا نَجدٌ وَطيبُ تُرابِهِ – وَأَرواحُهُ إِن كانَ نَجدٌ عَلى العَهدِ |
|
| وَقَد زَعَموا أَنَّ المُحِبَّ إِذا دَنا – يَمَلُّ وَأَنَّ النَأيَ يَشفي مِنَ الوَجدِ |
|
| بِكُلٍّ تَداوَينا فَلَم يُشفَ ما بِنا – عَلى أَنَّ قُربَ الدارِ خَيرٌ مِنَ البُعدِ |
|
| عَلى أَنَّ قُربَ الدارِ لَيسَ بِنافِعٍ – إِذا كانَ مَن تَهواهُ لَيسَ بِذي وُدِّ |