نُجدِّدُ ذِكرَى عهدِكم ونُعيدُ |
وندني خيالَ الأمسِ وهوَ بعيدُ |
وللناسِ في الماضي بصائرُ يَهتدِي |
عليهِنَّ غاوٍ، أَو يسيرُ رشيد |
إذا الميْتُ لم يَكرُمْ بأَرضٍ ثناؤُهُ |
تحيَّرَ فيها الحيُّ كيف يسود |
ونحنُ قضاة ُ الحقِّ، نرعى قديمهُ |
وإن لم يفتنا في الحقوقِ جديد |
ونعلمُ أنَّا في البناءِ دعائمٌ |
وأنتم أساسٌ في البناءِ وطيد |
فريدُ ضحايانا كثيرٌ، وإنما |
مَجالُ الضحايا أَنتَ فيه فريد |
فما خلفَ ما كابدتَ في الحقِّ غاية ٌ |
ولا فوقَ ما قاسيْتَ فيه مَزيد |
تغرَّبْتَ عشراً أَنتَ فيهنَّ بائسٌ |
وأنت بآفاقِ البلادِ شريد |
تجوعُ ببلدانٍ، وتعرى بغيرها |
وتَرْزَحُ تحتَ الداءِ، وهُوَ عَتيد |
ألا في سبيلِ اللهِ والحقِّ طارفٌ |
من المالِ لم تبخلْ به، وتليد |
وَجودُكَ بعدَ المالِ بالنفسِ صابراً |
إذا جزعَ المحضورُ وهوَ يجود |
فلا زِلْتَ تمثالاً من الحقِّ خالصاً |
على سرهِ نبني العلا، ونشيد |
يعلم نشءَ الحي كيف هوى الحمى |
وكيف يحامي دونهُ، ويذود |