| نعمْ ! تلكَ ، بينَ الواديينِ ، الخواتلُ | وَذَلِكَ شَاءٌ، دُونهُنّ، وَجَامِلُ | 
| فَما كنتَ، إذْ بانوا، بنَفسِكَ فاعلاً | فدونكَ متْ ؛ إنَّ الخليطَ لزائلُ | 
| كأنَّ ابنة َ القيسيِ ، في أخواتها ، | خذولٌ ، تراعيها الظباءُ الخواذلُ | 
| قُشَيْرِيّة ٌ، قَتْرِيّة ٌ، بَدَوِيّة ٌ، | لها ، بينَ أثناءِ الضلوعِ ، منازلُ | 
| وَهَبْتُ سُلُوّي، ثُمّ جِئتُ أرُومُهُ، | وَمِنْ دُونِ ما رُمْتُ القَنَا وَالقَنَابلُ | 
| هوانا غريبُ ؛ شزَّبُ الخيلِ والقنا | لنا كتبٌ ، والباتراتُ رسائلُ | 
| أغَرْنَ عَلى قَلْبي بِخَيْلٍ من الهَوَى | فطاردَ عنهنَّ الغزالُ المغازلُ | 
| بأسهمِ لفظٍ ، لمْ تركبْ نصالها، | و أسيافِ لحظٍ ، ما جلتها الصياقلُ | 
| وَقَائِعُ قَتْلى الحُبّ فِيهَا كَثِيرَة ٌ، | ولم يشتهرْ سيفٌ ، ولاَ هزَّ ذابلُ | 
| أراميتي ! كلُّ السهامِ مصيبة ٌ ؛ | و أنتِ ليَ الرامي ؛ وكلي مقاتلُ | 
| وَإني لَمقْدَامٌ وَعِنْدَكِ هَائِبٌ، | وفي الحيِّ ” سحبان” ؛ وعندكَ ” باقلُ “ | 
| يضلُّ عليًَّ القولُ ، إنْ زرتُ دارها، | وَيَعْزُبُ عَني وَجْهُ مَا أنَا فَاعِلُ | 
| وحجتها العليا ، على كلِّ حالة ٍ | فباطلها حقٌّ ، وحقيَ باطلُ | 
| تُطَالِبُني بِيضُ الصّوَارِمِ وَالقَنَا | بما وعدتْ حدَّيَّ فيَّ المخايلُ | 
| وَلا ذَنْبَ لي، إنّ الفُؤادَ لَصَارِمٌ، | و إنَّ الحسامَ المشرفيَّ لفاصلُ | 
| و إنَّ الحصانَ الوالقي لضامرٌ ، | وَإنّ الأصَمّ السّمْهَرِيّ لَعَاسِلُ | 
| وَلَكِنّ دَهْراً دَافَعَتْني خُطُوبُهُ | كما دفعَ الدينَ الغريمُ المماطلُ | 
| و أخلافُ أيامٍ ، إذا ما انتجعتها ، | حَلَبْتُ بَكِيّاتٍ، وَهُنّ حَوَافِلُ | 
| وَلوْ نِيلَتِ الدّنْيَا بِفَضْلٍ مَنحْتُها | فضائلَ تحويها وتبقى فضائلُ | 
| ولكنهما الأيامُ ، تجري بما جرتْ ، | فيسفلُ أعلاها ، ويعلو الأسافلُ | 
| لَقد قَلّ أنْ تَلقى من النّاسِ مُجملاً | وأخشَى ، قَرِيباً، أنْ يَقِلّ المُجامِلُ | 
| وَلَستُ بجَهمِ الوَجهِ في وَجهِ صَاحبي | وَلا قائِلٍ للضّيفِ: هَل أنتَ رَاحِل؟ | 
| وَلَكِنْ قِرَاهُ ما تَشَهّى ، وَرِفْدُهُ، | ولوْ سألَ الأعمارَ ما هوَ سائلُ | 
| ينالُ اختيارَ الصفحِ عنْ كلِّ مذنبٍ | لَهُ عِنْدَنَا مَا لا تَنَالُ الوَسَائِلُ | 
| لَنَا عَقِبُ الأمْرِ، الّذِي في صُدُورِهِ | تطاولُ أعناقُ العدا ، والكواهلُ | 
| أصاغرنا ، في المكرماتِ ، أكابرٌ | أوَاخِرُنَا، في المَأثُرَاتِ، أوَائِلُ | 
| إذا صلتُ، يوماً، لمْ أجدْ لي مصاولاً ؛ | وإنْ قلتُ، يوماً ، لمْ أجدْ منْ يقاولُ! |