قُلْ للرَّئيسِ أدامَ اللهُ دَولَتَهُ | بأنّ شاعِرَه بالبابِ مُنتَظِرُ |
إنْ شاءَ حَدَّثَهُ أو شاءَ أطرَبَهُ | بكلِّ نادِرَة ٍ تُجْلَى بها الفِكرُ |
حافظ إبراهيم
محمد حافظ ابراهيم ولقبه شاعر النيل هو شاعر مصري كبير ولد في اسيوط وتوفي في القاهرة, وايضا يلقب بشاعر الشعب.
يرغي ويزبد بالقافات تحسبها
يُرْغِي ويُزْبِدُ بالقَافَاتِ تَحْسبُها | قصفَ المدافعِ في أفقِ البساتينِ |
منْ كلِّ قافٍ كأن اللهَ صوَّرها | من مارجِ النارِ تصويرَ الشياطينِ |
قد خصَّه اللهُ بالقافاتِ يعلُكها | واختَصَّ سُبحانَه بالكافِ والنُّونِ |
يَغيبُ عَنّا الحجا حِيناً ويحْضُرُه | حيناً فيخلطُ مختلاًّ بموزونِ |
لا يأمَنُ السامعُ المسكينُ وثْبَتَه | مِن كردفان إلى أعلى فِلَسطِينِ |
بَيْنَا تراه ينادي الناسَ في حَلَبٍ | إذا به يَتَحَدَّى القَومَ في الصِّينِ |
ولم يكن ذاكَ عن طَيشٍ ولا خَبَلٍ | لكنّها عَبقَرِيّاتُ الأساطينِ |
يَبيتُ يَنسُجُ أحلاماً مُذَهَّبَة ً | تُغني تفاسيرُها عن ابنِ سِيرِينِ |
طَوراً وَزيراً مُشاعاً في وِزارَتِه | يُصَرِّفُ الأمرَ في كلِّ الدَّواوينِ |
وتارَة ً زَوجَ عُطبُولٍ خَدَلَّجَة ٍ | حسناءَ تملِكُ آلافَ الفدادينِ |
يُعفَى من المَهرِ إكراماً للحيَتِه | وما أظَلَّته من دُنيا ومِن دِينِ |
شَكَرْتُ جَمِيلَ صُنْعِكُمُ
شَكَرْتُ جَمِيلَ صُنْعِكُمُ | ودَمعُ العَيْنِ مِقياسُ الشُّعُورِ |
لأوّلِ مَرّة ٍ قد ذاقَ جَفني | على ماذاقَه دَمعَ السُّرورِ |
وافَى كِتابُكَ يَزْدَرِي
وافَى كِتابُكَ يَزْدَرِي | بالدُّرِّ أو بالجَوهَرِ |
فقَرَأتُ فيِه رِسالة ً | مُزِجَتْ بذَوبِ السُّكرِ |
أجريْتَ في أّثنائهَا | نَهرَ انسِجامِ الكَوثَرِ |
وفرطْتَ بين سُطورِها | مَنْظُومَ تاجِ القَيصرِ |
وخَبَأْتَ في ألفاظِها | مِنْ كلِّ مَعْنى ً مُسْكِرِ |
فتَرَى المَعاني الفارسيّـ | ـة َ في مَغاني الأسطُرِ |
كالغانياتِ تَقَنَّعَتْ | خَوفَ المُريبِ المُجتري |
مَعنى ً أَلَذُّ مِن الشَّما | تَة ِ بالعَدُوِّ المُدْبرِ |
أَوْ مِنْ عِتابٍ بَيْنَ مَحْ | بُوبٍ وحِبٍّ مُعْذِرِ |
أو فَتْرَة ٍ أضاعَها الْ | ـقامِرُ عند المَيسِرِ |
أو مَجلسٍ للخَمرِ مَعْـ | ـقُودٍ بيومٍ مُمطِرِ |
تِسعُونَ بيتاً شِدْتَها | فوقَ سِنانِ السَّمهَرِي |
والسَّمْهَرِيُّ قَلَمٌ | في كَفِّ لَيْثٍ قَسْوَرِ |
اَفَتَى القَوافِي كيفَ أَذْ | ـتَ فقد أطَلتَ تَحَسُّري |
أتُرَى أَراكَ امِ الِّلقا | ءُ يكونُ يومَ المَحشِرِ |
ما كان ظَنِّي أنْ تَعيـ | ـشَ أيا لَئِيمَ المَكسِرِ |
ولقد قُذِفْتَ الى الجَحي | مِ وبئسَ عُقْبَي المُنْكَرِ |
تاللّه لو أَصْبَحْتَأَفْ | ـلاطُونَ تلكَ الأعصُرِ |
وبَرَعْتَجالِينُوسَ أو | لُقمَانَ بين الحُضَّرِ |
ما كنتَ إلاّ تافِهَ الْ | آدابِ عند المَعشَرِ |
غُفرانَكَ اللهُمَّ إنِّـ | ـي مِن ظُلامَتِهِ بَري |
سَوَّيْتَه كالَكْركَدَنِّ | وجاءَنا كالأَخْدَرِي |
وَجْهٌ ولا وَجْهُ الحُطُو | بِ وقامَة ٌ لم تُشبَرِ |
ومِن العَجائِبِ أنَّ مثـ | لَ لِسانِه لَمْ يُبْتَرِ |
كم باتَ يَلتَحِمُ العُرُو | ضَ وجاءَ بالأَمْرِ الفَرِي |
فافعَل به اللهُمَّ كالنَّـ | ـمرُوذِ فهو بها حَري |
وانزِلْ عليه السُّخْطَ إنْ | أَمْسَى ولَمْ يَسْتَغْفِرِ |
فهو الّذي ابتَدعَ الرّبَا | وأقامَ رُكنَ الفُجَّرِ |
وأقامَ دينَ عِبادَة ِ الدِّ | ينارِ بَيْنَ الأَظْهُرِ |
ولقد عَجبتُ لبُخلِه | ولكَفِّهِ المستَحجِرِ |
لا يَصْرفُ السُّحْتُوتَ إلاَّ | وهوَ غيرُ مُخَيَّرِ |
لو أنّ في إمكانِه | عيشاً بغيرِ تَضَوُّرِ |
لاختارَ سَدَّ الفَتحَتَيـ | ـنِ وقال: يا جَيبُ احذَرِ |
طالَ الحديثُ عليكُمْ أيُّهَا السَّمَرُ
طالَ الحديثُ عليكُمْ أيُّهَا السَّمَرُ | ولاحَ للنَّومِ في أجفانِكُمْ أَثَرُ |
وذلك اللَّيلُ قد ضاعَتْ رَواحِلُه | فليسَ يُرْجَى لهُ منْ بَعْدِهَا سَفَرُ |
هذي مَضاجِعُكُم يا قَومُ فالتَقِطوا | طِيبَ الكَرَى بعيونٍ شابهَا السَّهَرُ |
هل يُنْكِرُ النَّوْمَ جَفْنٌلو أتيحَ لهُ | إلاَّ أنا ونجُومُ اللَّيلِ والقَمَرُ |
أَبِيتُ أَسْأَلٌ نَفْسِي كيفَ قاطعنِي | هذَا الصَّديقُ ومالِي عنهُ مُصْطَبَرُ |
فما مُطَوَّقَة ٌ قدْ نالهَا شَرَكَ | عند الغُروبِ إليه ساقَها القَدَرُ |
باتتْ تُجاهِدُ هَمَّاً وهي آيِسَة ٌ | من النَّجاة ِ وجُنِحُ اللَّيلِ مُعتَكِرُ |
وباتَ زُغلولُها في وَكرِها فَزِعاً | مُرَوَّعاً لرُجوعِ الأمِّ ينتظرُ |
يُحَفِّزُ الخَوفُ أَحشاهُ وتُزْعِجهُ | إذا سَرَتْ نَسمَة ٌ أو وَسَوسَ الشَّجَرُ |
مِنِّي بأسْوَأَ حالاً حِينَ قاطعنِي | هذا الصَّديقُ فهَلاَّ كان يَذَّكِرُ |
يا بنَ الكِرامِ أتَنسى أنّني رَجُل | لِظِلِّ جاهِكَ بعدَ اللهِ مُفتَقِرُ |
إنِّي فتاكَ فلاَ تقطعْ مواصلتِي | هَبني جَنيتُ فقُلْ لي كيفَ أعتَذِرُ |
يا كاتِبَ الشَّرقِ ويا خَيرَ مَن
يا كاتِبَ الشَّرقِ ويا خَيرَ مَن | تَتْلُو بَنُو الشَّرقِ مَقاماتِهِ |
سافرْ وعُدْ يحفظكَ رَبُّ الوَرَى | وابعَثْ لنا عيسى بآياتِهِ |