أَيُّها المُصْلِحُونَ ضاقَ بنا العَيْـ |
شُ ولمْ تُحسِنُوا عليه القيامَا |
عزت السِّلْعَة ُ الذَّلِيلة ُ حتَّى |
باتَ مَسْحُ الحِذاءِ خَطْباً جُساما |
وغَدَا القُوتُ في يَدِ النّاسِ كاليا |
قُوتِ حتى نَوَى الفَقيرُ الصِّياما |
يَقْطَع اليومَ طاوِياً وَلَدَيْه |
دُونَ ريحِ القُتارِ ريحُ الخُزامَى |
ويخالُ الرَّغيفَ منْ بَعْدِ كَدٍّ |
صاحَ : مَن لي بأنْ أُصِيبَ الإداما |
أيّها المُصْلِحُونَ أصْلَحْتُمُ الأرْ |
ضَ وبِتُّمْ عن النُّفوسِ نيامَا |
أصْلِحوا أنفُسَا أضرَّ بِهَا الفقْ |
رُ وأحْيا بمَوتِها الآثاما |
ليس في طَوقِها الرَّحيلُ ولا الجِـ |
ـدُّ ولا أن تُواصلَ الإقْداما |
تُؤثِرُ الموتَ في رُبَا النِّيلِ جُوعاً |
وتَرَى العارَ أنْ تَعافَ المُقاما |
ورِجالُ الشَّآمِ في كُرَة ِ الأرْ |
ضِ يُبارُونَ في المسيرِ الغَماما |
رَكِبُوا البَحْرَ ، جَاوَزُوا القُطْبَ ، فاتُوا |
ويَظُنُّ اللُّحُومَ صَيْداً حَراما |
يَمْتطُون الخُطُوبَ في طَلَبِ العَيـ |
شِ ويبرونَ للنضالِ السهامَا |
وبَنُو مِصْرَ في حِمَى النِّيلِ صَرْعَى |
يَرْقُبونَ القَضاءَ عاماً فَعاما |
أيهَا النِّيلُ كيفَ نُمسِي عِطاشاً |
في بلادٍ روِّيتَ فيهَا الأوامَا |
إنَّ لِينَ الطِّباعِ أورثنَا الذُّ |
لَّ وأغرَى بِنا الجُناة َ الطَّغاما |
إنَّ طِيبَ المُناخِ جرَّعلينَا |
في سَبيلِ الحَياة ِ ذاكَ الزِّحاما |
أيُّها المُصْلِحُونَ رِفْقاً بقَومٍ |
قَيَّدَ العَجْزُ شَيْخَهُمْ والغُلاما |
وأغيثُوا منَ الغَلاءِ نفوساً |
قد تمنَّتْ مع الغَلاءِ الحِمامَا |
أَوْشَكَتْ تأكُلُ الهَبِيدَ مِنَ الفَقْـ |
رِ وكادتْ تذُودُ عنه النَّعامَا |
فأعيدُوا لنَا المُكُوسَ فإنَّا |
قد رأَيْنا المُكُوسَ أرْخَى زِماما |
ضاقَ في مصرَ قِسْمُنَا فاعذرُونَا |
إنْ حَسَدْنَا علَى الجَلاَءِ الشَّآمَا |
قد شَقِينا – ونحنُ كرَّمنا اللّـ |
هُ بعَصْرٍ يُكَرِّمُ الأنعامَا |