قالوا لَنا: ماتَ إسح?قٌ! فقُلتُ لهمْ: |
هذا الدّواءُ الذي يَشفي منَ الحُمُقِ |
إنْ ماتَ ماتَ بِلا فَقْدٍ ولا أسَفٍ |
أو عاشَ عاشَ بلا خَلْقٍ ولا خُلُقِ |
مِنْهُ تَعَلّمَ عَبْدٌ شَقّ هامَتَهُ |
خوْنَ الصّديقِ ودَسَّ الغدرِ في المَلَقِ |
وحَلْفَ ألْفِ يَمينٍ غَيْرِ صادِقَةٍ |
مَطرودَةٍ ككُعوبِ الرّمح في نَسَقِ |
ما زِلْتُ أعرِفُهُ قِرْداً بِلا ذَنَبٍ |
خِلْواً مِنَ البأسِ مَملُوءاً من النّزَقِ |
كَريشَةٍ في مَهَبّ الرّيحِ ساقِطَةٍ |
لا تَسْتَقِرّ على حالٍ منَ القَلَقِ |
تَستَغرِقُ الكَفُّ فَوْديهِ ومَنْكِبَهُ |
فتَكْتَسي منهُ ريحَ الجَوْرَبِ العَرِقِ |
فَسائِلُوا قاتِلِيهِ كَيفَ ماتَ لَهُمْ |
مَوْتاً من الضّرْبِ أمْ موْتاً من الفَرَقِ |
وأينَ مَوْقعُ حَدّ السّيفِ من شَبَحٍ |
بغَيرِ جِسْمٍ ولا رَأسٍ ولا عُنُقِ |
لَوْلا اللّئَامُ وشيءٌ مِنْ مُشابَهَةٍ |
لَكانَ ألأمَ طِفْلٍ لُفّ في خِرَقِ |
كَلامُ أكثرِ مَنْ تَلقَى ومَنظَرُهُ |
ممّا يَشقّ على الآذانِ والحَدَقِ |