مرَّ الغرابُ بشاة ٍ | قد غابَ عنها الفطيمُ |
تقولُ والدمعُ جار | والقلبُ منها كلِيم |
يا ليْت شِعْريَ يا کبنِي | وواحِدِي، هل تَدوم |
وهل تكونُ بجَنْبي | عداً على ما أروم |
فقال: يا أمَّ سعدٍ | هذا عذابُ أليم |
فكَّرتِ في الغَدِ، والفِكـرُ | مقعدٌ ومقيم |
لكلِّ يومٍ خُطُوبٌ | تكفي، وشُغلٌ عظيم |
وبينما هُوَ يهذِي | أتى النَّعيُّ الذَّميم |
يقول: خَلَّفْتُ سعْداً | والعظمُ منه هشيم |
رأَى منَ الذِّئْبِ ما قد | رأَى أَبوه الكريم |
فقال ذو البَيْنِ للأُم | حين ولَّتْ تَهيم |
إن الحكيمَ نبيُّ | لسانه معصوم |
ألم أقلْ لكِ توا | لكل يومٍ هُموم |
قالت صدقتَ ولكِنْ | هذا الكلامُ قديم |
فإن قَوْميَ قالوا | وجْهُ الغُراب مَشوم |