فديناهُ من زائرٍ مرتقبْ |
بدا للوجودِ بمرأى عجبْ |
تَهُزُّ الجبالَ تَباشيرُهُ |
كما هَزَّ عِطفَ الطَّروبِ الطَّرَب |
ويُحْلِي البحارَ بلألائهِ |
فمِنَّا الكؤوسُ، ومنه الحبَب |
منارٌ الحزونِ إذا ما إعتلى |
منارُ السهولِ إذا ما إنقلب |
أتانا من البحرِ في زورقٍ |
لجيناً مجاذيفهُ من ذهب |
فقلنا: سُليمانُ لو لم يَمُتْ |
وفرعونٌ لو حملتهُ الشُّهب |
وكِسرَى وما خَمَدتْ نارُه |
ويوسُفُ لو أنه لم يشِبْ |
وهيهاتَ ما توجوا بالسَّنا |
ولا عرشهم كان فوقَ السُّحب |
أنافَ على الماءِ ما بينها |
وبينَ الجبالِ وشُمِّ الهضب |
فلا هو خافٍ، ولا ظاهرٌ |
ولا سافرٌ، لا، ولا مُنتقِب |
وليس بِثَاوٍ، ولا راحلٍ |
ولا بالبعيدِ، ولا المقترب |
تَوارَى بِنصفٍ خلالَ السُّحُبْ |
ونصفٌ على جبلٍ لم يغب |
يجدِّدها آية ٍ قد خلت |
ويذكرُ ميلادَ خيرِ العرب |