قد ضجَّ جيشكَ ، منْ طولِ القتالِ بهِ ، |
وقدْ شكتكَ إلينا الخيلُ والإبلُ ! |
وَقَد درَى الرّوم مُذْ جاوَرْتَ أرْضَهُمُ |
أنْ لَيس يَعْصِمُهمْ سَهلٌ وَلا جَبَلُ |
في كل يومٍ تزورُ الثغرَ ، لا ضجرٌ |
يثنيكَ عنهُ ، ولا شغلٌ ولا مللُ |
فالنفسُ جاهدة ٌ ، والعينُ ساهدة ٌ ، |
وَالجَيشُ مُنهَمكٌ، وَالمالُ مُبتذَلُ |
تَوَهّمَتكَ كِلابٌ غَيرَ قَاصِدِهَا، |
وقدْ تكنفكَ الأعداءُ والشغلُ |
حتى رأوكَ ، أمامَ الجيشِ ، تقدمهُ |
وَقَدْ طَلَعتَ عَلَيْهِمْ دونَ ما أمِلُوا |
فاستقبلوكَ بفرسانِ ، أسنتها |
سودُ البراقعِ ، والأكوارُ ، والكللُ |
فكنتَ أكرمَ مسؤولٍ وأفضلهُ ، |
إذا وَهَبْتَ فَلا مَنٌّ وَلا بُخُلُ |