أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ، |
بكُرْهٍ مِنْكِ، مَا لَقِيَ الأسِيرُ! |
أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ، |
تَحَيّرَ، لا يُقِيم وَلا يَسِير! |
أيا أمَّ الأسيرِ ، سقاكِ غيثٌ ، |
إلى منْ بالفدا يأتي البشيرُ؟ |
أيا أمَّ الأسيرِ ، لمن تربى |
وقدْ متِّ ، الذوائبُ والشعورُ ؟ |
إذا ابنكِ سارَ في برٍ وبحرٍ ، |
فمنْ يدعو لهُ ، أو يستجيرُ ؟ |
حرامٌ أن يبيتَ قريرَ عينٍ ! |
ولؤمٌ أنْ يلمَّ بهِ السرورُ ! |
وَقَد ذُقتِ الرَزايا وَالمَنايا |
وَلا وَلَدٌ لَدَيكِ وَلا عَشيرُ |
و غابَ حبيبُ قلبكِ عنْ مكانٍ ، |
مَلائِكَة ُ السّمَاءِ بِهِ حُضور |
لِيَبْكِكِ كُلُّ يَوْمٍ صُمتِ فيهِ |
مُصَابِرَة ً وَقَد حَميَ الهَجِير |
لِيَبْكِكِ كُلّ لَيلٍ قُمْتِ فيهِ |
إلى أنْ يبتدي الفجرُ المنيرُ! |
لِيَبْكِكِ كُلّ مُضْطَهَدٍ مَخُوفٍ |
أجرتيهِ ، وقدْ عزّ المجيرُ ! |
لِيَبْكِكِ كُلّ مِسكِينٍ فَقِيرٍ |
أغَثْتِيهِ، وَمَا في العَظْمِ زِير |
أيا أماهُ ، كمْ همٍّ طويلٍ |
مضى بكِ لمْ يكنْ منهُ نصيرُ ! ؟ |
أيا أماهُ ، كمْ سرٍّمصونٍ |
بقلْبِكِ، مَاتَ لَيسَ لَه ظُهُور |
أيا أماهُ ، كمْ بشرى بقربي |
أتَتْكِ، وَدُونَها الأجَلِ القَصِير |
إلى منْ أشتكي ؟ ولمنْ أناجي ، |
إذا ضاقتْ بما فيها الصدورُ ؟ |
بِأيّ دُعَاءِ دَاعِيَة ٍ أُوَقّى ؟ |
بأيِّ ضياءِ وجهٍ أستنيرُ ؟ |
بِمَن يُستَدفَعُ القَدرَ المُوَفّى |
بِمَن يُستَفتَحُ الأَمرُ العَسيرُ |
نُسلَّى عنكَ : أنا عنْ قليلٍ ، |
إلى ما صرتِ في الأخرى ، نصيرُ |