ياشعر أنت فم الشعور ، وصرخة الروح الكئيب |
ياشعر أنت صدى نحيب القلب ، والصب الغريب |
ياشعر أنت مدامع علقت بأهداب الحياة |
ياشعر أنت دم ، تفجر من كلوم الكائنات |
ياشعر ! قلبي ـ مثلما تدري ـ شقي ، مظلم |
فيه الجراح ، النجل ، يقطر من مغاورها الدم |
جمدت على شفتيه أزراء الحياة العابسه |
فهو التعيس ، يذيبه نوح القلوب البائسه |
ابدا ينوح بحرقة ، بين الأماني الهاويه |
كالبلبل الغريد مابين الزهور الذاويه |
كم قد نصحت له بأن يسلو ، وكم عزيته |
فأبى وماأصغى إلى قولي ، فما أجديته |
كم قلت : صبرا يافؤاد ! ألا تكف عن النحيب ؟ |
فإذا تجلدت الحياة تبددت شعل اللهيب |
ياقلب ! لاتجزع أمام تصلب الدهر الهصور |
فإذا صرخت توجعا هزأت بصرختك الدهور |
ياقلب ! لاتسخط على الأيام ، فالزهر البديع |
يصغي لضجات العواصف قبل أنغام الربيع |
ياقلب ! لاتقنع بشوك اليأس من بين الزهور |
فوراء أوجاع الحياة عذوبة الأمل الجسور |
ياقلب ! لاتسكب دموعك بالفضاء فتندم |
فعلى ابتسامات الفضاء قساوة المتهكم |
لكن قلبي وهم ـ مخضل الجوانب بالدموع ـ |
جاشت به الأحزان ، ّا طفحت بها تلك الصدوع |
يبكي على الحلم البعيد بلوعة ، لاتنجلي |
غردا ، كصداح الهواتف في الفلا ، ويقول لي : |
طهر كلومك بالدموع ، وخلّها وسبيلها |
إن المدامع لاتضيع حقيرها وجليلها |
فمن المدامع ماتدفع جارفا حسك الحياه |
يرمي لهاوية الوجود بكل مايبني الطغاه |
ومن المدامع ماتألق في الغياهب كالنجوم |
ومن المدامع ماأراح النفس من عبء الهموم |
فارحم تعاسته ، ونح معه على أحلامه |
فقد قضى الحلم البديع على لظى آلامه . |