| أَزَنْبَقَة َ السفْح! مالي أراكِ | تَعَانِقُكِ اللَّوْعة ُ القَاسِيه؟ |
| أفي قَلْبكِ الغضِّ صوتُ اللهيب، | يرتِّل أُنْشُودَة َ الهاويهْ؟ |
| أَأَسْمَعَكِ اللَّيلُ نَدْبَ القُلوبِ | أأرشفكِ الفجرُ كأسَ الأسى ؟ |
| أَصَبَّ عليكِ شُعَاعُ الغروبِ | نجيعَ الحياة ، ودمعَ المسا؟ |
| أأوقفكَ الدهرُ حيث يُفجِّـ | ـرُ نوحُ الحياة صُدوعَ الصدور؟ |
| وَيَنبَثِقُ الليل طيفاً، كئيباً | رهيباً، ويخفقُ حُزْنُ الدهورْ؟ |
| إذا أضرتكِ أغاني الظلامِ | فقد عذَّبَتْني أغاني الوجومْ |
| وإن هجرتكِ بناتُ الغيوم | فقد عانَقَتْني بناتُ الجَحيمْ |
| وإنْ سَكَبَ الدَّهْرُ في مِسمِعيْكِ | نَحِيبَ الدُّجَى ، وأنينَ الأملْ |
| فقد أجّجَ الدهرُ في مُهْجتي | شُواظاً من الحَزَن المشتعل |
| وإن أرشفتْكِ شفاهُ الحياة | رُضابَ الأسى ، ورحيقَ الألم |
| فإنِّي تجرّعتُ من كفِّها | كُؤوساً، مؤجَّجة ً، تَضْطَرِمْ |
| أصيخي! فما بين أعشار قلبي | يرِفّ صدى نوحِكِ الخافت |
| معيداً على مهجتي بحفيف | جَنَاحَيْهِ صَوْتَ الأسى المائتِ |
| وقد أترع الليلُ بالحب كأسى | وشعشعها بلهيب الحياة |
| وجرّعني من ثُمالاتِه | مرارة َ حُزْنٍ، تُذيبُ الصَّفاة ْ |
| إليَّ! فقد وحّدت بيننا | قَسَاوة ُ هذا الزّمان الظَّلُومْ |
| فقد فَجَّرتْ فيَّ هذي الكُلومَ | كما فجّرت فيكِ تلك الكلوم |
| وإنْ جَرَفَتْنِي أكفُّ المنونِ | اللحْد، أو سحقتكِ الخُطوبْ |
| فَحُزْني وَحُزْنُكِ لا يَبْرَحَانِ | ألِيفيْنِ رغمَ الزّمان العَصيبْ |
| وتحت رواقِ الظَّلامِ الكَئيبِ | إذا شملَ الكونَ روحُ السحَرْ |
| سيُسمَع صوتٌ، كلحن شجيٍّ | تطايَرَ من خَفَقات الوترْ |
| يردِّدُه حُزنُنا في سكون | على قبرنا، الصّامتِ المطمئن |
| فَنَرقُد تَحْتَ التُّرابِ الأصمِّ | جميعاً على نَغَمَاتِ الحَزَنْ |