| بَكَرْنَ يَلُمنَني، وَرَأينَ جودي | عَلى الأرْمَاحِ بِالنّفْسِ المَضَنّهْ |
| فَقُلتُ لَهُنّ: هَلْ فِيكُنّ باقٍ | عَلى نُوَبِ الزّمانِ، إذا طَرَقْنَهْ؟ |
| و إنْ يكنْ الحذارُ منَ المنايا | سَبيلاً للحَيَاة ِ، فَلِمْ تَمُتْنَهْ؟ |
| سَأُشْهِدُهَا عَلى مَا كَانَ مِني | ببسطي في الندى ، بكلاَمهنَّهْ |
| و أجعلكنَّ أصدقَ فيَّ قولاً | إذا وصفَ النساءُ رجالهنَّه ْ |
| فإنْ أهْلَكْ فَعَنْ أجَلٍ مُسَمّى | سيأتيني ، ولوْ ما بينكنَّـهْ |
| و إنْ أسلمْ فقرضٌ سوفَ يوفى ، | و أتبعكنَّ إنْ قدمتكنَّـهْ |
| فلاَ يأمرنني بمقامِ ذلٍ | فما أنا بالمطيعِ إذا أمرنهْ |
| وَمَوْتٌ في مَقَامِ العِزّ أشْهَى ، | إلى الفرسانِ ، منْ عيشٍ بمهنهْ |
أبو فراس الحمداني
أبو فراس الحمداني و إسمه الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الربعي هو شاعر من العصر العباسي ولد في الموصل وتوفي في حمص.
يا مَنْ رَجَعتُ، على كُرْهٍ، لطاعَتِهِ
| يا مَنْ رَجَعتُ، على كُرْهٍ، لطاعَتِهِ، | قدْ خالفَ القلبُ لمَّـا طاوعَ البدنُ |
| وَكُلّ ما شِئْتَ من أمْرٍ رَضِيتُ بِهِ، | وَكلّ ما اختَرْتَهُ، عِندي هوَ الحسنُ |
| وَكُلّمَا سَرّني أوْ سَاءَني سَبَبٌ | فأنتَ فِيهِ عَليّ، الدّهرَ، مُؤتَمَنُ |
وَإنّي لأنْوِي هَجْرَهُ فَيَرُدّني
| وَإنّي لأنْوِي هَجْرَهُ فَيَرُدّني | هوى ، بينَ أثناءِ الضلوعِ، دفينُ |
| فيغلظُ قلبي ، ساعة ً ثمَّ ينثني | وأقسوْ عليهِ ، تارة ً ، ويلينُ |
| وَقَدْ كَانَ لي عن وُدّهِ كُلُّ مَذهَبٍ، | و لكنَّ مثلي بالإخاءِ ضنينُ |
| و لاَ غروَ أنْ أعنو لهُ ، بعدَ عزة ٍ ، | فقدريَ ، في عزِّ الحبيبِ ، يهونُ ! |
بَخِلْتُ بِنَفْسِي أنْ يُقَالَ مُبَخَّلٌ
| بَخِلْتُ بِنَفْسِي أنْ يُقَالَ مُبَخَّلٌ، | وَأقْدَمْتُ جُبْناً أنْ يُقَالَ جَبَانُ |
| وَمُلكي بَقايا ما وَهَبتُ: مُفَاضَة ٌ، | |
أيَا رَاكِباً، نَحوَ الجَزِيرَة ِ، جَسرَة ً
| أيَا رَاكِباً، نَحوَ الجَزِيرَة ِ، جَسرَة ً | عُذَافِرَة ً، إنّ الحَدِيثَ شُجُونُ! |
| مِنَ المُوخَداتِ الضُّمَّرِ اللاّءِ وَخدُها | كَفيلٌ بحَاجَاتِ الرّجالِ ضَمِينُ |
| تحملْ إلى “القاضي” سلامي وقلْ لهُ : | ألا إنّ قَلْبي، مُذْ حَزِنتَ، حَزِينُ |
| و إنَّ فؤادي ، لافتقادِ أسيرهِ ، | أسِيرٌ، بِأيْدِي الحادِثَاتِ، رَهِينُ |
| أحاولُ كتمانَ الذي بي منَ الأسى | وَتَأبَى غُرُوبٌ ثَرّة ٌ وَشُؤونُ |
| بِمَنْ أنَا في الدّنيا عَلى السّرّ وَاثِقٌ، | و طرفي نمومٌ ، والدموعُ تخونُ |
| يضنُّ زماني بالثقاتِ ؛ وإنني | بسري ، على غيرِ الثقاتِ ، ضنينُ |
| لعلَّ زماناً بالمسرة ِ ينثني ؛ | وعطفة َ دهرٍ باللقاءِ تكونُ |
| ألا لا يَرَى الأعداءُ فِيكَ غَضَاضَة ً، | فللدهرِ بؤسٌ ، قدْ علمتَ ، ولينُ |
| و أعظمُ ما كانتْ همومكَ تنجلي ، | وأصعبُ ما كانَ الزمانُ يهونُ |
| ألاَ ليتَ شعري ـ هل أنا الدهرَ ، واجدٌ ـ | قريناً ، لهُ حسنُ الوفاءِ قرينُ ؟ |
| فأشكو ويشكو ما بقلبي وقلبهِ ، | كِلانَا، عَلى نَجوَى أخِيهِ، أمِينُ |
| و في بعضِ منْ يلقي إليكَ مودة ً | عَدوٌّ، إذا كَشّفتَ عَنهُ، مُبِينُ |
| إذا غَيّرَ البُعْدُ الهَوَى فَهَوَى أبي | حُصَينٍ مَنِيعٌ، في الفُؤادِ، حَصِينُ |
| فَلا بَرِحَتْ بِالحَاسِدينَ كَآبَة ٌ، | وَلا هَجَعَتْ لِلشّامِتِينَ عُيُونُ |
أشفقتَ منْ هجري فغلـ
| أشفقتَ منْ هجري فغلـ | ـبْتَ الظّنُونَ عَلى اليَقِينِ |
| وَضَنَنْتَ بي، فَظَنَنْتَ بي، | و الظنُّ منْ شيمِ الضنينِ ! |