أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَة ٌ

أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَة ٌ: أيا جارتا هل تشعرين بحالي ؟
معاذَ الهوى ‍! ماذقتُ طارقة َ النوى ، وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُ ببالِ
أتحملُ محزونَ الفؤادِ قوادمٌ على غصنٍ نائي المسافة ِ عالِ ؟
أيا جارتا ، ما أنصفَ الدهرُ بيننا ‍! تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِي!
تَعَالَيْ تَرَيْ رُوحاً لَدَيّ ضَعِيفَة ً، تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُ بَالي
أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكي طَلِيقَة ٌ، ويسكتُ محزونٌ ، ويندبُ سالِ ؟
لقد كنتُ أولى منكِ بالدمعِ مقلة ً؛ وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ!

وللهِ عندي في الإسارِ وغيرهِ

وللهِ عندي في الإسارِ وغيرهِ مَوَاهِبُ، لَمْ يُخصَصْ بها أحدٌ قَبلي!
حللتُ عقوداً ، أعجزَ الناسَ حلها، وَما زَالَ عَقدي لا يُذَمّ وَلا حَلِّي
إذَا عَايَنَتْني الرّومُ كَفّرَ صِيدُهَا، كأنّهُمُ أسرَى لَدَيّ وَفي كَبْلي
وَأُوسَعُ، أيّاً مَا حَلَلْتُ، كَرَامَة ً، كأنني منْ أهلي نقلتُ إلى أهلي
فقلْ لبني عمي ، وأبلغْ بني أبي : بِأنيَ في نَعْمَاءَ يَشْكُرُهَا مِثْلي
وَمَا شَاءَ رَبي غَيرَ نَشْرِ مَحَاسِني، وأن يعرفوا ما قد عرفتُ منَ الفضلِ

إنّا، إذَا اشْتَدّ الزّمَا

إنّا، إذَا اشْتَدّ الزّمَا نُ، وَنَابَ خَطْبٌ وَادْلَهَم
ألفيتَ ، حولَ بيوتنا ، عُدَدَ الشّجَاعَة ِ، وَالكَرَمْ
لِلِقَا العِدَى بِيضُ السّيُو فِ، وَلِلنّدَى حُمْرُ النَّعَمْ
هَذَا وَهَذَا دَأبُنَا، يودى دمٌ ، ويراقُ دمْ
قُلْ لابنِ وَرْقَا جَعْفَرٍ، حتى يقولَ بما علمْ
إنّي، وَإنْ شَطّ المَزَا رُ وَلمْ تَكُنْ دَارِي أُمَمْ
أصْبُو إلى تِلْكَ الخِلا لِ ، وأصطفي تلكَ الشيمْ “
” وألومُ عادية َ الفرا قِ، وَبَينَ أحْشَائي ألَمْ
” ولعلَّ دهراً ينثني ، ولعلَّ شعباً يلتئمْ “
” هل أنتَ ، يوماً ، منصفي مِنْ ظُلمِ عَمّكَ؟ يا بنَ عَمْ
أبْلِغْهُ عَني مَا أقُو لُ ، فأنتَ منْ لا يتهم ! “
أنّي رَضِيتُ، وَإنْ كَرِهْـ ـتَ، أبَا مُحَمّدٍ الحَكَمْ

يَهْني الأمِيرَ بِشَارَة ٌ

يَهْني الأمِيرَ بِشَارَة ٌ، قرَّتْ بها عينُ المكارمْ
أعْلَى الوَرَى شَرَفاً، وَمَنْ قَدْ بَشّرُوهُ بِخَيْرِ قَادِمْ
إنّي، وَإنْ كُنْتُ المُشَا رِكَ في الأبُوّة ِ، وَالمُسَاهِمْ
لأقُولُ قَوْلاً لا يُرَدّ، ولا يرى لي فيهِ لاثمْ :
لأبي المَعَالي، في العُلا، و ” أبي المكارمِ ” في المكارمْ
بيتٌ ، رفيعٌ سمكهُ ، عَالي الذّرَى ، ثَبْتُ الدّعَائِمْ

إبنانِ ، أمْ شبلانِ ذانِ ؟ فإنني

إبنانِ ، أمْ شبلانِ ذانِ ؟ فإنني لأرَى دِمَاءَ الدّارِعِينَ غِذَاهُمَا
تنبي الفراسة ُ : أنَّ في ثوبيهما ليثينِ ، تجتنبُ الليوثُ حماهما
لمَ لا يفوقانِ الأنامَ ، مكارماً ! والسيدانِ ، كلاهما ، جدَّاهما
تلقى ” أبا الهيجاءِ” في هيجاهما، وَيُرِيكَ فَضْلَ أبي العَلاءِ عُلاهُمَا
زدناهما ، شرفاً رفيعاً سمكهُ ، ثَبْتَ الدّعائِمِ، إذْ تَخَوّلْنَاهُمَا
ميزتُ بينهما فلمْ يتفاضلا كالفرقدينِ تشاكلتْ حالاهما
إنّي، وَإنْ كَانَ التّعَصّبُ شِيمَتي، لا أَدْفَعُ الشّرَفَ المُنِيفَ أخاهُمَا!
أنّى يُقَصِّرُ عَنْ مَكَانٍ في العُلا وَالمَجدِ، مَن أضْحى أبُوهُ أباهُمَا؟
لَكِنْ لِذَينِ بِنَا مَكَانٌ بَاذِخٌ، لايدعيه، منَ الأنامِ ، سواهما