أقُولُ وَقَدْ نَاحَتْ بِقُرْبي حمامَة ٌ: | أيا جارتا هل تشعرين بحالي ؟ |
معاذَ الهوى ! ماذقتُ طارقة َ النوى ، | وَلا خَطَرَتْ مِنكِ الهُمُومُ ببالِ |
أتحملُ محزونَ الفؤادِ قوادمٌ | على غصنٍ نائي المسافة ِ عالِ ؟ |
أيا جارتا ، ما أنصفَ الدهرُ بيننا ! | تَعَالَيْ أُقَاسِمْكِ الهُمُومَ، تَعَالِي! |
تَعَالَيْ تَرَيْ رُوحاً لَدَيّ ضَعِيفَة ً، | تَرَدّدُ في جِسْمٍ يُعَذّبُ بَالي |
أيَضْحَكُ مأسُورٌ، وَتَبكي طَلِيقَة ٌ، | ويسكتُ محزونٌ ، ويندبُ سالِ ؟ |
لقد كنتُ أولى منكِ بالدمعِ مقلة ً؛ | وَلَكِنّ دَمْعي في الحَوَادِثِ غَالِ! |
أبو فراس الحمداني
أبو فراس الحمداني و إسمه الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الربعي هو شاعر من العصر العباسي ولد في الموصل وتوفي في حمص.
وللهِ عندي في الإسارِ وغيرهِ
وللهِ عندي في الإسارِ وغيرهِ | مَوَاهِبُ، لَمْ يُخصَصْ بها أحدٌ قَبلي! |
حللتُ عقوداً ، أعجزَ الناسَ حلها، | وَما زَالَ عَقدي لا يُذَمّ وَلا حَلِّي |
إذَا عَايَنَتْني الرّومُ كَفّرَ صِيدُهَا، | كأنّهُمُ أسرَى لَدَيّ وَفي كَبْلي |
وَأُوسَعُ، أيّاً مَا حَلَلْتُ، كَرَامَة ً، | كأنني منْ أهلي نقلتُ إلى أهلي |
فقلْ لبني عمي ، وأبلغْ بني أبي : | بِأنيَ في نَعْمَاءَ يَشْكُرُهَا مِثْلي |
وَمَا شَاءَ رَبي غَيرَ نَشْرِ مَحَاسِني، | وأن يعرفوا ما قد عرفتُ منَ الفضلِ |
إنّا، إذَا اشْتَدّ الزّمَا
إنّا، إذَا اشْتَدّ الزّمَا | نُ، وَنَابَ خَطْبٌ وَادْلَهَم |
ألفيتَ ، حولَ بيوتنا ، | عُدَدَ الشّجَاعَة ِ، وَالكَرَمْ |
لِلِقَا العِدَى بِيضُ السّيُو | فِ، وَلِلنّدَى حُمْرُ النَّعَمْ |
هَذَا وَهَذَا دَأبُنَا، | يودى دمٌ ، ويراقُ دمْ |
قُلْ لابنِ وَرْقَا جَعْفَرٍ، | حتى يقولَ بما علمْ |
إنّي، وَإنْ شَطّ المَزَا | رُ وَلمْ تَكُنْ دَارِي أُمَمْ |
أصْبُو إلى تِلْكَ الخِلا | لِ ، وأصطفي تلكَ الشيمْ “ |
” وألومُ عادية َ الفرا | قِ، وَبَينَ أحْشَائي ألَمْ |
” ولعلَّ دهراً ينثني ، | ولعلَّ شعباً يلتئمْ “ |
” هل أنتَ ، يوماً ، منصفي | مِنْ ظُلمِ عَمّكَ؟ يا بنَ عَمْ |
أبْلِغْهُ عَني مَا أقُو | لُ ، فأنتَ منْ لا يتهم ! “ |
أنّي رَضِيتُ، وَإنْ كَرِهْـ | ـتَ، أبَا مُحَمّدٍ الحَكَمْ |
يَهْني الأمِيرَ بِشَارَة ٌ
يَهْني الأمِيرَ بِشَارَة ٌ، | قرَّتْ بها عينُ المكارمْ |
أعْلَى الوَرَى شَرَفاً، وَمَنْ | قَدْ بَشّرُوهُ بِخَيْرِ قَادِمْ |
إنّي، وَإنْ كُنْتُ المُشَا | رِكَ في الأبُوّة ِ، وَالمُسَاهِمْ |
لأقُولُ قَوْلاً لا يُرَدّ، | ولا يرى لي فيهِ لاثمْ : |
لأبي المَعَالي، في العُلا، | و ” أبي المكارمِ ” في المكارمْ |
بيتٌ ، رفيعٌ سمكهُ ، | عَالي الذّرَى ، ثَبْتُ الدّعَائِمْ |
إبنانِ ، أمْ شبلانِ ذانِ ؟ فإنني
إبنانِ ، أمْ شبلانِ ذانِ ؟ فإنني | لأرَى دِمَاءَ الدّارِعِينَ غِذَاهُمَا |
تنبي الفراسة ُ : أنَّ في ثوبيهما | ليثينِ ، تجتنبُ الليوثُ حماهما |
لمَ لا يفوقانِ الأنامَ ، مكارماً ! | والسيدانِ ، كلاهما ، جدَّاهما |
تلقى ” أبا الهيجاءِ” في هيجاهما، | وَيُرِيكَ فَضْلَ أبي العَلاءِ عُلاهُمَا |
زدناهما ، شرفاً رفيعاً سمكهُ ، | ثَبْتَ الدّعائِمِ، إذْ تَخَوّلْنَاهُمَا |
ميزتُ بينهما فلمْ يتفاضلا | كالفرقدينِ تشاكلتْ حالاهما |
إنّي، وَإنْ كَانَ التّعَصّبُ شِيمَتي، | لا أَدْفَعُ الشّرَفَ المُنِيفَ أخاهُمَا! |
أنّى يُقَصِّرُ عَنْ مَكَانٍ في العُلا | وَالمَجدِ، مَن أضْحى أبُوهُ أباهُمَا؟ |
لَكِنْ لِذَينِ بِنَا مَكَانٌ بَاذِخٌ، | لايدعيه، منَ الأنامِ ، سواهما |
أسرتَ فلمْ أذقْ للنومِ طعماً
أسرتَ فلمْ أذقْ للنومِ طعماً ، | ولا حلَّ الطعانُ لنا حزاما |
وَسِرْنَا، مُعْلَمِينَ، إلَيْكَ حَتى | ضربنا ، خلفَ ” خرشنة َ ” الخياما ! |