| هَلْ تَعْطِفَانِ عَلى العَلِيلِ؟ | لا بالأسِيرِ، وَلا القَتِيلِ! |
| باتت تقبلهُ الأكــ | ـفُّ، سَحَابَة َ اللّيلِ الطّوِيل |
| يرعى الندجومَ السائرا | تِ منَ الطلوعِ إلى الأفولِ |
| فقدَ الضيوفُ مكانهُ ، | وبكاهُ أبناءُ السبيلِ |
| وَاستَوْحَشَتْ لِفِرَاقِهِ، | يَوْمَ الوَغَى ، سِرْبُ الخُيُولِ |
| وَتَعَطّلَتْ سُمْرُ الرّمَا | حِ، وَأُغمدتْ بِيضُ النْصُولِ |
| يَا فَارِجَ الكَرْبِ العَظِيـ | ــمِ ، وكاشفَ الخطبِ الجليلِ |
| كُنْ، يَا قَوِيُّ، لِذَا الضّعِيـ | ـفِ، وَيَا عزِيزُ، لِذا الذّلِيلِ! |
| قَرّبْهُ مِنْ سَيْفِ الهُدَى ، | في ظِلّ دَوْلَتِهِ الظّلِيلِ! |
| أوَمَا كَشَفْتَ عَنِ ابنِ دَا | ودٍ ” ثقيلاتِ الكبولِ ؟ ! |
| لمْ أروَ منهُ ولا شفيــ | ـتُ بطولِ خدمتهِ ، غليلي |
| أللهُ يعلمُ : أنهُ | أملي منِ الدنيا وسولي |
| وَلَئِنْ حَنَنْتُ إلى ذُرَا | هُ لقد حننتُ إلى وصولِ |
| لا بِالغَضُوبِ، وَلا الكَذُو | بِ، وَلا القَطوبِ، وَلا المَلولِ |
| يا عدَّتي في النائبا | تِ، وَظُلّتي عِنْدَ المَقِيلِ! |
| أينَ المحبة ُ ، والذمـا | مُ وما وعدتَ منَ الجميلِ ؟ ! |
| أجْمِلْ عَلى النّفْسِ الكَرِيـ | ـمَة ِ فيّ، وَالقَلْبِ الحَمُولِ! |
| أمّا المُحِبّ فَلَيْسَ يُصْـ | ـغي في هَوَاهُ إلى عَذُولِ |
| يمضي بحالِ وفائهِ ، | ويصدُّ عنْ قالٍ وقيلِ ! |
أبو فراس الحمداني
أبو فراس الحمداني و إسمه الحارث بن سعيد بن حمدان الحمداني التغلبي الربعي هو شاعر من العصر العباسي ولد في الموصل وتوفي في حمص.
أروحُ القلبَ ببعضِ الهزلِ
| أروحُ القلبَ ببعضِ الهزلِ ، | تَجَاهُلاً مِني، بِغَيْرِ جَهْلِ! |
| أمْزَحُ فِيهِ، مَزْحَ أهلِ الفَضْلِ، | والمزحُ ، أحياناً ، جلاءُ العقلِ |
قُلْ لأحْبَابِنَا الجُفَاة ِ: رُوَيْداً!
| قُلْ لأحْبَابِنَا الجُفَاة ِ: رُوَيْداً! | دَرِّجُونَا عَلى احْتِمَالِ المَلالِ! |
| إنّ ذَاكَ الصّدُودَ، مِنْ غَيرِ جُرْمٍ | لمْ يدعٍ فيَّ مطمعاً بالوصالِ |
| أحْسِنُوا في فِعَالِكُمْ أوْ أسِيئُوا! | لا عَدِمْنَاكُمُ عَلى كُلّ حَالِ! |
قاتلي شادنٌ ، بديعُ الجمالِ
| قاتلي شادنٌ ، بديعُ الجمالِ ، | أعْجَمِيُّ الهَوَى ، فَصِيحُ الدّلالِ |
| سلَّ سيفَ الهوى عليَّ ونادى : | يَا لَثَأرِ الأعْمَامِ وَالأخْوَالِ! |
| كيف أرجو ممن يرى الثأر عندي | خُلُقاً مِنْ تَعَطُّفٍ أوْ وِصَالِ؟ |
| بعدما كرتِ السنونَ ، وحالتْ | دُونَ ذِي قَارٍ الدّهُورُ الخَوَالي |
| أيّهَا المُلْزِمِي جَرَائِرَ قَوْمِي، | بعدما قدْ مضتْ عليها الليالي ! |
| لَمْ أكُنْ مِنْ جُناتِهَا، عَلِمَ الله، | و إني لحرِّها ، اليومَ ، صالِ |
الفكرُ فيكَ مقصرُ الآمالِ
| الفكرُ فيكَ مقصرُ الآمالِ ، | وَالحِرْصُ بَعدَكَ غَايَة ُ الجُهّالِ |
| لوْ كانَ يخلدُ بالفضائلِ فاضلٌ | وُصِلَتْ لَكَ الآجَالُ بِالآجَالِ! |
| أوْ كُنتَ تُفدى لافتَدَتْكَ سَرَاتُنَا | بنفائسِ الأرواحِ والأموالِ |
| أوْ كانَ يدفعُ عنكَ بأسٌ أقبلتْ ، | شَرَعاً، تَكَدَّسُ بِالقِنَا العَسّالِ |
| أعززْ ، على ساداتِ قومكَ ، أنْ ترى | فوقَ الفراشِ ، مقلبَ الأوصالِ |
| و السابغاتُ مصونة ٌ ، لمْ تبتذلْ ، | و البيضُ سالمة ٌ معَ الأبطالِ |
| و إذا المنية ُ أقيلتْ لمْ يثنها | حرصُ الحريصِ ، وحيلة ُ المحتالِ |
| مَا للخُطوبِ؟ وَمَا لأحْداثِ الرّدَى | أعْجَلْنَ جَابِرَ غَايَة َ الإعْجَالِ؟ |
| لمَّـا تسربلَ بالفضائلِ ، وارتدى | بردَ العلاَ ، وأعتمَّ بالإقبالِ |
| وَتَشَاهَدَتْ صِيدُ المُلُوكِ بفَضْلِهِ | و أرى المكارمَ ، منْ مكانٍ عالِ |
| أأبَا المُرَجّى ! غَيرُ حُزْنيَ دَارِسٌ، | أبَداً عَلَيْكَ، وَغَيْرُ قَلبيَ سَالِ |
| لا زلتَ مغدوَّ الثرى ، مطروقهُ ، | بِسَحَابَة ٍ مَجْرُورَة ِ الأذْيَالِ |
| و حجبنَ عنكَ السيئاتُ ولمْ يزلْ | لَكَ صَاحِبٌ مِنْ صَالحِ الأعمالِ |
سَلِي عَنّا سَرَاة َ بَني كِلابٍ
| سَلِي عَنّا سَرَاة َ بَني كِلابٍ | بِبَالِسَ، عِند مُشتَجَرِ العَوَالي! |
| لَقِينَاهُمْ بِأسْيَافٍ قِصَارٍ، | كَفَينَ مَؤونَة َ الأسَلِ الطّوَالِ |
| وولى بـ ” آبن عوسجة ٍ كثيرٍ “ | وَسَاعُ الخَطْوِ في ضَنْكِ المَجَالِ |
| يرى ” البرغوثَ ” إذْ نجاهُ منا ، | أجلَّ عقيلة ٍ ، وأحبَّ مالِ |
| تدورُ بهِ إماءٌ منْ ” قريظ “؛ | وَتَسْألُهُ النّسَاءُ عَنِ الرّجَالِ! |
| يَقُلْنَ لَهُ: السّلامَة ُ خَيرُ غنُمٍ! | و إنَّ الذلَّ في ذاكَ المقالِ |
| و ” جهمانٌ ” تجافتْ عنهُ بيضٌ ، | عدلنَ عنِ الصريحِ إلى الموالي |
| وَعَادُوا، سامِعِينَ لَنَا، فعُدنا | إلى المعهودِ منْ شرفِ الفعالٍِ |
| و نحنُ متى رضينا بعدَ سخطٍ | أسونا ما جرحنا بالنوالِ |